تركتُ لك الناي
نبيل القانص
نبيل القانص


ما أبعدَ الوطن 
الذي سرقَ الغبارُ مكانَهُ 
لا شيء في يدهِ 
سوى مصباحه الأثري 
أدْمَنَ قَبلهُ النسيانَ ..،
يكبرُ في متاهتهِ 
وحيدا
منهَكا 
كل الأصابعِ جمَّدَتها اللانهاية 
من يشيرُ نيابةً عنّا إليهِ ...
يقولُ لي ضيقُ المقابرِ :
هل تُجيدُ العزفَ للموتى ؟..
تركتُ النايَ
فانفخ ما تبقى منكَ فيه 
و لا تقاطعني 

تركتُ الريحَ 
تحرسُ بابيَ المكسورِ 
منذ ولادتي الأخرى 
فقرّر أن نسيرَ معاً 
على وترِ السرابِ 
أنا انتظارٌ 
و انتظارٌ 
و انتظارُكَ أنتَ يُشبهُني 
فحاول أن تكون الاحتمالاتِ القريبة 
و التقط صوراً لموعدنا 
سأبقى في مكانٍ باردٍ 
أو في مخيلتي ..
سأحفظُني 
و أنسى الصيفَ خلفَ العمر .

في الأربعاء 11 مايو 2016 11:50:01 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=90