|
ليس من قبيل المبالغة أن نقول أن عيدنا هذا العام لم تصنعه دورة القمر وإنما أولئك المغاويير في الساحل الغربي وليست السادية هي ما يجعلنا نرى في تلك الجثث المتناثرة والآليات المحترقة مدعاة للبهجة ولكننا فقط مؤمنون والمؤمن يبتهج لاندحار البغي وأباة وكل أبي يسره أن تمرغ الغطرسة في الوحل و منصفون وكل منصف يفرح بانتصار الحق على تكالب الباطل وشرفاء وكل شريف يثلج صدره أن تجرجر الخسة أذيالها وقبل ذلك وبعده نحن أباء وأخوة لأولئك الذين يجترحون تلك المعجزات في خنادق المواجهة ويعزفون على أوتار البسالات أروع سيمفونية للبطولة الفذة وجلال التضحية ومن ذا الذي يكون بين أولئك البواسل وبينه سبب أو نسب ولا يمتلئ زهوا و يرفل تيها و غبطة..
لم تنته معركتنا مع العدوان في الساحل الغربي ولكن الأنوف القمئة لقادة التحالف السعودي الإماراتي وأسيادهم وأذنابهم ديست في الحديدة بأقدام الشظف اليماني الأبي مرة أخرى ومرة أخرى انتعل بواسلنا جباه أصحاب جلالة النفط وسمو الدولار ومجددا ارتفعت قيمة فواتير غض الطرف والضوء الأخضر والأصفر والدعم اللوجستي والغطاء الدبلوماسي والفرصة الثانية الخ قائمة متطلبات طاولة البلاك جاك التي يجلس عليها صبية الخزانات المترعة في الكازينو الأممي الذي يديره المرابي الغربي.
.قد يقال أن العدوان وإن فشل في السيطرة على الحديدة فإنه قد تمكن من تحويلها إلى منطقة عسكرية وقام بإغلاقها أمام تدفق السلع و قطع العائدات وفاقم من تداعيات الوضع الإنساني فيها و في اليمن عموما و بذلك فقد حقق هدفه الرئيس المتمثل في خنق جبهة الصمود اقتصاديا والذي تركز هذا العام على أربعة أصعدة تضمنها تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن شركة كمران الاتصالات تجارة المشتقات ميناء الحديدة. هذا الكلام صحيح لو سيطر العدو على الحديدة أو تمكن من نقل المعركة إلى داخلها.
نعم ليست الحديدة هدفا عسكريا يريد العدو من السيطرة على مينائها قطع خط إمداد عسكري عن القوات اليمنية إذ أن بحرية تحالف العدوان تسيطر على حركة الملاحة وتقوم بالقرصنة على كل السفن القادمة إلى الميناء ومنذ بداية العدوان لم تدخل إليه سفينة إلا بتصريح من بحرية العدوان وبالتالي قي معركة الحديدة هي عملية عسكرية برية أهدافها أولا حرمان الجبهة اليمنية الشحيحة الموارد من مصدر تمويل مهم و ثانيا التحكم في تدفق السلع الأساسية إلى المواطنين لمفاقمة المعاناة أملا في تفجير الوضع الداخلي وثالثا ضجة دعائية يمكن استثمارها في تأجيل الجلوس على طاولة التفاوض أو مقايضتها كورقة تفاوضية على الطاولة التي يتنامى الضغط الأممي و ضغط الواقع باتجاهها كبديل ملح لصلف صبية الخليج و بفضل الله و بسالة أبطالنا في الساحل فشلت العملية البرية كما فشلت أوامر شرعية الرياض إلزام السفن المتجهة إلى الحديدة بالتحول إلى عدن و كما فشلت قرصنة بحرية العدوان و تدمير البنية التحتية للميناء بغارات التحالف و سواء استمرت المعركة أو توقفت فلا خيار لنا إلا أن نحيا شامخين كجبال صنعاء أو نموت واقفين كنخيل تهامة.أما اليمن فلن يموت و لن يركع.
في الأربعاء 27 يونيو-حزيران 2018 12:50:47 ص