مجلس الكذب الدولي
حسن الوريث
حسن الوريث


عندما يصدر مجلس الأمن الدولي بياناً يدين فيه إطلاق الصواريخ من اليمن إلى السعودية فإنه يؤكد ما نقوله دوماً بأن الأمم المتحدة شريكة في قتل الشعب اليمني وعندما يساوي مجلس الأمن بين الضحية والجلاد بل ويدين الضحية التي تدافع عن نفسها فإنه يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أنه مجلس للكذب على الشعوب وتخويفها وليس لتحقيق أمنها كما يحاول أن يدعيه .

وحينما يصدر مجلس الأمن ذلك البيان المخزي حول إدانة إطلاق الصواريخ اليمنية إلى السعودية فإنه يقضي على أي أمل لد بقية الشعوب في هذه المنظمة التي تدعي زوراً وبهتاناً أنها أنشئت من أجل سلامة واستقرار الشعوب وسلامتها وحينما يتفق أعضاء مجلس الأمن على إدانة الشعب اليمني لأنه يدافع عن نفسه ضد عدوان جائر يقتل البشر ويدمر كل شيء فإنه يزيدنا إعتزازاً بما حققته هذه الضربات الباليستية من أهداف أولها ذلك الأنين والعويل السعودي الذي سمعه العالم وثانيها أن هذه الصواريخ هي من سيجعل العالم يلتفت للشعب اليمني وقضيته العادلة وأهم الأهداف التي حققتها هذه الضربات أننا ولنا الفخر كيمنيين من مرغ سمعة السلاح الأمريكي الحديث في التراب وداسته أقدام المقاتل اليمني بدء من الدبابات والمدرعات مروراً بالطائرات وصولاً إلى منظومة الدفاع الجوي الباتريوت التي انتحرت ووقفت كلها عاجزة أمام هذا الشعب ورجاله الأبطال .

مما لاشك فيه أن الأمم المتحدة بمواقفها سيئة السمعة منذ بدء العدوان على اليمن تؤكد أنها ليست سوى أداة من أدوات الدول الكبرى التي أنشأتها عقب انتصارها في الحرب العالمية الثانية لتستخدمها لإرهاب وتخويف الدول والشعوب التي تخالفها فيما تريده وجعلت منها سيفاً تسلطه على الدول الصغيرة وبالتأكيد أن هذه المنظمة لم تقدم منذ إنشائها منتصف الأربعينيات من القرن الماضي للبشرية أي أمل في أن تكون هذه المنظمة لخدمتها فكم من شعوب ظلمت ولم تجد من ينصفها بل على العكس فقد عملت هذه المنظمة وعبر مجلس الأمن الدولي على زيادة الهيمنة للدول القوية على تلك الضعيفة وبالتأكيد فإن الحق في نقض أي قرار لا يعجبها والذي منحته هذه الدول لنفسها كرس الهيمنة والظلم وجعل دور الأمم المتحدة هامشياً لا تستطيع أن تقوم بما ينبغي عليها من نصرة الشعوب المقهورة التي كانت تأمل في هذه المنظمة خيراً لكن الأمر كما خططت له الدول الكبرى ليس كما تريده الدول والشعوب المظلومة والصغيرة.

بالتأكيد أن الأمم المتحدة التي أنشأت منظمات رديفة تسميها المنظمات الإنسانية أي أنها ليست سياسية أو عسكرية بل تعمل في المجالات الإنسانية تسعى من خلالها إلى تلميع صورتها التي يمكن أن تظهر نتيجة المواقف المخزية لمجلس الأمن الدولي فهي كما تقول أن المنظمات الإنسانية ليست لها علاقة بمجلس الأمن رغم الارتباط الوثيق والعميق فيما بينها فهذه المنظمات التي تسميها إنسانية لم تقدم للشعوب أي شيء يذكر حتى مواقفها التي تصدرها وتتحدث عن أزمات إنسانية تنتج عن الحروب لا يسمع لها إطلاقاً فكم من بيان أصدرته هذه المنظمات عن اليمن والكارثة الإنسانية التي نجمت عن الحرب في اليمن إلا أن مجلس الأمن لم يحرك ساكناً ما يعني أن هذه المنظمات ليس لها أي قيمة وإنما فقط من باب التلميع للأمم المتحدة حتى الأمين العام لهذه المنظمة والذي تحدث عن أكبر مجاعة في التاريخ الحديث يمكن أن تحدث في اليمن ومساعده السابق إلى اليمن ستيفن أوبراين ومساعده الحالي لوكوك عندما تحدثا كثيراً عن ماسي وكوارث إنسانية في اليمن لم يسمع أحد تلك النداءات وكأنها تطلق لمجرد التغطية على تواطؤ هذه المنظمة مع الدول الكبرى .

إذا فما هذه المنظمة الدولية التي تسمي نفسها الأمم المتحدة ومجلس أمنها ليسوا سوى كذبة كبرى لخداع الشعوب فبالله عليكم أين هذه المنظمة ومجلسها سيء السمعة والصيت من الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن والقتل اليومي والتدمير الممنهج لكل شيء في هذا البلد ؟ وبالله عليكم هل هذه الصواريخ التي تم إطلاقها كحق من حقوق الإنسان في الدفاع عن نفسه كفلته كافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية جريمة وما ترتكبه السعودية في اليمن من مجازر وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا يستحق أن تقف عنده هذه الدول وهذه المنظمة وتدينه بل وتحاسب السعودية عليها ؟ في اعتقادي أن هذه المنظمة تسير وفق مخطط إنشائها وأنها ليست سوى كذبة كبرى على الأمم والشعوب وعلينا أولاً أن لا نعول عليها وثانياً أن نستمر في الدفاع عن أنفسنا باستخدام كافة الوسائل المتاحة حينها سنجبر الجميع على احترام حقنا وأولهم السعودية وكل تلك الدول التي تبيع وتشتري في حقوق الشعوب.

في الأربعاء 11 إبريل-نيسان 2018 06:57:53 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=851