بيئة اليمن
حمدي دوبلة
حمدي دوبلة

كما جرت عليه العادة منذ تسع سنين عجاف من الحرب العدوانية على الشعب اليمني، حلّ اليوم العالمي للبيئة الـ5 من يونيو واليمن يتعرض لأبشع جرائم التدمير الممنهج للنظام البيئي من قبل دول التحالف الناقم على اليمن أرضا وإنسانا لتطال بآثارها الكارثية البر والبحر والجزر والأرياف والصحارى وحتى الأجواء.
-جزيرة سقطرى اليمنية القابعة في قلب المحيط الهندي هي واحدة من أجمل جزر الكرة الأرضية وأحد أبرز مواقع التنوّع الحيوي على مستوى العالم وأهم محميات اليمن الطبيعية المسجلة في قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، وقد باتت اليوم مهددة بالشطب من قائمة التراث الإنساني، والسبب – بحسب مختصين ومراقبين – الممارسات الإجرامية لقوات الاحتلال الإماراتي ومليشياتها المسلحة التي تبسط السيطرة عليها منذ العام 2015 ولا تتردد ولا ترعوى بالإيغال عبثا بالمحميات الطبيعية والقضاء على الحياة البحرية والبرية والإصرار على تغييب الهوية البيئية والبيولوجية النادرة في الجزيرة.
– من حين لآخر تتعالى التحذيرات والدعوات من قبل المختصين والمهتمين بالشأن البيئي ومن المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية المعنية، من مغبة ما تقوم به مليشيات الاحتلال الإماراتي من إجراءات متعمدة لتدمير المخزون الحيوي الطبيعي في الجزيرة وكيف أن ما تزخر به من الكائنات البرية والبحرية النادرة والنباتات الفريدة التي لا تتوفر في مكان آخر من العالم، أصبحت مهددة بالتلاشي والانقراض أكثر من أي وقت مضى.
– كل تلك الدعوات والتنديدات لا تُقابل بأي اهتمام ولا تجد آذانا صاغية، لتتواصل الجريمة بحق سقطرى وتراثها الإنساني، بل وتتزايد الممارسات العبثية فيها بطشا وتخريبا يوما بعد آخر على مرأى ومسمع العالم ومؤسساته البيئية والحقوقية.
-سقطرى دون شك هي صاحبة الحظ الأكبر من جرائم تحالف العدوان في المجال البيئي، لكنها ليست الوحيدة، فقد امتدت جرائم الحقد والانتقام لتشمل البيئة البحرية للجمهورية اليمنية بشكل عام، آخر المستجدات في هذا الشأن ما كشفته وزارة الثروة السمكية في حكومة الإنقاذ الوطني أمس الأول، عن إقدام السعودية وعملائها المحليين على دفن النفايات النووية في الأراضي اليمنية وعن مساعي تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي لتحويل اليمن إلى مكب لنفاياته السامة، ما ينذر بكارثة بيئية كبيرة جراء تأثير تلك النفايات التي تم وسيتم دفنها في مناطق صحراوية وأخرى بحرية في اليمن.
-الوزارة أكدت أن الإشعاعات التي تم رصدها مؤخرا في البحر الأحمر وبحر العرب تسببت في نفوق آلاف الأطنان من الأسماك وتدمير الشعب المرجانية والبيئة البحرية في سواحل محافظات عدن، أبين، المهرة وحضرموت.. في جريمة حرب مكتملة الأركان ضد الإنسانية.
المعلمي والعم صالح الرحيل المؤلم
-خلال الأيام القليلة الماضية فقدت مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، والصحافة والإعلام اليمني عموما، واحدا من خيرة أعمدتها الأساسية ورجالاتها الأكفاء المخلصين.
إنه الزميل والأستاذ الفاضل إبراهيم عبدالرحمن المعلمي صاحب القلم الرشيق والكتابات الصحفية الأنيقة، عرفناه إنسانا نبيلا وإعلاميا مجيدا ومديرا مميزا ذا أخلاق فاضلة، وكل من عمل معه لا يذكره إلا بالخير والثناء.. رحل بصمت تاركا وجعا في قلوبنا خصوصا وقد دخل بقدميه ماشيا إلى المستشفى وغادره بعد ساعات فقط جثة هامدة، لتثار مجددا علامات الاستفهام الكثيرة عن فاعلية وكفاءة الطب في بلادنا وعن أخطائه القاتلة، لم نستوعب صدمة الرحيل الأليم للزميل المعلمي حتى جاءنا نبأ رحيل العم صالح مجلي متعهد مقصف المؤسسة، ذلك الرجل الشهم النبيل الذي لا تفارق الابتسامة شفتيه رغم ما يعانيه من الآم في قلبه الجميل.
رحم الله المعلمي والعم صالح وجميع موتانا وموتى المسلمين.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

*نقلا عن الثورة نت


في الإثنين 12 يونيو-حزيران 2023 09:23:41 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=8575