سوف ينتهي قريباً ذلك الدولار الأسطوري الذي أنهك وينهك قلب العالم، بل امتص ويمتص حياة الملايين من البشر حتى النخاع، كي لا يبقى سوى ثري واحد هو الدولار. ومع ذلك فقد بدأ العد التنازلي للدولار وعصر اللعب بالتعبئة والتبعية ورسم مستقبل العالم والدول والشعوب وحدود حركتها وتكديسها وحصرها والتفافها حول الدولار صانع الجوع والفقر والمستبيح والمذل للأيدي العاملة الرخيصة.

سوف ينتهى ذلك القدر المشؤوم الذى سُلط على رقاب العباد. سوف ينتهى بالعملة الموحدة لتجمع «بریكس» الاقتصادي.

لقد بدأ عجز الدولار المطلق بانتهاج سياسة التحدي والتعامل بالعملات المحلية، وقريباً بالعملة الموحدة لتجمع «بريكس» الاقتصادي.

بدأ انهيار الدولار والغطرسة الأمريكية التي لا تقيم شاناً للأعراف والمواثيق الدولية، أو هي تترجمها تماماً بما يتناسب مع مصالحها وأطماعها، وانتهت إمبراطورية الدولار وهيمنته على السوق العالمية، وبهدوء وبلا ضجيج كبير، وبدأت قوة جبهة تجمع «بريكس» المناهضة للقطب الواحد وتحكم الدولار، وبدأ اتساعها وتعدد قواها ووحدة قيادتها وتنظيمها ونظرتها المتساوية على المستويين الديني والعرقي، قوى تجمعت برؤية أممية وبمشروع إنساني وإقامة العدل ورفض الهيمنة والقطب الواحد واستغلال الدولار الاقتصادي الذي يتربع على عرش كنوز العالم ليفرض الطاعة على شعوب الأرض قاطبة.

إن عرش الدولار ومملكته هي مصدر قوة أمريكا والغرب والنظام الإمبريالي، ولا يمكن أن يكون ذلك النظام المستبد يمثل جميع دول وشعوب العالم. إن العالم بحاجة ماسة لرؤية إنسانية لا سوقية ولا سلعية يسير في مداها، وألا يكتفي بالعبارات الشعاراتية لإخفاء الجروح والتصدعات، وإنما ليكشفها ويعريها ويجعل الصرخة أعمق إيقاعاً بعد أن دأبت على تعذيب نفسها بالتكتم جراء عجزها عن صنع تحررها وتأسيس نظام عالمي متعدد الأقطاب يعتمد على القانون الدولي وحق الشعوب في الاستقلال والتنمية، نظام يناضل ضد الاستغلال والاستعمار، ضد هيمنة الدولار على الحياة الاقتصادية.

تجمع «بريكس» يحرر الحقوق الإنسانية من تسليعها ومن تدجينها في نوبات، ومن جلد الذات، يحررها من الضغوطات الاقتصادية التي لا تطاق، بل والتي تتحرك وتزحف وتعيش في ظلها مظالم الاستغلال والعبودية وامتهان كرامة الإنسان.

قمة تجمع «بريكس» الاقتصادي حدث تاريخي ومنعطف هام يشهده العالم، وساحة نضال ضد القطب الواحد والاستغلال الاقتصادي، نضال من أجل الإنسان وحقوقه وقوة دفع تجمعت بفضل الجهود الإنسانية المبذولة من قادة الدول المناهضة للقطب الواحد لتقدم الحلول السياسية والاقتصادية ولتضع حقوق الفقراء والمضطهدين والمظلومين موضع التنفيذ اليومي. قمة مهمتها الأساسية الانعتاق النهائي من كل أشكال التعسف والاستبداد واستغلال الدولار واستئثار أمريكا بالمواقع والأدوار.