|
لله دره من قائدٍ، استطاع بإيمانه بربه وبعدالة قضية شعبه، وبعزيمته وحنكته وإرادته، أن يصنع المعجزات. إنه سيدُ الثورة أبو جبريل، حفظه الله، الذي بخطابه، أمس الأول، في مناسبة ذكرى ثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر، أعاد للثورة المجيدة ألقها وحيويتها، وبعث في نفوس جماهيرها الأمل من جديد، قائلاً لهم بلسان الحال والمقال: إن ثورتكم لن تموت، بل ستظل حيةً قويةً فاعلةً متجددةً معطاءة، تسير باستمرار نحو بلوغ غايتها وجميع أهدافها، ولن يستطيع المندسون والعاجزون وعديمو الخبرة والمقصرون إفشالها وتجميد حركتها وإفراغها من محتواها، كما أن الوضع المزري لن يبقى يطل برأسه في مؤسسات الدولة، والذي هو نتاج لنظم وآليات ومنظومات وتصرفات سلبية ومدمرة، جمعت بين طياتها مفاسد وأمراض الماضي، واستهتار وتقصير وتواكل وعبث وفساد وضعف بعض المسؤولين في الحاضر؛ إذ إن يد الثورة عازمةٌ على اقتلاعه من جذوره، فقد عُرِفَ الداء، ووُصِفَ الدواء، واستبانت مكامن الضعف والخلل، وغَداً، وبالتزامن مع يوم مولد البشير النذير رسول الله صلى الله عليه وآله، ستولد، ومن رحم المناسبة، المرحلة الثورية الحاسمة، التي ستؤسس لبناء اليمن الإيماني الحضاري الأصيل، استناداً إلى روح الرسالة الخالدة ونهجها، على مستوى الأصل والجذور، المتمثل باستلهام حركة الرسول والرسالة، أو بالفرع والامتداد المتجسد بثورة الحادي والعشرين من أيلول المجيدة. نعم ستولد، وبيوم ذكرى المولد النبوي الشريف، مرحلة التغيير الجذري، بل سنولد نحن من جديد، كيمن طاهر خالٍ من كل النقائص والمفاسد.
كيف لا وثورتنا بنت الحركة والمسيرة الإلهية التي قادها جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام، وخلاصة التوجه الثوري والإصلاحي الذي قاده ورثة الكتاب من أئمة أهل البيت وأعلام الهدى، وثمرة التقاء لنهرين من دم التضحيات لحسين الطف وحسين مران؟! وإذاً فهي مسيرةٌ وثورةٌ كُتِبَ لها الفلاح والفوز والنصر والخلود والاستمرارية الخلاقة، فهي تنطلق من منطلق الإيمان بالله، ورضاه سبحانه هو هدفها الأول والأخير، وتعاليم الله وآياته وأسماؤه هي المعالم التي تستلهم منها الكيفيات والمبادئ والقيم والنظم والقوانين الكفيلة بتحقيق هذا الهدف الكبير، الذي متى ما وعاه العاملون وعيَ عملِ والتزام، تحقق على إثره لمجتمعهم وأمتهم كل ما يتطلعون إليه من عدل وعلم وقوة ورحمة، والتعاون والتواضع والتماسك والسلام النفسي والاجتماعي، وغير ذلك من العوامل والمقومات والقيم التي تشكل بمجموعها هدف المسيرة القرآنية الرسالية الثورية النهضوية الصالحة. إنه الهدف الذي بموجبه استطاعت ثورتنا تحقيق النصر والغلبة، إذ وُجِدَ من مجاهدينا رجالٌ كان رضى الله أسمى أمانيهم، فتمكنوا من فتح آفاق أرحب وأوسع أمام الثورة والثوار، وأكسبوا الجماهير المزيد من العزم والإرادة على مواصلة الطريق لنيل الحرية والاستقلال، فكل ما شهدناه من إنجازات، لاسيما العسكرية منها، كانت نتيجة طبيعية لحركة ونشاط رجال كاملي الإيمان، كانوا كلما ضاقت أمامهم السبل، اهتدوا إلى جديد، وامتد بهم الدرب سعياً نحو المزيد.
إننا كيمنيين نتطلع إلى يوم الثاني عشر من ربيع الأول، باعتباره مقام احتفاء بمولد النور، وساحة الحصول على بشارتين من وحي المناسبة، ومن موقع استمرارية السير مع الرسول والرسالة.
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 23 سبتمبر-أيلول 2023 11:29:31 م