|
الشعراء هم لسان الحاضر والمستقبل في جزئية من نتاجهم يعيشون فينفعلون فيوثقون الأحداث بعدسة إبداعهم لتصبح فيما بعد تأريخا للأجيال، ويربطون بين الماضي والحاضر فيتوقعون المستقبل.. يرسمونه بريشة حدسهم ربما لأن هناك علاقة قوية بين مشاعرهم والبيئة التي يعيشونها ..
في هذا المقال سوف أستعير مخيلة الشاعر الجميل محمود الجنيد وهو يتوقع ماستفضي إليه نتائج المرحلة القادمة من من وجهة نظر قريحته الشعرية التي حاول فيها أن يقرأ كف المستقبل في قصيدة الفاصلة
يقول الشاعر
النهـاية شكلهـا فــي (البحر الأحمــــر)
بــعـــد (مــــــارب) (والـمــــتـــــــــون)
وسَّعــوا الجغـــرافيــا لليـوم الأكــبــر
طــــالـعــــــوا..بــــأم الـــعــــيــــــــون
فـــي الشريط الساحلي يـوم القـيامة
استخدم الشاعر الأماكن في المقطع الأول من القصيدة مثل (البحر الاحمر- مأرب -المتون- الشريط الساحلي -الجغرافيا)
والزمان مثل (النهاية- اليوم الأكبر- ويوم القيامة) وأورد أيضا لفظ (شكلها) الذي يوحي إلى التوقع بمعنى (ربما) أن المعركة الفاصلة ونهاية العدو الأمريكي السعودي ستكون في البحر الأحمر .. ولا ينفك وهو ينادي بالجهوزية العالية واليقظة التامة (وسعوا الجغرافيا لليوم الأكبر) وهنا إشارة إلى أن يوم دحر الغزاة والمحتلين سيكون في الشريط الساحلي ،وسننتصر فيها على هذا الاحتلال المغتصب الغاشم وتوقع بعض المناطق التي ستحدث فيها المعركة حامية الوطيس في المقطع التالي:
(المـخــا)(والـوازعـية )ارض محـشر
والنتــــــــائـــــــج فــــــي (مـيـــــون)
يــــوم يتبرا مـن الشيـطـان(صعــتــر)
والخــــــــــــون يتـــــلاعـــنــــــــــون
يــــــوم لا تــوبـه ولا تنفع نـــدامــه
(المخا -الوازعية) ستكون أرض محشر للعدوان وسيكون الحسم في (جزيرة ميون ) وفي هذه المرحلة بالذات سيحصل نزاع وخلاف بين جماعة دينية متطرفة وهي حزب الإفساد مايسمى (بالإصلاح ) الذي أشار إليه ب(صعتر) وينفصلون عن الشيطان الأكبر ويلعن بعضهم بعضا فيطلبون المصالحة ولكن بعد فوات الأوان، فلا تقبل توبتهم في هذا الوقت المتأخر وتنطبق عليهم نفس القاعدة التي انطبقت على فرعون حين اعترف وأقر في اللحظات الأخيرة فكان الرد بعدم قبول توبته وقد عصى!!
لا شعــــــــار الا شعـــــــار (الله اكبر)
(لــيــت قــــــومــــي يعلمــــــــــون)
إنّ وعــــــــــد الله بالنصــر المـــــؤزر
للـــــذي بــــــه يصــــــرخــــــــــون
فــي ميادين الشــــرف والإستقــامـة
حينها يعلو صوت الحق ويرفرف علم الجهاد بشعار الصرخة في كل مكان، أما توظيفه للآية (ليت قومي يعلمون ) ربما إشارة إلى المرتزقة والخونة الذين خانوا الله والدين والوطن ليتهم يعلمون من الآن أن الغلبة ستكون للمؤمنين الصادقين المجاهدين الذين قارعوا أعظم قوى الطغيان وصرخوا في وجه الاستكبار العالمي رافضين الذل والقهر ،وانتصروا بقوة الله وعونه وتأييده ...ثم انتقل الى الإشادة بأبناء مدينته الحالمة تعز وأثنى على الأحرار منهم بأن دورا كبيرا سيكون لهم إلى جانب إخوانهم المجاهدين يسطرون فيه أعظم ملاحم النصر التاريخية :
من رجـــال الحالـمــة كمـن غضـنـفـر
كـــــالــــــرواســــي يثبتــــــــــــــون
مثلما (عمــار بن ياســر) و(الأشـتـــر)
مـــــــن دمـــــاهـــــم يكتبـــــــــــون
فــي الـوغى لبيــك يـابدر الكـــرامــة
فهم يوالون السيد قائد الثورة عبد الملك بدر الدين علم الهدى قائد المسيرة القرانية ببسالة المقاتل اليمني المؤمن الموالي لآل محمد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين
شبلنا فـي المعـركـة يطحـن معـسـكر
يسقــي الــغـــــازي..... مـــــــنــــــــون
جند (ابو جبريل) نكـسر باب (خيبـر)
نقـتـلــع كــــــل الــحــصــــــــــــون
سجلـوها (معـــركــة اخـــر عــلامـــة)
وتوقع بأن هذه المعركة آخر المعارك وهي العلامة الفاصلة التي سيلفظ فيها العدو أنفاسه الأخيرة في الأبيات السابقة
كــل خطـــوات التحالف تحت مجهر
نعــــــــرف الســــــــــر المصــــــــون
كل شي مرصود فـي جـوف المُسّـير
يــــومهـــــــــا بـــــــا تذكــــــــــــرون
حكمــة القـــائـد وتتمنـــوا كـــلامـــه
وتحدث في الأبيات السابقة عن بنك الأهداف التي بفضل الله توصل إليها جيشنا ودفاعناوالذي سيتحرك على ضوئه من منطلق (البصيرة.. البصيرة ثم الجهاد) وانتهت القصيدة بتوقع الشاعر أن المعركة القادمة واقعة لابد منها وستكون هناك تضحيات جبارة تثمر بالنصر والغلبة للذين امنوا واتقوا..
(مـجـمـع البحـريــن) بايشهـد ويبصَر
ثــالـــثــــة حــسب الــظــنــــــــــون
حـرب فيهـا الـروس تتقـارح وتُعـصر
حــــــرب..? ارادوهــــــــا تــكــــــــون
(فاصلة) نسئـل مــن الله الســلامـــة
هذه هي مخيلة الشاعر. محمود الجنيد التي استعرتها حتى نهاية هذا المقال وقمت بتوصيلها بالمشاعر فبدا لي المشهد الذي قرأتم.. وقد يتساءل البعض لماذا غابت بعض الأشياء من القصيدة مثل الحصار والأسلحة وغيرها فأقول:من الواضح أن الشاعر لم يتطرق إلى الحصار و الأدوات والأسلحة التي ستستخدم في المعركة سواء الأساطيل أو البوارج أو غيرها ولكنه ترك خطوطاً عريضة يترجمها النص بنفسه في الوقت الذي توقع فيه الشاعر هذا الحدث الفاصل.
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين
في الثلاثاء 15 أغسطس-آب 2023 10:16:37 م