صحيفة الغارديان: بريطانيا متهمة بالتواطؤ مع السعودية وعدم الدفاع عن أطفال اليمن (ترجمة)
السبت 28 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 10 مساءً / متابعات - المراسل نت



اطفال



ترجمة: خالد النظاري: المراسل نت:

كارين ماكفي| صحيفة “الغارديان” البريطانية: 

رئيس منظمة سايف ذا تشلدرن (إنقاذ الطفولة) يحث الحكومة البريطانية على زيادة الضغط على المملكة العربية السعودية لحماية الأطفال في اليمن الذين يعانون من الحرمان الشديد.

يجب على الحكومة البريطانية زيادة الجهود الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية في الدفاع عن الأطفال الذين يواجهون وضع مزري في اليمن، حسب ما قال رئيس منظمة إنقاذ الطفولة.

وفي حديثه لدى عودته من اليمن، حيث دفعت الحرب الأهلية والحصار البحري البلد إلى حافة المجاعة، قال كيفن واتكينز إنه كان هناك “فشل ذريع في إرسال القوة الناعمة (لغة الإقناع) البريطانية للدفاع عن حقوق الطفل التي تنتهك بشكل يومي.”

لقد أسفر النزاع في اليمن عن مقتل 10 آلاف شخصا على الأقل، وفقا للأمم المتحدة. وظلت المنظمة تحث على التوصل إلى حل للصراع الذي تسبب في واحدة من اكبر الازمات الانسانية في العالم ورغم ذلك ظلت إلى حد كبير متجاهلة من قبل المجتمع الدولي.

وكان واتكنز، الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة، قد قال إنه عرج على المناطق التي فيها 40 بالمئة من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، أي ضعف النسبة المعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية باعتبارها حالة طوارئ غذائية. وقال إن الوقت قد حان “مضاعفة حجم” الجهود البريطانية مع السعوديين.

“إن السعوديين يستخدمون أنظمة الطيران البريطانية، إذ تم منحهم تراخيص بما قيمته 3 مليارات جنيه استرليني من المعدات العسكرية. إن المملكة حليف رئيسي لبريطانيا ورغم ذلك كان هناك فشل ذريع في إرسال القوة الناعمة (لغة الإقناع) البريطانية للدفاع عن حقوق الطفل التي تنتهك بشكل يومي.

“على الرغم من أن المملكة المتحدة قد ظلت تحرك بعض الدبلوماسية الهادئة التي أحثت فرقا، إلا أن الوقت قد حان لزيادة حجم الدبلوماسية والتوضيح بأن البلدان التي تقصف المدارس بصورة عشوائية وتسد السبل أمام البشر وتحرم الأطفال من المواد الغذائية اللازمة للحياة والعلاجات – أن هذه الدول تعمل خارج القيم التي تصون السياسة الخارجية في المملكة المتحدة.”

واعترف بيان لوزارة الخارجية بالتأثير الكبير الذي أحدثه الصراع اليمني على الأطفال من حيث عدد الضحايا وتجنيد الأطفال والهجمات على المستشفيات والمدارس.

“من خلال مساعدات المملكة المتحدة لليمن في العام الماضي ساعدنا في علاج أكثر من 150 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد وأجرينا كشف طبي لـ140 ألف طفل لمعرفة وجود عدوى بأمراض الطفولة” حسبما ذكر البيان. “كما أننا ساعدنا في دعم وإحالة الأطفال النازحين وتمكين 3500 طفل لاجئ وأطفال يمنيين من المجتمعات المضيفة لهم في سبيل العودة إلى الدراسة. ونحن نواصل حث جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ جميع الخطوات المعقولة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة وآمنة، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين والبنية التحتية المدنية.”

وكان وزير التنمية الدولية السابق أندرو ميتشل انتقد الاسبوع الماضي المملكة المتحدة بسبب اتباع سياسة “مرتبكة وغير متناسقة” تجاه قوات التحالف التي تقودها السعودية في اليمن، في ظل الأسلحة المباعة والمساعدات المقدمة في نفس الوقت.

وفي وقت سابق من هذا العام أدانت منظمات حقوق الإنسان قرار صدر عن الأمم المتحدة لإزالة السعودية من القائمة السوداء للدول المتهمة بانتهاك حقوق الطفل، بعد أن اتـُهمت الحملة السعودية ضد المتمردين الحوثيين بالتسبب بما نسبته 60 بالمئة من وفيات الأطفال في اليمن.

