|
عندما تكون الهوية الإيمانية بمفهومها الصحيح هي المنطلق الأول الذي سيستند إليه العمل على إحداث التغيير الجذري في مؤسسات الدولة فإنها كفيلةٌ بمسح كل الأصنام والأوثان التي تسببت بركود وسكون المجتمع مدةً طويلة من الزمن، وإزالة كل الحواجز والموانع التي تحول بين الإنسان وبين مواصلته السير نحو الله، كما ستكون قادرةً على تقديم الحلول الموضوعية لكل المشكلات التي أدت إلى شيوع الفرقة والتمايز الطبقي والتناقض الإنساني، فلا شيء يمكنه بناء وتعزيز الشعور بالمسؤولية لدى المجتمع كالإيمان بالله، إذ كلما كان الارتباط بالله أكثر انعكس ذلك على وعي الإنسان لواجباته تجاه مجتمعه وأمته.
إن أي توجه عملي يجعل من الإيمان بالله القاعدة الأولى، والمنطلق الأساس؛ لن يفشل أو يتراجع، لأن الإيمان بالله سوف يقوم بمده على الدوام بالطاقة والوقود والقدرات والأفكار التي لا تحصى، ولا تنفد، وهكذا سينعكس التركيب العقائدي على الجانب الروحي والنفسي الأمر الذي يجعل التوجهات والنظم السياسية والاجتماعية صورةً حيةً من صور العقيدة، التي تتجسد في كل فعل أخلاقي عادل سواءً في ما كان متعلقا بعلاقة المجتمع ببعضه البعض، أو علاقته بكل مفردات الوجود والكون من حوله.
إن البناء الحضاري المتين، والفكري والثقافي الواعي لن يتحقق إلا متى ما أخذ بعين الاعتبار نفسية وروحية المجتمع التاريخية، وطبيعة مشاعره الوجدانية، وتركيبته العقائدية والفكرية المنبثقة عن انتمائه للإسلام.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 24 سبتمبر-أيلول 2023 09:01:29 م