عادل العرجلي

كـان صـعـبـاً عـلـى الـزمـانِ انـتـصـاري
لانـقـطـاع الـريـاحِ والأنـوارِ

يـتـرك الـلـيـل فـي فـؤادي نـدوبـاً
مـن لـهـيـب الـصـخـور والأحـجـارِ

ويـلـفُّ الـغـمـوضُ شـعـري فـلـيـسـت
غـيـر لـيـلٍ مـن الأسـى أشـعـاري

كـلِّ بـيـتٍ مـعـبِّـر عـن غـبـائـي
بـالـحـيـاةِ الـكـثـيـفـةِ الأشـجـارِ

كـنـت صـلـداً وكـنـت كـالـقـدس مـدمـى
فـي مـسـاري الـغـريـب أو فـي الـتـواري

كـان ربُّ الـيـهود يـغـسـلُ أرضـي
مـن دمـانا ويـشـتـري أقـمـاري

وأنـا مـيِّـت أطـوف بـنـعـشـي
حـول هـذا الـوجـود فـي أطـمـاري

لـم أسـافـر إلـى الـفـضـا فـي حـيـاتـي
قـبـل مـوتـي لـزمـت سـاحـةَ داري

كـلُّ هـذا الـتـوهـج الـمـتـرامـي
لا يـزيـد الـحـيـاةَ غـيـر انـكـسـارِ

لا فـتـى يـسـتـطـيـع فـهـم الـمـراثـي
لاحـتـجـاز الـعـقـول والأفـكـارِ

كـنـت كـالـجـذع جـامـداً فـي مـكـانـي
لا أرى الـغـرب جـاء لاسـتـعـمـاري

مـفـزعـاً كـان ذلـكَ الـحـلـمُ حـقـاً
عـنـدمـا صـبَّ غـيـمـة الأسـرارِ

حـيـن أردت ثـمـود نـاقـة قـومـي
عـاقـبـتـنـا الـسـمـاء بـالأبـقـارِ

كـنـت أطـفـو وكـان جـيـران أرضـي
يـصـقـلـون الـسـيـوف فـي الأوجـارِ

صـرت أنـشـد لـلـيـمـامـةِ شـعـري
كـالـمـهـلـهـل أو كـمـا الـتـيَّـارِ

كـلُّ هـذي الـقـبـور كـانـت حـقـولاً
ثُـمَّ صـارت مـقـابـراً لـلـجـوارِ

لـم يـكُ الـيـأس قـط يـحـتـلُّ قـلـبـي
رغـم ذاكَ الـعـنـا ورغـم الـحـصـارِ

كـنـت أعـلـم أنَّ فـجـراً رهـيـبـاً
سـوف يـسـطـع مـن وراء الـجـدارِ

أنَّ أرضـي سـتـنـبـت الـقـمـح يـومـاً
مـن رحـيـق الـجـراح والأشـفـارِ

كـان مـوت الـيـهـود حـلّاً مـريـحـاً
كـنـت أصـرخ فـي الـدجـى بـالـشـعـارِ

يـا بـلادي إذا تـذكـرتِ يـومـاً
روعـة الـصـوت فـالـثُـمـي أزهـاري

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين

في الجمعة 04 أغسطس-آب 2023 10:17:28 م