|
• قُتِلنا، وشُرِّدنا، وجُعنا، وما هُنّا، رغم كل مآسينا التي راكمها علينا العدوان والحصار، لتسع سنين عجاف، لم تَسْلُ فيها نفوسُنا سوى بأخبار عمليات الردع، وتطوير السلاح اليمني، بأيدٍ وخبرات يمنية خالصة.
• واليوم، بعد عودة الوفدين الوطني والعماني، وإعلان جولة جديدة من المفاوضات…، هل نحن على استعداد للجوع والصبر والتحمل فوق ما تحملنا، وهل يجوز لنا أن ننخدع بهدنة زائفة، لم نلحظ فيها تغيراً يذكر، في أقواتنا ومعيشتنا، وهل يحق لهم أن يفاوضونا على ثروات بلادنا وحق أجيالنا مقابل الراتب الشهري المستحق؟!!
• فليذهب الراتب إلى الجحيم ما دمنا سنتفاوض على سيادة بلدنا، وشرف أمتنا، ومستقبل أجيالنا، ولتعد عمليات الردع، ولتعد أيام البطولة والفداء والتضحية، فما زال العدو السعودي يقتل أبناء اليمن كل يوم على الحدود بمدفعيته، وفي الحديدة بمرتزقته، وداخل اليمن كله بحصاره وهدنته الخادعة.
• لن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد، كل يوم، في نشرة أخبار (المسيرة)، كيف يتمادى الجيش السعودي بقصف القرى والمدن الحدودية داخل اليمن، ثم يدعي الإنسانية وحقن الدماء بهدنة كاذبة، ليست إلا قناعاً للموت البطيء، الذي أعدته أمريكا وإسرائيل في المطابخ السعودية لليمنيين، والحصار كما هو، لم يتغير منه شيء، سوى التسميات الخادعة..
• هل ينبغي لنا الصبر، ومعاناة الجوع والفقر والبطالة لتسع سنين أخرى، أو أكثر، تحت ظلال الانتظار، بتمديد المفاوضات، التي تتلوها مفاوضات، وتعقبها مفاوضات، إلى ما لا نهاية…؟!!.. هم يريدونها هكذا، تمديد وراء تمديد وراء تمديد، حتى يستنزفونا نفسياً، ومعنوياً، ويستنزفوا نفطنا وغازنا وكافة ثرواتنا، ثم يتفرغون هم لحبك الدسائس، وزرع الخلايا المخابراتية والإجرامية، وتنمية اقتصادهم، وهم في مَنَعَةٍ من ويلات الحرب.. يخدمون إسرائيل ويحيكون معها الدسائس ضدنا وضد العرب الأحرار.. ويُرَقِّعون (السروال المُقدس) بعمائم علماء الفتنة، كي يستمر حكمهم وطغيانهم، وكي تستمر معاناتنا وجوعنا.
• يريدونها -كحالةٍ سرطانية- أن تستمر على ما هي عليه، جولةٌ إثرَ جولة للتفاوض، لسنوات وسنوات، حتى نتحنط أمام شاشات الأمل الزائف انتظاراً وصبراً، ويكونون هم قد قفزوا إلى القرن الثاني والعشرين، ونكون نحن قد تقهقرنا إلى القرن الخامس عشر الميلادي، عناءً وبؤساً وعوزاً ومعاناةٍ.. فما أمر طعم الحاجة، وما أقسى شظف العيش، والله إن القتل لنا أهون من أن نظل لعبة بأيديهم، يسخرون بها كيفما شاؤا.. ويسخرون منها كيف نستسلم لوعودهم وتنتظر الفرج منهم. ورحم الله القائل:
يستوجبُ الصفعَ في الدنيا ثمانيةٌ
لا لومَ في واحدٍ منهم إذا صُفعا
المُستخفُّ بسلطانٍ له خطـرٌ
وداخلُ البيتِ تطفيلاً بغيرِ دُعا
ومُتحِفٌ بحديثٍ غيرَ سامِعهِ
وداخلٌ في حديِ اثنينِ مُندفعا
ومُنفذٌ أمرَهُ في غيرِ منزِلِه
وجالسٌ مجلساً عن قدرِه ارتفعا
ومُبتَغِ الوِدَّ ممن لا خلاقَ لهُ
وطالبُ الخيرَ من أعدائهِ طمَعا.
في الأحد 27 أغسطس-آب 2023 08:48:04 م