|
لطالما سمعت من والدي العزيز والكثير من كبار السن عبارة الأمان قبل الإيمان ، والتي تفيد بأن توفير الأمن والطمأنينة والاستقرار في أوساط المجتمع مقدم على نشر القيم والطقوس الإيمانية والأعمال التعبدية للخالق جل في علاه ، وفي ذلك دلالة قوية على أهمية تحقيق الأمن وتثبيت دعائمه في أوساط المجتمع كضرورة حتمية للوصول إلى حالة الاستقرار المنشودة والتي تتيح للدولة والحكومة المضي في مسيرة البناء والتنمية وصنع الإنجازات والتحولات في مختلف مجالات الحياة ، ولذلك نشاهد كيف يعمل أعداء اليمن على نشر الفوضى في البلاد وإطالة أمد العدوان والحصار وتغذية المواجهات في جبهات الداخل وإسنادها بالمال والعدة والعتاد والحرب الناعمة بمختلف أساليبها وأدواتها ، لأنهم يدركون بأن الأمن والأمان سيصنع لليمن التطور والتقدم وسيسهم في تسريع وتيرة التنمية الشاملة وخصوصاً عقب تحرره من نظام الوصاية والتبعية العمياء للسعودية .
وهنا وفي ظل هذه المعطيات السالفة الذكر، ينبغي على المجلس السياسي الأعلى والحكومة ممثلة بوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المختلفة العمل على تحقيق الأمن في عموم المحافظات والمديريات التي تقع تحت سلطتهم والضرب بيد من حديد في حق كل من يقوم بإقلاق الأمن والسكينة العامة والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وإنزال أشد العقوبات في حقهم ، فلا يعقل أن يتم السكوت على مثل هذه العناصر في ظل الظروف الراهنة ، فيكفي العدوان الخارجي ولا مجال للسماح بأي ممارسات تهكمية داخلية تقلق الأمن والسكينة العامة .
في مدينتي معبر مركز مديرية جهران محافظة ذمار تعيش المنطقة حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني ،عادت ظاهرة التقطع وجرائم السرقة والسطو بالإكراه ووصل الحال إلى محاولة اقتحام المنازل وانتهاك الأعراض بالقوة ، وما زاد الطين بلة أن إدارة أمن المديرية تحولت إلى غول للفساد والفوضى وابتزاز المواطنين وباتت مصدرا للخوف والرعب ، كل ضابط لديه عكفة تابعين له يحبسوا ويربطوا ويتسلبطوا براحتهم بلا رقيب وبلا حسيب ، المواطنون يشكون من سرقة الألواح الشمسية ودراجتهم النارية ومحلاتهم التجارية ، وبطش عصابات السطو والسلبطة والتهباش والتي ما إن يتم ضبطها سرعان ما يتم الإفراج عنها وكأنها لم ترتكب شيئا ؟!
بالمختصر المفيد، الفوضى الأمنية بمدينة معبر وصلت إلى مرحلة الخطر البالغ الذي يتطلب إجراءات حاسمة ورادعة من قبل وزارة الداخلية والسلطات الرسمية المعنية ، نريد إدارة للأمن لا وكراً للخوف والابتزاز ، نريد هيبة للدولة تبدأ من إدارة الأمن ونزاهة العاملين فيها، لا نريد كتيبة من الضباط ومجاميع من البشمرقة تخصص تهباش وسلبطة على خلق الله، الأمن في جهران مفقود والمطلوب من سيادة اللواء عبدالحكيم الماوري وزير الداخلية العمل على استعادته وفرض هيبة الدولة بالتعاون مع محافظ المحافظة والمشرف العام بالمحافظة ومدير أمن المحافظة قبل أن تتحول المنطقة إلى مسرح كبير وواسع للفوضى والإجرام المتعدد الأشكال والألوان، أقول ذلك براءة للذمة ووفاء لروح الرئيس الشهيد صالح الصماد وانتصارا للحق وكشفا للباطل مبتغيا الأجر والثواب، والله من وراء القصد.
صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً وإفطاراً شهياً .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
في السبت 02 يونيو-حزيران 2018 01:21:26 ص