الاعتراف بأهمية دور طهران.. والعودة إلى العروض البناءة لإيران
الأربعاء 10 فبراير-شباط 2021 الساعة 07 مساءً / متابعات - الوقت التحليلي :

الاعتراف بأهمية دور طهران.. والعودة إلى العروض البناءة لإيران

 

بعد يومين فقط من إعلان البيت الأبيض سياسة أمريكية جديدة بشأن الحرب اليمنية وإعلانه أنه سيقطع الدعم عن استمرار العدوان الذي دام اكثر من خمس سنوات على اليمن، غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى طهران، وفي الوقت ذاته توجه وفد من الدول الأوروبية الى عدن .

تظهر هذه الزيارات أن التحركات الدبلوماسية للفاعلين المحليين والأجانب المؤثرين على الأزمة اليمنية قد زادت بشكل كبير لإحياء الآمال في إنهاء الحرب الدموية المستمرة منذ خمس سنوات على هذه الدولة العربية الفقيرة. الحرب التي أدت منذ فترة طويلة إلى توازن القوى بين صنعاء وقوات التحالف، وكان المدنيون هم أكبر ضحايا استمرارها. هذه القضية مهمة أيضا من بعد آخر. حيث لعبت الحرب اليمنية، التي يُنظر إليها عموما على أنها جزء من العلاقات العدائية بين إيران والسعودية في السياسة الإقليمية، دورا رئيسيا في عرقلة المبادرات الدبلوماسية لحل الخلافات بين البلدين .

الاعتراف بأهمية دور طهران.. العودة إلى العروض البناءة لإيران

خلال أكثر من 5 سنوات مرت منذ العدوان غير المشروع والجرائم الوحشية التي ارتكبتها السعودية وحلفاؤها في اليمن، أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما هذا الموقف المبدئي من خلال إدانتها لهذا العدوان ودعمها الكامل لحقوق الشعب اليمني. للدفاع عن أنفسهم في هذه الحرب غير المتكافئة، بان الأزمة اليمنية ليس لها حل عسكري ودعت إلى إنهاء العدوان والحفاظ على وحدة أراضيها ورفع الحصار اللاإنساني عن اليمن. وفي رسالة إلى الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون في أواخر أبريل  2015، وصف ظريف آراء طهران على النحو التالي: "تؤكد الجمهورية الإسلامية الايرانية أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع وأن السبيل الوحيد لإحلال السلام والاستقرار هو تهيئة الظروف لجميع الأطراف اليمنية لتشكيل حكومتهم الوطنية والشاملة بدون تدخل أجنبي". كما صرحت إيران مرارا أنها مستعدة لمساعدة السعودية وكذلك السعوديين على الانسحاب من الحرب اليمنية بشكل تحفظ به ماء وجهها .

والآن خلال زيارة غريفيث يمكن القول إن السياسة العامة لإيران تجاه الأزمة اليمنية لم تتغير كثيرا، كما أنها تعتقد أن العدوان يجب أن يتوقف قبل أي حل وأن تقدم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني من خلال رفع الحصار، الشعب الذي يعاني من انتشار فيروس كورونا وأمراض أخرى مثل الأوبئة إضافة الى المشكلات الاقتصادية والمعيشية التي سببتها الحرب والمجاعة .

في غضون ذلك، مثلما وضع الإعلان عن وقف الدعم الأمريكي لاستمرار الحرب اليمنية السعوديين في موقف صعب بشأن كيفية دفع عجلة الحرب الى الامام، بالتأكيد إذا اتخذت الأمم المتحدة وممثلوها نهجا مستقلا في إعداد التقارير و الضغط على قوات مجلس الأمن لإدانة الجرائم السعودية وانهاء الحصار، ولعل الأزمة في اليمن لم تكن لتستمر طويلاً، ولم يكن العالم ليشهد مثل هذه الأزمة الآن .

من وجهة نظر طهران وصنعاء، لم يكن غريفيث بأي حال من الأحوال وسيطا محايدا في معادلات الأزمة اليمنية، وتقريبا كلما تعرض موقف السعوديين على الأرض للتهديد أو اتسعت الفجوة بين قوات منصور هادي وعناصر المجلس الانتقالي. كان يكثف التحركات الدبلوماسية لوقف اشتداد زحف الجيش واللجان الشعبية لتحرير البلاد. في حين أن نهج السعودية العدواني كان عاملاً رئيساً في استمرار الأزمة .

على مر السنين، نظرت السعودية إلى قضية التفاوض فقط على أنها وسيلة لإضفاء الشرعية الدولية على استمرار الحرب والعدوان في اليمن، ولم تظهر أبدا إرادة حقيقية لحل الأزمة سياسيا. حيث اعتمدت الرياض على الدعم السياسي والعسكري للدول الغربية وتجنيد المرتزقة من الدول العربية الفقيرة مثل السودان، واتخذت دائما نهجا عدائيا للنهوض بأهدافها في اليمن، وبالتالي أحبطت جميع مبادرات السلام .

ومع ذلك، الآن بعد أن فقدوا أكبر داعم لهم أي امريكا وأيضا بالنظر إلى التوازن الذي نجح اليمنيون في خلقه في الحرب، لن يطول السعوديون في الإصرار على استمرار الهجمات والحصار على اليمن وسيواجهون الانسحاب وقبول السلام بالشروط التي سيحددها اليمنيون هذه المرة .


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
وفد أوروبي يزور عدن اليمنية.. ماذا حملت هذه الزيارة وما الذي تريد أن تحققه؟
ترحيب محلي وأممي بإلغاء تصنيف "أنصار الله" منظمة إرهابية وحكومة الفنادق المستقيلة تندد
تقرير حقوقي دولي: مجزرة الرقّاص من أكثر الجرائم دمويةً ضد الإعلاميين في اليمن!
سلاح الجو المسير يستهدف مرابض الطائرات الحربية في مطار أبها الدولي
وزارة النفط تدين إقدام مرتزقة العدوان على زيادة سعر الغاز المنزلي