خبر حزين بمذاق الفقد ولوعة الفراق طغى على صفحة ثاني أيام عيد الفطر المبارك فقد رحل مع الصباح شاعر الحب والأغنية، شاعر الوطن، شاعر معركة النفس الطويل؛ فقدنا شاعرا لم يضع نفسه يوما في ضيق الانتماء لمنطقة، فكان شاعر اليمن، وشاعرا باليمن، ولم يتخندق في مذهب إلا مذهب الحب؛ خصوصا حب اليمن.

غادرنا فارس يسوس البيان بمهارة استثنائية صهوته القصيدة وسلاحه الكلمة التي امتشقها في وجه العدوان منذ أول ليلة قصف وغدر حيث كتب فجر السادس والعشرين من مارس 2015 قصيدته الأولى في مواجهة عدوان غادر حقود باسم اليمن الواثق من نصر الله. تلك القصيدة كانت أقوى ما أعلنت به الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان عن نفسها في فعالية إشهارها يوم الخامس عشر من أبريل 2015، حيث هتفنا جميعا بلسان اليمن التي أنطقت الشاعر فقال متحديا وشامخا وواثقا:

دكوا الجبال وزلزلوا القيعانا 
هيهات ان نستشعر الاذعانا

انتم بقوتكم ونحن بضعفنا 
وغد لمن لم يخذل الميدانا

شرف الرجولة ان تحارب جهرة 
لامثل من جعل الخفا عنوانا.

رحل إذن برشاقته المعهودة الفارس النبيل والوطني القح والشاعر الفذ الأستاذ حسن عبدالله الشرفي. إننا في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان إذ نعزي أنفسنا وأسرة الفقيد وأصدقاءه و محبيه فإننا في الوقت نفسه نعزي الوطن في شاعره الذي لم يخذله حين فعل ذلك كثيرون ونستشعر حجم الخسارة ومرارتها ونعزي القصيدة في مبدعها الذي لم يضيعها في لحظة الحب وفي سنوات الحرب ونعزي المشهد الإبداعي اليمني في خسارة قامة ثقافية بهذا العطاء والتفرد.

سلام الله على روحك الشفافة الوفية العذبة شاعرنا الكبير مقاما الشاب روحا وإبداعا الأستاذ عبدالله حسن الشرفي ورحمة تغشاك ما هطل القطر حين نردد بلسانك مطر مطر وتبقى القصيدة وكل إبداعاته شاهدة على خلود شاعرها.

صادر عن الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره صنعاء الاثنين 25 مايو 2020