|
في تعبير صريح عن معاداة الإسلام، أحرقوا القرآن الكريم، لا بل وزادوا على ذلك بان رفعوا لوحات بعبارات تكشف عن هذا العداء.
تجاوزوا بذلك كل الخطوط الحمراء والزرقاء، ولم يحترموا قيم التعايش بين الأديان والحضارات وهم من شغلوا العالم قبل سنوات بما كانوا يسمونه التقارب بين الأديان وحوار الحضارات، وأخرى من الشعارات والعناوين التي تَبيَّن بعد ذلك أنها كانت فقط لتكريس «الإسلام فوبيا».
وحين تسمح السويد بإحراق كتاب المسلمين المقدس، فهذا يعني أنها تتبنى الفعل، ويصير الأمر كأنها من قامت بهذا الأمر، ثم حين تتجاوز ما أثارته عملية إحراق المصحف قبل أقل من أسبوعين، وقرار مجلس حقوق الإنسان القاضي بمنع انتهاك الثوابت المقدسة للشعوب فإنها بذلك تكون متعمدة ممارسة هذه الإهانة للمسلمين، وليصير عليها تحمل ردة الفعل، فقانون الحياة يقول إن لكل فعل رد فعل، حينها سيكون من السذاجة والغباء أن تقوم بالاعتراض على ذلك وهي من كان يرفع طوال الوقت شعارات الحرية، حتى لو مسّت بالآخرين.
فحين أحرق العراقيون السفارة السويدية، كانت حرية وتعبيراً عن موقف ورد فعل طبيعياً، وحين تبدأ الدول بمقاطعة هذه الدولة، دبلوماسيا واقتصاديا فهذا حق ورد فعل طبيعي، وإذا ما حدث أعظم من ذلك فإنه أيضا سيندرج تحت هذا المفهوم.
قبل شهر، حين قام شخص مغرض بنشر مقطع فيديو تضمن إحراق مصريين لعلم الكويت قامت الدنيا وكادت أن تعصف بالعلاقة بين البلدين، قبل أن يتم تصحيح الأمر، فالعَلَم الوطني أيضا له قدسيته المرتبطة بالوطن والشعب وإحراقه فيه مهانة لا تقبلها الدولة ولا الشعب، فكيف حين يتعلق الأمر بإحراق كتاب يعتز به ويقدسه ما يقارب الملياري مسلم.
السويد تعيد بهذا الفعل الحالة العدائية تجاه الإسلام، وفي إحدى المرويات التي تكشف عدائية الغرب للقرآن الكريم – ومحاولات تعبئة المجتمع الغربي بالكره تجاه القرآن والمسلمين – قال رئيس وزراء بريطانيا “جلادستون”، في مجلس العموم البريطاني بعدما حمل القرآن بيده: “إننا لا نستطيع القضاء على الإسلام والمسلمين إلا بعد القضاء على ثلاثة أشياء: صلاة الجمعة، والحج، وهذا الكتاب، فقام أحد الحاضرين ليمزق القرآن، فقال: ما هكذا أريد يا أحمق، إني أريد تمزيقه في قلوبهم وتصرفاتهم.. ويقول أيضا: « ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، وقال الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذِكْرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر: « إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرأون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نُزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم”..، ويقول المبشر تاكلي: « يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد الإسلام نفسه، حتى نقضي عليه تماماً، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً».
والمعطيات في هذا الجانب كثيرة، ولا شأن للأمر بوهم نظرية المؤامرة التي صورها الغرب كحالة مرضية وعمل على إلصاقها بالمسلمين ثم أشاع أنهم مجتمع مصاب بالوسواس وبتوهُمات عدائية الغرب ومؤامراته عليهم، والحقيقة أنه منذ ظهور الإسلام كان واضحا أن القرآن الكريم هدف المؤامرات، فوجوده واستمرار بقائه يعني بقاء وقوة الإسلام، ورغم كثرة المحاولات لقتله في نفوس المسلمين والتي كان من مظاهرها استقطاب الشباب المسلم وتلقينهم الثقافة الغربية في الجامعات الغربية والأوروبية إلا أنها كلها كانت تنتهي بالفشل، وهم اليوم إنما يجددون المحاولة من بوابة إظهار ضعف المسلمين في الدفاع عن كتابهم المقدس.
المسألة بالتالي، مظهر من مظاهر النزعة العدوانية القديمة للعالم الإسلامي، ولّدت ما يعرف بالإسلام فوبيا ووجهت الجهود لتشويه ثوابت المسلمين، ثم حاولت ربط ما يسمونه بالإرهاب بالمسلمين، كأحد مظاهر هذا الانزعاج وهذا التأمر على القرآن، باعتباره كل الإسلام والمسلمين.
*نقلا عن :الثورة نت
في الأحد 23 يوليو-تموز 2023 10:17:53 م