|
عندما يكون العمل الإنساني تدشين مشروع توزيع عدس للفقراء، يصبح الخبر الصحفي مجرد لعنة لتلميع القائمين على المنظمات بقرقرة بطون الجائعين وأبنائهم من هؤلاء الفقراء!
ينبغي على القائمين على هذه المنظمات، خصوصا المرخصة لبعض القيادات المحلية المنتسبين لهذا العمل، أن يخففوا منسوب استغلال ظروف وحاجات الفقراء بدافع حب الظهور في وسائل الإعلام والمبالغة في التقاط الصور التذكارية ونشر الأخبار الصحفية وكتابة ما يسمونها قصص نجاح في منصات التواصل.
ثمة قيادات محلية تبالغ في الاستعراض الإعلامي بهنجمة وجيش مصورين من حملة بكالوريوس إعلام وصحافة وإذاعة وتلفزيون من العاطلين أو الإعلاميين المغلوبين على أمرهم، يعملون مشرفين على صفحات فيسبوك ومجموعات واتسأب، لتعميم الصور ونشر قصص توزيع فتات مساعدات.
عدم وجود سياسة إعلامية واضحة، وغياب الرؤية الصائبة، فضلاً عن كوننا كصحفيين لا ننكر أننا نعمل في ظروف بالغة الصعوبة، فالبعض منا يتعاطى مع مثل هذه الأخبار لعل وعسى أن يأتيه بعض فتات هذه المساعدات دون أن تصل، وحان الوقت أن نعترف بالخطأ، لأننا منغمسون في تسويق أشخاص وترويج لمساعدات لا تستحق أن تذكر.
القيادة تحث على الاعتماد على الذات، وتحذر من سياسة المنظمات، ونحن نجند أنفسنا للترويج لها والتطبيل للمستفيدين منها، ونشرعن لها بكل صغيرة وكبيرة، ونقدم اعترافاً حقيقياً أن لحم أكتافنا من مساعدات هذه المنظمات!!
التعاطي مع أخبار وأنشطة هذه المنظمات لا يخدم سوى القائمين عليها، ومجرد تهمة علينا نحن كصحفيين بأننا مستفيدون من وراء هذه الأخبار، في وقت نحن أحوج فيه إلى ما لا يتخيله العقل، مع أننا صحفيون والبعض منا مدراء عموم مكاتب صحفية لها حجمها واعتبارها، نقوم بنشر أنشطة منظمات دون أي فرز ومن باب الخجل والإحراج والغباء وانتظار الغيث!
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 17 يونيو-حزيران 2023 12:21:51 ص