|
*مقدمة :-
الروافد الإعلامية الرصينة تعتمد على الحقيقة ولغة الإقناع وتناول القضية من كافة زواياها المطروحة سواءً المؤيدة أو المعارضة لأن الحق في النهاية سيتضح والباطل بطبعه زهوق أما الإعلام الذي له أجندته الخاصة فوسائله تختلف فهو يجول في أروقة التكثيف والترويض والبتر والاخضاع .
إن غياب الحقيقة والتظليل والإفك المتعمد وإن طال أمده سيأتي عليه يوماً يدرك فيه مدبروه أنهم قاموا بعملية انتحار مهني وليس له في النهاية إلا مزبلة التاريخ .
أدرك تحالف العدوان السعودي لأهمية الدور الإعلامي وتأثيره النفسي الذي لا يقل تأثير القلم والكلمة فيه عن الرصاصة ولذا عمد التحالف (العدوان) تشغيل المكينة الإعلامية وتسخير إعلامه المعادي بالتزامن مع العدوان العسكري تجلى ذلك في خطاب إعلان الحرب من واشنطن في يوم 26 مارس 2015م مستخدماً في ذلك كل وسائل التظليل الإعلامي بما فيه التزييف والتدليس لإضفاء صبغة شرعية لعدوانه علينا ... وبين الأمس واليوم لقد شهدنا تظليلاً قائماً على شكل أكذوبات كبرى خدمت توطئة القدم الاستعماري كما فعل الأمريكيون في العراق متحججين بكذبة إمتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل ، وكذا في افغانستان ايضاً عندما دخل الاحتلال الأمريكي بحجة محاربة الإرهاب وهنا بذلت الاستخبارات الأمريكية (C I A ) ووسائل الإعلام الموجهة جهوداً كبيرة لتزييف صورة المسلمين من أجل تبرير حروب الولايات المتحدة في المنطقة العربية والإسلامية وهذه كانت إحدى صور التظليل الإعلامي لغزو افغانستان ومن ثم احتلاله.
أما ما يخص شأننا اليمني فقد لعب إعلام العدوان دوراً كبيراً من حيث التظليل الإعلامي عبر المبررات الواهية التي أعلنها لشن عدوانه على اليمن وتظليل الرأي العام العربي والعالمي ومنها إرجاع الشرعية المزعومة وكذا محاربة المد الفارسي الإيراني في اليمن وكلها أباطيل ابتكرها الإعلام المعادي كمبرر للعدوان ، تزامن مع العدوان العسكري عدوان وحرب إعلامية تمثلت في :-
- شراء ذمم الدول المتحالفة
وتسخير إعلامها بما يخدم
تحالف العدوان السعودي
والتعتيم الإعلامي عن حقيقة
العدوان لتظليل الرأي العام
العربي والعالمي .
- خلط الأوراق واللعب
بالمصطلحات ووضع
المسميات في غير موضعها
كتسمية القوى الداخلية
بالمليشيات والمحتلين ،
وتسمية المرتزقة بالمقاومة
والمحتل والغازي بالمحرر .
- قصف الأسواق والأعراس
والمدارس بحجة احتوائها على
أسلحة أو مليشيات .
- حجب القنوات اليمنية من
الأقمار الصناعية في محاولة
لإخفاء المجازر البشعة التي
نفذها تحالف عدوان الشر
بقيادة النظام السعودي .
- حجب من الأقمار الصناعية
لدأبها على كشف حجم التآمر
العربي والعالمي المتحالف
على اليمن كقناة الميادين
وقناة المنار والتعمد إلى
التشويش المستمر عليها.
- قصف القنوات اليمنية في
الداخل بغارات التحالف
لتصديها للإعلام المعادي
والفضح المستمر له وتعريته
أمام الرأي العام كقناة
المسيرة في صعدة واليمن
اليوم في صنعاء واستشهاد
الإعلاميين أثناء تواجدهم في
القنوات أو تغطيتهم الاعلاميه
لمجازر العدوان خارج مقر
اعمالهم.
