القنابل العنقودية الأمريكية والبريطانية تهشم الحياة في اليمن.. جرائم حرب لم يسطرها التاريخ الحديث
الخميس 04 فبراير-شباط 2021 الساعة 09 مساءً / متابعات - الوقت التحليلي :

القنابل العنقودية الأمريكية والبريطانية تهشم الحياة في اليمن.. جرائم حرب لم يسطرها التاريخ الحديث

قبل نحو ست سنوات قامت السعودية بتشكيل تحالف دولي لشن حرب بربرية على أبناء الشعب اليمني بحجة أنها تريد إعادة الشرعية للرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض الخبيثة، خاصة وأنها كانت تستخدم الكثير منالأسلحة المحرمة دولياً لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الدور الخبيث والمشبوه التي قامت به واشنطن ولندن بمساندتهما لتحالف العدوان السعودي في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الست الماضية من خلال تقديم كل أشكال الدعم العسكري لها وبيعهما قنابل عنقودية للرياض، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن جرائم نظام "آل سعود" بحق اليمنيين الذين تنتشر بينهم اليوم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة نتيجة استخدام السعودية الاسلحة المحرمة دولياً  .وفي هذا الصدد، كشفت العديد من التقارير أن واشنطن ولندن وقعتا خلال السنوات الماضية مع السعودية على العديد من الاتفاقيات العسكرية التجارية تزيد قيمتها على مئات المليارات من الدولارات.‏ 

وحول هذا السياق، اتهمت العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن باستخدام قنابل عنقودية صنعت في الولايات المتحدة وبريطانيا في مناطق مدنية في اليمن. وقالت تلك المنظمات إن استخدام هذه القنابل يخالف المعايير الدولية التي تمنع اللجوء إليها تحت أي ظرف. من ناحية أخرى لفتت تلك المنظمات إلى مقتل الآلاف من الاطفال والنساء في غارات استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية. وقالت تلك المنظمات، إن "تحالف العدوان السعودي يستخدم في اليمن الذخائر العنقوية الواردة من الولايات المتحدة وبريطانيا والمحظورة دوليا، رغم أدلة على خسائر في صفوف المدنيين ". وأضافت، "تستخدم الذخائر العنقودية المصنوعة في الولايات المتحدة وبريطانيا في مناطق مدنية رغم التحذيرات الدولية، وأيضا على نحو يبدو أنه غير متوافق مع معايير الضمانات المطلوبة لتصدير مثل هذه الذخائر ".

وعلى صعيد متصل، قال "ستيف غوس" مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن "السعودية وشركاءها في التحالف، فضلا عن أمريكا التي تورد إليهم الأسلحة، يضربون بعرض الحائط المعايير الدولية التي تقول بضرورة ألا تُستخدم الذخائر العنقودية في أي ظرف"، داعيا إلى "التحقيق في الأدلة على تضرر المدنيين في هذه الهجمات والكف عن استخدام هذه الذخائر فورا ". وسبق للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية أن اتهمت السعودية باستخدام هذه القنابل ضد أهداف مدنية في اليمن. إلا أن المتحدث باسم تحالف العدوان نفى في العاشر من كانون الثاني الماضي استخدام القنابل العنقودية ضد المدنيين، زاعماً عن استخدامها في أوقات سابقة ضد عربات عسكرية تابعة للمتمردين . ووعد المتحدث باسم تحالف العدوان الذي تقوده السعودية إنه سيوقف استخدام الذخائر العنقودية بريطانية الصنع في اليمن. وزعم المتحدث باسم تحالف العدوان أن القنابل العنقودية استخدمت فقط في ضرب أهداف عسكرية شرعية. وأضاف: "من الواضح أنه كان استخداما محدودا من قبل التحالف لقنابل عنقودية من طراز  BL-755 بريطانية الصنع في اليمن." وتابع: "استخدمت هذه الذخائر ضد أهداف عسكرية شرعية للدفاع عن مدن وقرى سعودية تعرضت لهجمات مستمرة."

وعلى نفس هذا المنوال، هاجمت صحيفة "الغارديان"، رئيس الحكومة البريطانية، متهمة إياه بالتورط بإرسال قنابل عنقودية بريطانية الصنع لقتل الشعب اليمني . وأشارت "الغارديان" إلى أن القنابل التي عُثر عليها في اليمن هي من نوع  BL-755  صنعتها مؤسسة "بيدفرشاير" البريطانية . ووفق الصحيفة فقد تم اكتشاف قنبلة من هذا النوع غير منفجرة أثناء جولة تفتيش لمحققين من منظمة العفو الدولية في قرية شمال اليمن، وعثر عليها أحد المدنيين معلقة بأحد الأشجار،  وأشارت "الغارديان"، إلى أن القنبلة العنقودية المطورة للاستخدام من قبل طائرات "تورنادو" البريطانية، استخدمت من قبل تحالف العدوان في اليمن . وإثر اكتشاف الأمر، دعت الصحيفة رئيس الوزراء البريطاني إلى بذل جهود كبرى لتتبع مكان وجود القنابل التي باعتها بلاده في الماضي، وتدمير المخزون الحالي . هذا وحذرت الغارديان أيضا من مخاطر القنابل العنقودية التي تلقيها قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية، مؤكدة أن الأطفال والمدنيين يُقتلون ويشوهون جراء القنابل العنقودية غير المنفجرة، وأضافت إن العائلات العائدة إلى منازلها في شمال اليمن تتعرض لخطر التعرض لإصابات، أو الموت جراء هذه القنابل القاتلة . وتقول الصحيفة إنه يمكن للقنابل الصغيرة الموجودة داخلها أن تغطي منطقة كبيرة، حيث يتم قذفها من ارتفاعات متوسطة أو عالية، ما يزيد من احتمالات انحرافها عن الهدف، إذ إنها تفتقر إلى التوجيه الدقيق . وعليه، فمعدل فشلها كبير جدا، لأن كثيراً منها لا ينفجر، ولكن يستقر في الأرض كألغام قد تنفجر بعد سنوات، ما يشكل خطراً كبيرا على المدنيين .

