هديّة السويد!
حمدي دوبلة
حمدي دوبلة

بينما كانت شعوب الأمة الإسلامية، والمسلمين في جميع بلدان العالم يحتفلون بذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.. كانت مملكة السويد الإجرامية ترسل إليهم هدية العام الهجري الجديد، جريمة إرهابية أخرى تمت كسابقاتها بشكل متعمد وبحراسة أمنية مشددة من قبل الشرطة السويدية.
-توقعنا سابقا، وتوقع الكثيرون -بالنظر إلى ردود الفعل الإسلامية المقتصرة على بيانات التنديد والاحتجاج والتظاهرات الشعبية المتشنجة التي سرعان ما تخبو أو استدعاء سفراء السويد في أحسن الأحوال لإلقاء كلمات العتب الناعم- توقعنا وما زلنا أن تتواصل الانتهاكات والاعتداءات الإجرامية على القران الكريم وعلى رموز ومقدسات الإسلام، فقد بات الغرب الحاقد على الإسلام وأهله يغلّف هذه الإساءات بأغطية وشعارات الحرية الزائفة وما يسمونه حق التعبير عن الرأي فاسحين المجال أمام كل معتوه وموتور ومريض ومتخلف التعبير عن أمراضه وشذوذه وعاهاته بالتعدّي على أقدس المقدسات والتطاول على كتاب الله العظيم واستفزاز مشاعر أمة الملياري إنسان.
-بعد ساعات على جريمة السويد الجديدة بتدنيس القرآن الكريم الخميس الماضي أمام السفارة العراقية في ستوكهولم وبذات أسلوب وأدوات جريمة الشهر الماضي، كانت الأنباء تتحدث عن جريمة مماثلة حدثت في الدنمارك عندما قامت عصابة تطلق على نفسها مسمى” الوطنيون الدنماركيون” بحرق المصحف في ميدان يقع مقابل السفارة العراقية في العاصمة كوبنهاجن وحرص المجرمون على بث الجريمة مباشرة على الهواء عبر منصة الفيس بوك إمعانا في التمادي والجرأة على الله عز وجل، وفي استفزاز مشاعر أكثر من ملياري مسلم يتوزعون في كافة أرجاء المعمورة بما فيها البلدان التي أصبحت مسارح ملائمة للجريمة وأربابها. ولا أرى سببا وجيها في هذا الإصرار على الجريمة غير ردّ الفعل الإسلامي الهزيل الذي لا يتوافق كليا مع الجرائم ومستوى قبحها وبشاعتها.
– بعد صنعاء التي تحتشد اليوم مجددا للتنديد بالجريمة، وموقفها الحازم بمقاطعة البضائع والمنتجات السويدية ودعواتها المتواصلة لدول العالم الإسلامي بمقاطعة بلدان الإساءة اقتصاديا وتجاريا ودبلوماسيا وعلى كافة الأصعدة والمجالات، جاء الموقف العراقي الرسمي قويا ومتماشيا مع بركان الغضب الشعبي وتمثّل بطرد سفيرة السويد من بلاد الرافدين، وإعادة القائم بالأعمال العراقي من السويد، مع تعليق أعمال شركة أريكسون السويدية داخل البلاد. كما جاءت دعوات القيادة الإيرانية أمس الأول للسويد بتسليم المتورطين بتدنيس القرآن الكريم لمحاكمتهم في الدول الإسلامية وإنزال أقسى العقوبات بحقهم، وإذا ما حذت بقية الدول الإسلامية هذا الحذو وانتهجت الرد المؤثر والتعامل الحازم مع الجرائم ومرتكبيها ومن يحتضنهم فسنرى تلاشيا سريعا للانتهاكات، وبدون ذلك سيبقى المجرم مستعذبا لجريمته وسيتمادى في طغيانه وسنرى أمثالها في كثير في بلدان الكفر والإلحاد والرذيلة.
– بدون الردع والزجر المناسبين لن يكف الغرب المنحلّ أبدا عن مواصلة الإساءة للمقدسات وللأديان السماوية ولكل القيم الفاضلة على هذه الأرض وسيواصل التشدّق بمفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير المزيّفة، وما أكثر التجارب والدروس على هذا الصعيد.

*نقلا عن :الثورة نت


في الإثنين 24 يوليو-تموز 2023 08:32:25 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=9077