‏مرتكزات المشهد اليمني تقوم على المعطيات التالية:

- حركة دبلوماسية مكثفة خارجياً شملت المبعوث الأمريكي والأممي، وكذلك الوسيط العُماني؛ ليس لأن قلوبهم رقت لليمن ومعاناته (وهنا أستثني الوسيط العُماني)، بل لأن موقف قيادة صنعاء كان حازماً لا لبس فيه في انتزاع حقوق الشعب اليمني كاملة، وقد تذهب الأمور إلى ما لا يمكن تداركه. فهنا قيادة لا ترتزق ولا تستجيب للإغراءات ولا تلين أمام الصعاب، وهدفها واضح ومعلن، وهو سيادة الجمهورية اليمنية.

- قيادة شابة ثورية مع ثلة من المخلصين قلوبهم ممتلئة بالإيمان وبقيم الخير وبعدالة القضية وبقدسية الوطن، تواجه عتاة الأرض ومجرميها وأباطرة المال والأعمال والسلاح والنفط، كلهم يريدون تركيع اليمن بكل السبل وفشلوا.

- مطر إعلامي غزير وممنهج ومدروس يحاول النيل من حاضنة الصمود بتكبير الصغائر وتصغير العظائم، يريد بث روحة الهزيمة واليأس في قلوب حاضنة الصمود، حتى يتسنى له فرض مطالبه، قبل أن يحصحص الحق ويضطر إلى ما سيقبل به راغماً أمام صنعاء.

- حكومة تعمل بكل طاقتها في صنعاء، تصيب وتخطئ، وهذه عادة الحكومات، فـ»من لا يعمل لا يخطئ»؛ ولكن هناك تفاعل برلماني وشعبي وسقف مرتفع من القيادة، فبرغم كل الإنجازات إلا أن القيادة ترى أن الإخفاقات أيضا غير مقبولة، لذلك تحدثت عن تغيير جذري وما زالت تسعى للأفضل.

‏أكاد من خلال النقاط أعلاه، مع ما غرد به عبدالملك العجري، عضو الوفد الوطني، أجزم أن موقف صنعاء كان صلباً وواضحاً ومن موقف قوة، وأن المغادرة هي لترتيب طريقة إخراج مناسبة لحل سيضطر إليه العدو وبما يناسب صنعاء (مرحلياً). فكل الفرص قد استنفدت، واقتناص فرصة السلامة حصافة لا تقدر بثمن.