قضى واتكينز أسبوع في زيارة المستشفيات في صنعاء وعمران، وكذلك مرافق صحية تديرها الجمعية الخيرية في جميع أنحاء البلد. وقال إنه رأى مستشفيات ومدارس أوشكت على الفشل بعد أن دمرتها القنابل: “إنه لمن الصعب التعبير عن مدى سوء الوضع. لقد وضعنا برامج في الشوارع لـ75 ألف طفل. إننا نلاحظ مستويات سوء تغذية حاد بنسبة ما يقارب 40 بالمئة في بعض المناطق.”

مع العلم بأن تصنيف منظمة الصحة العالمية لحالة التغذية “الحرجة” هو 15 بالمئة. ويعاني من سوء التغذية الحاد نحو 3.3 مليون طفل وامرأة حامل أو مرضعة في اليمن، ويدخل ضمن ذلك 462 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، وفقا لأحدث تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.


إن اليمن، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 24 مليون نسمة، هي واحدة من بين أربع دول في قائمة “المناطق ذات أعلى مستويات القلق” فيما يخص المجاعة في عام 2017، وفقا لنظام الإنذار المبكر بالمجاعة. هناك حاجة إلى تحسين وصول المساعدات الإنسانية ودعم التجارة للحد من خطر المجاعة في اليمن، هذا ما خلصت إليه الوكالة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة في يناير من هذا العام.

ولقد قال واتكينز إن محنة الأطفال في البلد تفاقمت بسبب “الحصار الإنساني المفروض بأمر الواقع” من قبل السعوديين.

“إن ما تراه هم أطفال يعانون من نقص البروتين [وهو شكل حاد من أشكال سوء التغذية]، ببطون منتفخة ورؤوس مشوهة.

“هؤلاء هم أطفال في حالة يائسة للغاية. لقد زرت مستشفيات لديها وحدات عناية مركزة مخصصة للأطفال الصغار، حيث الطاقة الكهربية تعاني من انقطاعات وحيث تعطلت الحاضنات وحيث لا يوجد الموظفون المدربون لأنهم لم يتلقوا المعاشات لمدة أربعة أشهر.

“ولقد زاد من حدة هذا ما يعتبر حصار انساني مفروض على أرض الواقع من قبل السعوديين، وهو ما يعد جريمة حرب غير مقصودة. ويتفاقم ذلك بسبب المستويات العالية من القصف،. كما يزداد الأمر تفاقما بسبب الانهيار الاقتصادي الذي هو أيضا نتيجة للصراع.”

وكان واتكنز أيضا قد زار مدرسة ثانوية للبنات في منطقة سكنية في صنعاء كانت قد دُمرت جزئيا من جراء القصف.

“هذا البلد فيه واحدة من أكبر الفجوات بين الجنسين في التعليم على مستوى العالم. وهذه [الحرب] تدمر البنية التحتية التعليمية في بلد يعاني من حاجة عميقة لتعليم الفتيات والشباب بشكل عام.”

لقد ظلت الحرب تدمر البلد الذي يعتبر أصلاً أكثر البلدان العربية فقرا. ويقدر مسؤولو الامم المتحدة ان ما يقرب من 19 مليون نسمة في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وقد شردت الحرب أكثر من 3 ملايين نسمة.

إن الحصار البحري والغارات الجوية (التي أصابت أهداف مدنية بما في ذلك المستشفيات) جزء من حملة لطرد المتمردين من العاصمة.

وكانت هناك دعوات واسعة لإجراء تحقيق مستقل في الصراع، بما في ذلك من كبار أعضاء البرلمان البريطاني.

ومع ذلك، في نوفمبر تشرين الثاني، رفضت الحكومة البريطانية توصية تقدمت بها لجنتان مختارتان لوقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية. وتوصلت إلى أنه ليس هناك خطر واضح بوجود انتهاكات خطيرة من قبل السعودية للقانون الإنساني الدولي في اليمن، على الرغم من أنها اعترفت بأن أفراد الدفاع في المملكة المتحدة يفتقرون إلى المعلومات ولا يمكنهم “تكون فهم كامل” للقوات التي تقودها السعودية لهذه القوانين. ويعتقد أن أكثر من ثلث غارات القصف من قبل القوات التي تقودها السعودية أصابت مواقع مدنية.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
صحيفة فرنسية: هادي فقد شرعيته عندما استدعى السعودية للحرب على اليمن (ترجمة)
موقع ألماني: صمت القنوات الرسمية عن التقرير السنوي بشأن الحرب على اليمن (ترجمة)
منسق الأمم المتحدة للإغاثة ينتقد استمرار الحظر على مطار صنعاء ويحذر من حدوث مجاعة في اليمن
19 مليون يمني يعانون من المجاعة
العدوان السعودي علي اليمن، تساؤلات تبحث عن إجابات