صرخة عرفة
جميل الكامل
جميل الكامل
 

أبقوا من الدين أقوالاً وأفعالا
وحملوا بسطاء الناس أثقالا

من بعد أن رحل المعصوم واجتمعوا
وحيَّدُوا بعده القرآن والآلا

حجَّ النبي فحادوا عنه وانقلبوا
أقصوا عليا فأقصوا الدين إجمالا

صِدِّيقُه الأكبرُ ، الكرارُ ، حيدرةٌ
من نور أحمد في عينيه لازالا

ومنذ أن خالفوا أمر النبي على
مرأى ، ومسمع صال الحق ما صالا

والدين ينقص مضمونا وإن له
في ظاهر الأمر بين الناس إجلال

تعمَّدُوا القدح فيما لايوافقهم
وانزلوا بغضهم في الآل إنزالا

علوا من الدهر حينا أفسدوا ، وبغوا
وصوَّرتهم لنا الأقلام أبطالا

وصيَّرُوا الدين دينا مفرغا جسدا
وقطعوا الجسد المنخور أوصالا

أبقوا من الدين أفعالا بغير هدىً
لاتنفع المرء في الدارين مثقالا

وكان أول شيئ أبعدوه ضحىً
هدي الكتاب ، وعَبُّوا الناس أقوالا

بالرغم من أنهم ضجُّوا...كفى كُتبا
يوم الرزية.. لما المصطفى قال

هاتوا كتابا...فخاضوا في مجادلة
يكفي الكتاب لنا نهجاً ، ومِنوالا

حتى مضى المصطفى القوا الكتاب سداً
واتخمُونا أقاويلا ، وأمثالا

مضوا ابتداءا إلى أركان ملتنا
وعطلوها فلا ركنا وما مالا

وأخرجوا من هدى الرحمن كل هدىً
وأدخلوا فيه آصارا وأغلالا

ماذا سأضرب يا قومي لكم مثلا
وديننا كله عن ديننا حالا

فأول الدين بُغضُ الكفر جَرَّدَه
من هذه كل من للكفر قد والا

ماذا تبقى من الإسلام إن بقيت
أواصر الكفر مهما صال او جالا

الدين لله حجوا ، واذكروا ، اعتمروا
والكفر يشبِعُ خلق الله إذلالا

لا دخل للحج بالمستكبرين لِجُوا
باب السلام ذروا أفكار من غالا

مادخلنا بيهود الأرض حدثنا
فلان عن أمه عن جده قال

وأغرقونا أحاديثا ملفقةً
مفادها ان نزيد الكفر إقبالا

ما الحج إلا اجتماعٌ فيه تبرئةٌ
من كل مَن حبلُه في الشرك قد طالا

ما الحج إن لم يكن للناس مؤتمرٌ
يناقشون به ما جد أو آلا

ما الحج إن لم يُعِد للدين عزته
سوى ذهابٍ أضعنا فيه أموالا

هم عطلوا الحج من أهدافه ولذا
نحج لكن لكي نزداد أهوالا

نحج لكن لكي نزداد كل دجىً
دجىً ونرجع بعد الحج جهَّالا

في كل موسم حجٍّ يرسمون لنا
مخططا كي نزيد الدين إهمالا

في كل موسم حجٍّ تصبحون على
تَصَهيُنٍ تنجبُ الأوحالُ أوحالا

البيت في جهة ، والبار في جهةٍ
يخفِّضُون الهدى يعلون موالا

محدثون أرادوا زيغ أُمَّتنا
حاشا ستُصلِحُ من إفسادهم حالا

أئمةٌ يلبسون الدين محض هوىً
على دقونهمُ إبليسُ قد بالا

فأي حجٍّ ومن حجوا بلا هدفٍ
لم يصلحوا بسراهم في الدنا بالا

فلا براءة تتلى في الحجيج ولا
تالٍ لها يمنح الكفار إمهالا

يعلو على عرفات الله ممتلئا
عزاً ليخلع أهل الكفر إجمالا

"براءةٌ " والدجى ينزاح غاسقه
ونبطل الشرك والتطبيع إبطالا

الحجُّ دون عليٍّ أو براءته
من الضلال يزيد الناس إضلالا

والحج من دون تكبيرٍ صداهِ سناً
الحق يرسله للكفر إرسالا

حجٌّ عقيمٌ كأني بالحجيج وقد
عادوا على حملهم للوزر أحمالا

متى سنصرخ عند البيت ياثقةً
بالله تمنحنا للنصر آمالا

وخلف إبن رسول الله ترتعد الـ
آفاق نترع اهل الشرك انكالا

نعيد ذكرى عليٍّ حين حج فلا
شبرا بمكة إلا يذكر الآل

غداً أجاب الهدى بالله سوف ترى
عيونكم حلما كم في الحجى جالا

غداً غداً عرفات الله يشهدها
فالله أرسل هذا العام آزالا

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الأربعاء 28 يونيو-حزيران 2023 11:51:19 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=8777