أمريكا وإسرائيل ومعارك الساحل الغربي
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس
(عرضت قناة “الحرة” الأمريكية يوم الاثنين الماضي تقريرا تناولت فيه وجود قوة خاصة تابعة لأمريكا في اليمن، دعماً لما أسمته التحالف السعودي العسكري الذي تقوده ضد اليمن، وقامت القناة الأمريكية بإجراء حوار خاص مع أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، رفض الكشف عن اسمه، حيث قال إن ” لدى أمريكا قوة خاصة داخل اليمن تقدم دعماً للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمنيين، كما كشفت القناة أن حضور القوات الأمريكية في اليمن جاء “بطلب تقدّمت به الرياض وأبو ظبي لمساعدة عسكرية أمريكية، لتتمكنا من السيطرة على ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه قوات الجيش اليمني، ووفقاً للقناة، فإن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، “تلقى هذا الطلب الخاص لتقديم دعم عسكري يتمثل أساساً في تخصيص طائرات استطلاع أمريكية من دون طيار مخصصة للإسناد الجوي إضافة إلى عدد معين من القوات الخاصة الأمريكية، وقال المسؤول الأمريكي للقناة إن “القوة تشارك في عملية استعادة الحديدة من الحوثيين، التي أطلقتها قوات السعودية بدعم من التحالف الذي تقوده الرياض ).

ما سبق ذكره هو النص الحرفي مع تصرف بسيط لخبر نشره موقع ذمار نيوز يؤكد وبوضوح المشاركة الأمريكية العملية في معارك الساحل الغربي إلى جانب مرتزقة السعودية والإمارات، وهي المشاركة التي تؤكد أيضا بأن مخطط احتلال الحديدة أمريكي وأن السعودية والإمارات مجرد أدوات، تماما كما هو حال العدوان الذي يشن على بلادنا والذي كان قرار شنه أمريكيا بشهادة المسخ عادل الجبير والذي كان يشغل حينها منصب السفير السعودي في واشنطن، هذه التصريحات الهامة تأتي بعد أن كشف موقع الوقت الإخباري في مقال سابق وجود قوات أمريكية – إسرائيلية في مدينة عدن الجنوبية بعد استغاثة إماراتية لحسم المعركة في اليمن)، كما أنها جاءت عقب تأكيدات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ضمن سلسلة محاضراته الرمضانية عن رصد الجانب الفني في جبهة الساحل عن مشاركة طائرات إسرائيلية في المعارك الدائرة في الساحل الغربي، وهي تصريحات توضح وبجلاء حقيقة ما يجري في الساحل الغربي وطبيعة هذه المواجهات والتي لا علاقة لها بشعارات “الذوراق” ذات الصلة بشماعة حماية الجمهورية وأدعياء الشرعية الدنبوعية بدعم الشرعية المزعومة، فالهدف الرئيسي يتمثل في إحكام السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على ميناء الحديدة وفرض هيمنتهم على مضيق باب المندب وميناء المخا، حيث يعمل المرتزقة على تمكين الأعداء من تحقيق ذلك، ولكنهم يصطدمون ببسالة وصمود وثبات أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبطال تهامة وأبناء القبائل اليمنية الذين توافدوا على الحديدة، وجندوا أنفسهم للدفاع عنها استجابة لدعوة السيد القائد وفاء للرئيس الشهيد الصماد.

وهنا وإن شاركت أمريكا وبريطانيا في معركة الساحل الغربي فقد شاركتا في العدوان على بلادنا وشاركت معهما عشرات الدول وتماهى مع الاعداء العالم ومع ذلك لم تتغير معادلة الصراع ولم يصل الأعداء إلى غاياتهم وأهدافهم، فما حصدوا غير الفشل والهزائم المتواصلة والخسائر في العديد والعتاد، علاوة على الخسائر المادية والاقتصادية بالنسبة لبعران السعودية والإمارات، أما الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي هم الرابح الوحيد من ذلك وما يقدمون من خدمات وما يعرضونه ويقدمونه من مواقف يقبضون ثمنه وزيادة، ولذلك يعملون على إطالة أمد الحرب والصراع لحصد المزيد من الأرباح.

بالمختصر المفيد، في الساحل الغربي معارك ضارية ومواجهات محتدمة ولكن ورغم الغطاء الجوي الأمريكي الإسرائيلي، ورغم استخدام أحدث وأفتك الأسلحة والمعدات، يواصل أبطالنا حصد أرواح الغزاة والمرتزقة وتظل تهامة الخير شاهدة على محارقهم اليومية التي تنسف هرطقات وطقطقات العربية والحدث وأخواتهما من فضائيات العهر والعمالة والارتزاق، عسى أن يدرك الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي بأن مساعيهم لاحتلال الحديدة يعد المستحيل نفسه وأن لا مقام لهم ولا لأذنابهم وأذناب أذنابهم من مرتزقة الداخل عليها مهما حشدوا ومهما جمعوا، وبإذن الله وتوفيقه سيهزم الجمع ويولون الدبر.

صوما مقبولا، وذنبا مغفورا، وعملا متقبلا، وإفطارا شهيا. هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

في السبت 09 يونيو-حزيران 2018 05:36:01 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=953