|
ثمة خيارات كثيرة أمام القوى الوطنية في حضرموت غير خيار الاستسلام للأمر الواقع والتفرج على مآسي السعودية والإمارات والصراع الدائر والمعلن والساخن بينهما للسيطرة على حضرموت والخلاف والسباق السعودي الإماراتي على احتلال حضرموت والتحكم بثرواتها وتقاسم الجنوب وتحويل اليمن إلى كيانات متناحرة.
مخطط مرسوم ويتم تنفيذه خطوة خطوة، ولا يستطيع أحد أن يتباهى بأنه ضد هذا التقسيم بينما هو لا يتدخل لمنع مثل هذه المخططات والمخاوف من أن تتحول إلى حقائق جغرافية وسياسية جديدة تهوى بالبلاد إلى الفوضى وينذرها بأن تصبح مثل أفغانستان والسودان، فالسعودية لديها نزعة التقسيم والتوسع والاحتلال تاريخياً ليس في اليمن فحسب، بل في كل الدول المحيطة بها أيضاً، بما فيها الإمارات والكويت وسلطنه عُمان.
تأسست السعودية منذ اليوم الأول على هذه النزعة، التحول من كيان زرعه المحتل البريطاني في نجد إلى ما يشبه القارة في شبه الجزيرة العربية. ومحاولة السعودية فصل حضرموت وفرض واقع جديد فيها لا يستقيم مع اتفاقيات الهدنة والسلام ومفاوضاتها مع صنعاء، إذ إن هذه الخطوات التقسيمية تهدد وحدة اليمن ومستقبله السياسي وتمثل ألغاماً في طريق السلام، ولا يمكن أن تقبل صنعاء بهذا الواقع التقسيمي، لا للسعودية أو الإمارات أو أمريكا أو بريطانيا أبرز الدول الطامعة في السيطرة والهيمنة على المحافظات النفطية والاستراتيجية.
السعودية أعلنت بشكل واضح عن مخططاتها بعد شهر من انعقاد ما سمي «اللقاء التشاوري» في عدن، وأعلن من الرياض تشكيل ما سمي «مجلس حضرموت الوطني» بتخطيط ومضامين وإشراف سعودي، ويضم في تشكيلته شخصيات معظمها إن لم يكن كلها تحمل الجنسية السعودية، ولا تملك تلك الشخصيات حضوراً سياسياً قوياً على أرض الواقع.
وبعيداً عن الفوضى في وثيقة المجلس التي تدغدغ مشاعر أهلنا في حضرموت والحديث عن حقهم في إدارة شؤونهم السياسية والاقتصادية وثرواتهم الهائلة وصياغة القرار السيادي بعيداً عن الاحتلال الإماراتي وأدواته و»الانتقالي» الذي يعتبر التهديد الحقيقي لمصالح السعودية وأطماعها في ثروات حضرموت وموقعها الاستراتيجي، هذه المشاريع التفتيتية وتلك الإرادات المنهارة والمتهاوية أمام الإغراءات السعودية والإماراتية مرفوضة شعبياً من النخب الوطنية الشريفة في الجنوب والشمال، التي تدرك أن قوى الاحتلال تسعى لتحويل المحافظات الجنوبية الشرقية إلى ساحات تجاذبات لا هم لها سوى مصالحها الذاتية ولم تقدم لأبناء الجنوب شيئاً يذكر طيلة السنوات الماضية، بدليل ما تعانيه المحافظات المحتلة من أزمات اقتصادية أمنية ومعيشية وخدمية، أبرزها انقطاع خدمة الكهرباء لأكثر من 18 ساعة ووضع سيئ وبائس.
هذه المشاريع والتوليفات التفتيتية والمطامع السعودية الإماراتية الأمريكية البريطانية هي كيانات مؤقتة ومشاريع زائلة ستذوب وتتلاشى، ومصير كل دول الاحتلال الخروج من اليمن، وسيعود اليمن موحداً كما كان، إذ لا يمكن القبول شعبياً وسياسياً بأن تقسم اليمن إلى كيانات متناحرة، وسيظل اليمن واحداً موحداً من صعدة إلى المهرة.
* نقلا عن : لا ميديا
في الجمعة 11 أغسطس-آب 2023 08:52:21 م