|
تصدَّرت السعودية في العام 2014م كأول مستورد للأسلحة والتجهيزات العسكرية على مستوى العالم، في أرقام وصل سقفها إلى 64.4 مليار دولار، مقابل 56 مليار دولار في عام 2013م. وفق شركة (آي. إتش. إس) للأبحاث، التي تقدم معلومات اقتصادية عن السوق العالمية.
وبذلك أصبحت السعودية أهم سوق للولايات المتحدة التي تنتعش خزائنها بعد كل صفقة سعودية.
ماذا تريد السعودية من كل هذه الأسلحة؟
هذا ليس سؤالاً بقدر ما هو استغراب. فقد تورطت في العراق، وفي سوريا، وفي اليمن وفي البحرين، وتورطت مع قطر أيضاً.. فأينما وليت وجهك إلى أي بلد منكوب وسألت عن سبب كل هذا الخراب، يأتيك الجواب: إنها السعودية.
لماذا تنفق السعودية كل هذه المليارات لشراء الأسلحة رغم وجود قواعد أمريكية فيها لحماية نظام آل سعود، ورغم أنها لا تعادي إسرائيل كي تخشى مهاجمتها، كما أن السعودية لم تكن هدفاً لأي أطماع عربية كي تتحصن بكل هذه الترسانة الخرافية من الأسلحة؟
ليس هناك أي عدو محتمل للسعودية، لكنها دولة توسعية وتريد أن تكون المتصدرة عربياً، وهناك أوهام تراودها بأن تصبح هي المركز، رغم أنها لم تكن يوماً أكثر من هامش في جزيرة العرب.
الغريب في الأمر أن كل تلك الأسلحة نفدت، وكل تلك المليارات التي وضعت السعودية في أعلى قائمة استيراد السلاح قد تبخرت. ولذلك سافر محمد بن سلمان كثيراً إلى دول أوروبية، وغير أوروبية، لتوقيع صفقات سلاح جديدة، وسط معارضات من بعض برلمانات الدول بشأن بيع دولهم السلاح للسعودية، لأنها تستخدمه في قتل المدنيين اليمنيين.
فاقت المملكة روسيا في إنفاقها على التسليح، رغم أنها لا تمتلك جيشاً قادراً على استخدام هذا السلاح يمكنها الاعتماد عليه، لذلك تستورد جيوشاً من دول أخرى لاستخدام سلاحها ضد اليمن. وهي في هذه الحالة شبيهة بذلك الولد الجبان الذي كان يسرق نقود أمه ويذهب لشراء ألعاب نارية، ثم يعطيها لصاحب الدكان لكي يفجرها له.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 19 يونيو-حزيران 2023 12:30:49 ص