|
يارب، لم أرفع رأسي نحو السماء، وأطلقها من أعماق روحي وجوانحي حتى أحسست بالاستجابة لشكواي وما أريد قوله، كما حدث لي وأنا أشاهد آخر جرائم العدوان التحالفي الذي جعل من مملكة آل سعود واجهة له.
ولاشك أن الكثيرين قد قالوها.. وكلهم إيمان بالله وبعدالة السماء وبوعد الله سبحانه بنصر الذين ظلموا ، ويدافعون عن كرامة وكيان..
إن قصف مكتب رئاسة الجمهورية، وسط العاصمة صنعاء، وهو المؤسسة المدنية السيادية الواقعة بين منشآت بنكية ومدارس ومؤسسات تجارية وطبية، ومحلات تجارية، وشارع رئيسي مكتظ بالمارة والباعة المتجولين لهي أحد الشواهد على ما يرتكبه ذلكم العدوان التحالفي من جرائم حرب وإبادة جماعية، تفضح من أداروا ظهورهم لما يحدث في اليمن، أكثر مما تفضح المتحالفين مع عدوان البسوه عباءة (بشت) خليجية نفطية..
مادمنا نثق بالله، وببأس مقاتلينا وقوة جلد شعبنا(بفتح اللام) فنحن لا نعول على أحد أو نصرة من طاغية أو طامع.
ما نريد أن نوثقه هنا هو أن مملكة آل سعود بكراهيتها لكل ما هوعروبي مقاوم للصهيونية، تصر على أن تقفز على ما وصفها به الشهيد عبدالفتاح إسماعيل بأنها العدو التاريخي لليمن، وتقدم نفسها على أنها العدو التاريخي والمستقبلي لليمن.
يعرف الجميع أن جريمة (تنومة) التي ارتكبها بنو سعود في حق الحجاج اليمنيين في عشرينيات القرن الماضي قد تركت في قلوب اليمنيين جرحاً غائراً تتوارثه الأجيال، وإذا ما كانت جريمة قتل الحجاج تلك لم توثق بالصورة، فما بالنا بما يحدث اليوم؟
منذ أكثر من ثلاثة أعوام – وتحت ذرائع واهية لا تحتاج إلى تفنيد – ومملكة آل سعود ومن استعان بها وحالفها، تشن حربا عدوانية ظالمة لارتكاب أبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وقتل المدنيين ، بقصفها المدمر لصالات الأعراس، وتجمعات العزاء والأسواق، والمنشآت المكتظة بالعاملين، وآبار المياه والطرقات والمرافق الصحية الخ الخ. وتقتل وتجرح وتشوه مئات الألوف جلهم من النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين الأبرياء..
أكثر من سنوات ثلاث وهي تقدم على تلك الجرائم والمحارق البشعة وتصر على أن تكون العدو التاريخي والمستقبلي لليمن..
إن الأجيال القادمة والمتلاحقة لن تنسى تلك الجرائم التي ستظل جراحاً غائرة في القلوب والضمائر خاصة وكل شيء موثق بالكلمة والصورة والصوت، وبما لم تستطع اختطافه وإخفاءه كما اختطفت الطفلة بثينة وضمير ويمنية عمها شقيق والدها. تصر مملكة آل سعود أن تكون عدواً حاقداً أحمق في عين ووجدان كل يمني حتى يرث الله الأرض.. وبدرجة تفوق ما خلفته من عداوات مع شعوب عربية عريقة مثل العراق وسورية ولبنان وليبيا وغيرها.
لا نقول ترى من دفع آل سعود إلى ذلك، فهم من جاءنا من حاضنة الحقد وبرضاعة الكراهية الوهابية. ولكن نقول لا يخفى على أحد أن هناك من استغل تكوينهم المتطرف ونفسياتهم غير السوية فدفعهم نحو تلك العداوات المغلغلة حتى يستمروا بقرة حلوباً تطلب الحماية، التي بدونها لن تستطيع البقاء لأسبوع واحد كما قال مؤخراً حالبها ترامب أو معتوه البيت الأبيض..
في الإثنين 14 مايو 2018 08:19:33 م