“التوأمة بين العدوان والتطبيع.. تحصيل حاصل ام مشروعٌ خبيث..!”
مجيب حفظ الله
مجيب حفظ الله
 

من الطبيعي جداً ان نجد التطبيع والعدوان على اليمن في خانة واحدة.. ذاك ان المخطط واحد والمتآمرين هم ذاتهم وذاك كله يتم برعاية بل وشراكة أمريكية كاملة..

حينما نتابع ما يجري هذه الأيام في عواصم العدوان فإننا سنعرف ان حرب السنين التسع لم تكن سوى تمهيدًا للواقع الذي أراد المتآمرون ايصالنا اليه والذي تعيشه اليوم دول المطبعين الجديد سواء اولاءك الذين وقعوا الاتفاقات الابراهيمية أو الذين لا يزالون في دكّة الاحتياط..

ان اليمن هذا البلد المهم في خطط الاستراتيجيا الدولية والذي يتحكم بأهم ممرات التجارة العالمية الرابطة بين الشرق الأوسط من جهة وأوروبا والعالم الآخر من جهة كان يراد له ان يكون ضمن فسيفساء دول التطبيع الجديدة وهو ما تبخر خلال تسع سنين من الصمود في وجه العدوان..

بالنسبة للأمريكان فإن يمناً يرفض التطبيع مع إسرائيل ويعاديها فإن ذاك بالتأكيد تهديدٌ للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة الذي يراد لها ان تكون شوكة في خاصرة كل من يناهض هذا المشروع اللعين..

 

أعلن البيت الأبيض مساء الأربعاء عن وجود وفد أمريكي في السعودية قال ان الهدف منه بحث مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية أبرزها تطبيع العلاقات مع إسرائيل والحرب في اليمن..

وقبل الخوض في التفاصيل العميقة لهذا التحرك الأمريكي غير المفاجئ لابد ان نشير الى ان الربط ما بين التطبيع والحرب في اليمن ليس امراً مفاجئاً كما أنه لم يأتي فقط كنتيجة لتزامنٍ غير مقصود..

 

الحقيقة ان الحرب على اليمن مثّلت حجر الزاوية في المشروع الصهيوني الأمريكي لانخراط المنطقة في مسلسل التطبيع الذي تلاها..

كان من المقرر ان يتم افراغ اليمن من محتواه المناهض بالفطرة لإسرائيل على ان تكون هذه الحرب الملعونة هي أساس ذاك التفريغ..

لا تزال مشاهد اجتماع وزراء خارجية الدول الخليجية ووزير المرتزقة الكرتوني مع رئيس الوزراء الاسرائيلي حاضرةً في اذهاننا الى اليوم..

لا يمكن على الاطلاق ان نعتبر ان تلك الصورة المذلّة كانت عفوية او ان وجود المرتزق المدعو خالد اليماني بجوار بنيامين نتنياهو كان من قبيل الصدفة..

الحقيقة ان ذاك كله كان مخططاً له وبشكل محكمٍ وممنهج إلا ان صمود اليمنيين في وجه هذا العدوان فوّت على صهاينة اليهود وصهاينة العرب الزج بهذا البلد الذي يتنفس العداء لإسرائيل في أتون مهزلة التطبيع..

 

بالعودة للخبر الذي أوردته “وكالة الأناضول التركية ” فقد قال البيت الأبيض ان مبعوثه للشرق الأوسط برايت ماكجورك ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي باربرا ليف انضما إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج والموجود حاليا في الرياض..

وأوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان ان الفريق “موجود حاليا في الرياض لمناقشة مساعي التطبيع مع إسرائيل إضافة إلى مجموعة أوسع من القضايا الإقليمية بما في ذلك الحرب المستمرة في اليمن..

أليس من اللافت ان يتحدث البيت الأبيض عن انضمام هذا الفريق القادم من واشنطن الى المبعوث الخاص باليمن لمناقشة قضايا التطبيع بين السعودية وإسرائيل..

الحقيقة لمن يريد ان يدركها ان هذا الربط منطقي بل وله مدلولاته الكاملة على ارض الواقع..

هذا العدوان الغاشم على هذا البلد لا يمكن فصله على الاطلاق عن ما يجري في المنطقة من محاولة لجر كل دولها الى أحضان التطبيع مع إسرائيل..

لو كانت الاقدار لا سمح الله قد مكنت قوى العدوان من النصر في هذه الحرب لكُنَّا رأينا واقعاً يمنياً مختلفاً يلتحق فيه هذا البلد العروبي بكل اذلال بقطار التطبيع المهين..

لكن الصمود اليمني الأسطوري في وجه هذا العدوان قد فوّت الفرصة على المشروع الأمريكي الصهيوني الخبيث الذي كان تدمير هذا البلد وخلخلة اسسه وثوابته بما فيها العداء لإسرائيل اهم أهدافه..

 

يقول المتحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تسعى إلى “تعميق” الهدنة القائمة في اليمن منذ ما يقرب من عامين والتوصل إلى “سلام دائم” في اليمن..

 

لكن كل الحقائق على الأرض تؤكد عكس ذلك فالأمريكان لا يسعون الى تعميق الهدنة وتثبيتها كما يدعون بل هم من يريد ان يعيد الحرب الى مربعها الأول فمصلحة الامريكان هي في استمرار هذا العدوان الذي يوظفوه لخدمة مصالحهم فيما السلام الحقيقي يتهددها بالكامل بما في ذلك تمرير مشروع التطبيع مع إسرائيل فوق خاصرة أرض مهد العروبة..

* نقلا عن :السياسية 


في السبت 09 سبتمبر-أيلول 2023 10:50:10 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=9779