- التشويش على الإذاعات
اليمنية بل تعدى كل ذلك إلى
قصف تحالف العدوان لإذاعة
صنعاء والتي تمثل جبهة
إعلامية عملت على نقل
الأحداث في الداخل أولاً بأول
هذا جانب وعلى الجانب الآخر كانت الحرب الإعلامية منذ اللحظة الأولى التي قررت فيها مملكة الشر عدوانها على اليمن وسخرت أدواتها الإعلامية لحشد كل ما لديها من محللين وأتباع وأبواق وأقلام مأجورة لتنفيذ الحرب النفسية التي رافقت آلة القتل والدمار على النحو التالي:
- محاولة بث اليأس في صفوف
اليمنيين من خلال المبالغة
في حجم القوى العسكرية
للسعودية والمتحالفين معها.
- تبني حرب الشائعات كشائعة
مقتل قيادات يمنية اتضح
لاحقاً أنها أخبار وإشاعات
كاذبة .
- محاولة تفكيك الجبهة الداخلية
عن طريق الحديث عن
انهيارات وتحريض الشارع
على الانقسام والتشظي .
- المبالغة في الحديث عن
العمليات العسكرية ونتائجها
والتغطية عن الجرائم المرتكبة
* الحرب النفسية : وأبرزها :-
- الدعاية :
وتبرز في الترويج لمواقف
وأفكار وفعاليات وعمليات
الهدف منها تغيير قناعات
الطرف الأخر والدفع به
للاستسلام .
- توقع نتائج الأحداث وكأنها
حدثت بالفعل من خلال
الحديث بأرقام ومصطلحات
بأن مصير المعركة محتوم ولا
يمكن تغيرها .
- تسخير العدوان لشبكات
تلفزيونية بأكملها من أجل
تنفيذ الحرب الإعلامية .
- شراء ذمم العشرات من
المحللين السياسيين
والصحفيين والإعلاميين
والخبراء .
- تلفيق الأكاذيب في إطار
سياسة التظليل والزيف
البعيدة تماماً عن الحقيقة
كبدء معركة تحرير صنعاء
والاستيلاء على فرضة نهم ،
وعرض صور لضحايا صعدة
على أنهم قتلى القاعدة في
حضرموت جراء قصف تحالف
العدوان لهم .
- الضخ الإعلامي المستمر على
مدار الساعة القائم على
مقولة أكذب ثم أكذب حتى
يصدقك الناس .
- توظيف مختلف الأحداث قديماً
وحديثاً كما يخدم سياسة
العدوان حتى لو استدعى ذلك
إلى قلب الحقائق راساً على
عقب .
غير أنه كل ما زادت العربية والجزيرة وأخواتها من الكذب والدجل والتزييف زاد صمود الجيش واللجان وتماسك الشعب وخير دليل على ذلك التالي:-
- لم تجرؤ قنوات العدوان على
التطرق لما يحدث في
الجبهات الحدودية من عمليات
وانتصارات موثقة بالصوت
والصورة .
- الحديث منذ الأسبوع الأول
للعدوان عن تدمير القوه
الصاروخية للجيش اليمني.
- عدم تعاطي قنوات العدوان
مع انتشار الجماعات الإرهابية
القاعدية والداعشيه في عدن
وباقي المناطق الجنوبية.
- الحديث بعد أربعة اشهر من
العدوان عن اقتراب معركة
صنعاء وأنها ستكون خلال أيام
فقط ، في حين أننا الأن بعد
عام ونيف ولم يحدث شيء .
- استخدام بعض المصطلحات
لإيهام المشاهد بأن شيئاً ما
حدث لصالح العدوان لدفعه
لليأس والانجرار وراء
الشائعات .
وختاماً فإن زيف الأباطيل والادعاءات والتضليلات الإعلامية ستستمر باستمرار العدوان وحتى مابعد العدوان وعلى الجانب الآخر ستستمر القنوات الداخلية الوطنية لكشف هذه الأباطيل .
في السبت 14 مايو 2016 11:41:22 م