القدس
نزار قباني
نزار قباني

بكيت.. حتى انتهت الدموع 
صليت.. حتى ذابت الشموع 
ركعت.. حتى ملني الركوع 
سألت عن محمد، فيك وعن يسوع 
يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء 
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء 
يا قدس، يا منارة الشرائع 
يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع 
حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول 
يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول 
حزينةٌ حجارة الشوارع 
حزينةٌ مآذن الجوامع 
يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد 
من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة؟ 
صبيحة الآحاد.. 
من يحمل الألعاب للأولاد؟ 
في ليلة الميلاد.. 
يا قدس، يا مدينة الأحزان 
يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان 
من يوقف العدوان؟ 
عليك، يا لؤلؤة الأديان 
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران؟ 
من ينقذ الإنجيل؟ 
من ينقذ القرآن؟ 
من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح؟ 
من ينقذ الإنسان؟ 
يا قدس.. يا مدينتي 
يا قدس.. يا حبيبتي 
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون 
وتفرح السنابل الخضراء والزيتون 
وتضحك العيون.. 
وترجع الحمائم المهاجرة.. 
إلى السقوف الطاهره 
ويرجع الأطفال يلعبون 
ويلتقي الآباء والبنون 
على رباك الزاهرة.. 
يا بلدي.. 
يا بلد السلام والزيتون .


#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#ثقافة_ضد_العدوان


في الإثنين 14 مايو 2018 10:48:48 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=916