ومن جهتها قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن "الولايات المتحدة قامت خلال الفترة الماضية ببيع قنابل عنقودية للسعودية وأن الكونغرس صوت لصالح استمرار بيعها شريطة عدم وضع ختم المصنع عليها" . ونقلت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "القنابل العنقودية الأمريكية تهشم الحياة في العاصمة صنعاء"، شهادات بعض ضحايا القنابل الأمريكية أو أسرهم في العاصمة اليمنية صنعاء . وأبرزت الصحيفة مدى كراهية الشارع اليمني للولايات المتحدة باعتبارها تقوم بدور هادئ لكنه قاتل أدى إلى قتل وجرح آلاف المدنيين في اليمن . وأكدت الصحيفة في التقرير أن الولايات المتحدة باعت للسعودية مقاتلات وأسلحة أمريكية بمليار دولار. قائلة: " الانتقادات الموجهة لأمريكا في تزايد مضطرد بسبب مشاركتها في الحرب على اليمن"، مشيرة إلى أن نوابا أمريكيين والمنظمة الأمريكية لحقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" يطالبون بحظر بيع السعودية أسلحة محرمة دوليا .

وفي سياق متصل، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن تحالف العدوان السعودي قصف أحياء سكنية في صنعاء بقنابل عنقودية خلال السنوات الماضية، ناشرة صورا لبقايا تلك القنابل، وقالت "الاستخدام المتعمد أو المتهور للذخائر العنقودية، في المناطق المأهولة بالسكان، يصل إلى جريمة حرب ". وقالت هذه المنظمة، إن تلك الهجمات خلفت خسائر بشرية في صفوف المدنيين"، ولفتت إلى أن الطبيعة العشوائية للذخائر العنقودية تجعل استخدامها انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب، مشددة على أن "الاستخدام المتعمد أو المتهور للذخائر العنقودية، في المناطق المأهولة بالسكان، يصل إلى جريمة حرب ". وفي إطار الإحصائيات حول عدد القنابل العنقودية التي ألقيت على اليمن قال المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في حكومة الانقاذ اليمنية أن 140 ألف قنبلة عنقودية ألقاها العدوان السعودي الأمريكي وحلفاؤه على محافظات صعدة وحجة وعمران ومأرب منذ مارس 2015م وحتى ديسمبر 2020م، مشيرا في بيان صادر عنه إلى أن تحالف العدوان ألقى قنبلة نترونية تسمى "أم القنابل" على منطقة "فج عطان" كما استهدف أحياء في أمانة العاصمة بقنابل عنقودية، مضيفا إن العدوان أقدم على استخدام أسلحة محرمة دوليا واستهدف أماكن سكنية ومرافق خدمية حكومية وأراضٍ زراعية واسعة شملت محافظات الجمهورية. وقال "نحن كمركز للتعامل مع رفع مخلفات الألغام والقنابل التي ألقاها تحالف العدوان السعودي والتي تحمل صناعة أمريكية وبريطانية وتعتبر هذه الدول من ضمن دول العالم التي تعهدت بعدم استخدامها أو تزويدها لأي بلد، فإنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني".

وفي الختام يمكن القول إن القنابل العنقودية إحدى الجرائم الشنيعة التي ارتكبها تحالف العدوان في اليمن منذ ستة أعوام وحتى الآن، فمخلفات العدوان من قنابل عنقودية وصواريخ و ألغام وغيرها من المخلفات المحرمة استخدامها دوليا والتي يشنها على مساحات كبيرة من الأرضي اليمنية بطريقة ممنهجة ومقصودة جعلت من اغلب المحافظات موبوءة بهذه المخلفات ليخلق بذلك أكبر كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين، وتحصد حياة الآلاف من الأبرياء وتتسبب بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، ليثبت بذلك وحشيته وبربريته التي تعكس حقده الدفين والبغيض على شعب ووطن بأكمله ويعبر عن سقوطه الأخلاقي والإنساني والنهج الإجرامي الذي يتبعه في عدوانه. ونظراً للجرائم الوحشية التي قام بها تحالف العدوان السعودي الإماراتي خلال السنوات الماضية في حق أبناء الشعب اليمني، دعت المنظمات الحقوقية والإنسانية في توصياتهما إلى أنه يجب على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الاستماع إلى دعوات منظمات مثل "منظمة العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "حملة ضد تجارة الأسلحة" لوقف إمداد التحالف الذي تقوده السعودية بالأسلحة حتى لا يعود هناك خطر حقيقي من استخدام هذه الأسلحة لتأجيج الصراع في اليمن.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
بريطانيا شريك أساسي في العدوان السعودي الأمريكي لقتل اليمنيين
الانشقاقات تستنزف جبهات العدوان: صنعاء تحتضن «التائبين»
في جريمة جديدة .. مرتزقة العدوان في مأرب يختطفون امرأة وابنها
ناطق الصحة يكشف موعد نقل التوأم السيامي إلى الخارج لتلقي العلاج
الدور الإماراتي الخبيث في اليمن.. “إسرائيل” تعمل في أرخبيل سقطرى بغطاء إماراتي لنهب الثروات