|
فلتطل أيها الغالي على قلوبنا من نافذة الخلود ولتكحل عينيك برؤية شعبك يرفع بنادقه ممتلئاً قوة وشجاعة وتحدياً وصمودا استقاها من نهجك وتعلمها من مسيرة جهادك.
هذا هو شعبك الذي أفنيت أيامك في خدمته يبادلك الوفاء وقلوب الجميع تتأجج بنار الانتقام لدمائك الطاهرة، فلتنم قرير العين أيها العزيز فلقد لاحت بوارق النصر التي سقيت شعلتها من نزف دمائك وعبدت طريقها بخطواتك المقدامة وجهودك الجبارة في بناء وحماية الوطن ومجابهة الأعداء الظالمين، وكنت وحتى آخر لحظات حياتك تجاهد وتناضل من أجل وطنك وحريته واستقلاله، تشحذ الهمم وترفع الطاقات وتحشد للجبهات، فكلنا الصماد في صدقه وإيمانه وإخلاصه وكلنا مشروع شهيد، فليست دماؤنا بأغلى من دمائك ولا تضحياتنا بأثمن من تضحياتك.
نعتز ونفتخر بأنك كنت لنا القائد البطل الشجاع الذي لم يخش المخاطر ولم يهب التحديات بل كان السباق في درب البذل والعطاء، فمثلك قل به الزمان، فأنت الفريد الذي لا يوجد له شبيه بين رؤساء العالم، فأنت الرئيس المجاهد الذي تعرفه بطون اﻷودية وشعابها، تعرفه الشواطئ وقمم الجبال، الرئيس الذي لم يهدأ له بال ولم تنم له عين، فتراه الجندي الذي يشد من عضد المجاهدين المحب لهم والمتواضع أمامهم وتراه الواعظ التقي الورع الممتلىء بالإيمان الذي يرشد ويوجه وينصح من واقع الثقافة التي نهل من معينها الذي لا ينضب، كيف لا وهو من أوائل خريجي مدرسة المسيرة القرآنية والمتتلمذ على أيادي علمائها الأوائل والمرافق لمؤسسها الشهيد القائد من خاض معه الحروب ونازل الأهوال ولم يخف إلا الله، تراه ذلك السياسي المحنك ورجل الدولة الأغر الذي يضع مصلحة الوطن وكرامته واستقلاله أمام كل الاعتبارات.
فلا يساوم ولا يفاوض فيها أبداً، كيف لا وهو الممثل لصمود اليمانيين وبأسهم وقوة إرادتهم، وهو المهتم بشؤون الناس المتنقل بين المحافظات المتلمس لمشاكلهم ومعاناتهم واحتياجاتهم المختلفة ، وهو صانع الانتصارات الذي دشن وشجع التصنيع العسكري وسعى إلى تطوير قدراته وأصبح اليمن في عهده دولة تفخر بتصنعيها “الباليستي” وتوعد العدوان بعام يذوق من باليستياته اليمانية بلا هوادة، ولو ظللت أكتب وأصيغ الجمل والعبارات فيك يا رئيسنا الشهيد فلن أستطيع أن أفي ولو جزءاً بسيطا في حقك.
إن المآقي تذرف الدموع لفراقك والقلوب تتفطر حزنا والأرواح مقهورة مكلومة عليك فقد كنت الأمل المشرق الواعد لهم الحامل لمشروع البناء والنهضة مشروع الحماية والبطش والردع، وما زاد هؤلاء القتلة باغتيالك إلا خزياً وعاراً، أما أنت فقد نلت ما تمنيت وألتحقت بركب أحبائك الشهداء وانضممت إليهم كريماً عزيزاً فائزاً وما ازداد اليمنيون بعدك إلا عزما وتصميما وتصعيدا في المواجهة والحسم ومواصلة دربك الوطني الجهادي.
ستظل يا رئيسنا الشهيد صالح الصماد الملهم والقدوة، يا من جمعت بين العلم والبطولة وحملت هم ملايين اليمنيين وكنت رجل المرحلة بحق، فسلام سلام على روحك الطاهرة ، واعلم علم اليقين بأن جريمة اغتيالك لن تمر دون عقاب من الجناة ودون رد مزلزل وموجع واعلم بأن النصر والقصاص من المجرمين قريب.
في السبت 28 إبريل-نيسان 2018 08:08:40 م