هل سيتكرر الإتفاق الإستراتيجي بين الصين و ايران مستقبلاً مع اليمن؟
السبت 03 إبريل-نيسان 2021 الساعة 10 مساءً / متابعات - السياسية :
 

الدكتور جواد الهنداوي*

الاتفاق الاستراتيجي المّوقع بين دولة عظمى (الصين) واخرى اقليمية كبرى (ايران)، بتاريخ ٢٠٢١/٣/٢٧، هو اتفاق ثنائي ، ولكنه استراتيجي، بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وابعاد، وهو ايضاً ، نواة لتأسيس محور آسيوي.

كادَ هذا النوع من الاتفاق ان تكون طبعته الاولى عربيّة، عبر بوابة العراق ،حين وقّعَ السيد عادل عبد المهدي الاتفاقية الاستراتيجية بين الصين و العراق ، في نهاية تشرين الثاني سنة ٢٠١٩ ، ولكن الاحتجاجات ، و التي أُختزلتْ اهدافها ، باستقالة الحكومة ، حالت دون المضي قدماً بتنفيذ أُطر الاتفاقية ، و كأن المطلوب هو الاطاحة بالسيد عادل عبد المهدي، والاطاحة كذلك بالاتفاقية . ولنتصور موقف و حال امريكا ازاء اتفاق استراتيجي صيني ايراني و آخر مماثل له بين العراق والصين؟ نفهم اليوم إذاً ماكان جدالاً في الامس عن الاحتجاجات و استقالة السيد عبد المهدي و الاتفاقية الصينية العراقية ! و أجابتنا احداث و وقائع اليوم عن أستفهامات الامس ! مثلما قالَ الحكيم والشاعر ابو العلاء المعري : وقد نطقَ الزمان بلا لسانِ!

الاتفاق الاستراتيجي الصيني الايراني، هو اتفاق اقتصادي وسياسي وعسكري وامني واستخباراتي.

الاتفاق سيعزز قدرات ايران في مختلف نشاطاتها ، وكلُّ ما ينفع ايران هو ضارٌ لاعدائها ولخصومها ،وفي مقدمة الخصوم و الاعداء هما امريكا و اسرائيل .

الاتفاق سيعزز موقف ايران في محادثاتها بخصوص الملف النووي ، و سيحدْ من أثار الحصار و العقوبات المفروضة على ايران .

الاتفاق هو دليل آخر على فشل السياسة الامريكية في المنطقة ،هو خسارة استراتيجية كبيرة لامريكا في المنطقة وفي غرب اسيا ، وتعزيز لصعود الصين .

الاتفاق سيعزز هيمنة ايران على المنطقة و يضعف كثيرا مسعى اسرائيل للهيمنة على المنطقة ، والاتفاق سيعزّز موقف الصين في منافستها للولات المتحدة الامريكية للهيمنة على العالم .

كيف ستّردْ امريكا و كيف ستردْ اسرائيل على هذا الاتفاق؟

سيسعيان لاحتواء اثار و نتائج الاتفاق على دول المنطقة، سيسعيان لمنع انتقال عدوى الاتفاق على دول اخرى في المنطقة، وخاصة العراق، ستشدد امريكا من قبضتها على العراق كي لا يفكّر بالتوجّه نحو الصين .

سيسارع رئيس الموساد الاسرائيلي و آخرون لزيارة الصين ،و سيطلبون من الصينيين ايضاحات وتفسيرات و تطمينات حول ابعاد التعاون الصيني الايراني في موضوع الامن والاستخبارات و الارهاب . ستعمل اسرائيل ما بوسعها بغرض ضمان حيادية التعاون الصيني الايراني تجاه امن اسرائيل .

لا امريكا و لا اسرائيل يخشيان من تمدد صيني او اتفاق صيني مع سوريا ،على غرار الاتفاق الايراني الصيني ، يدركون جيداً بأنَّ سوريا هي من حصّة روسيا.

ولكن لا حول ولا قوة لامريكا ولاسرائيل على اليمن.
كلاهما فشلا في مصادرة القرار السياسي اليمني.

خسرَ اليمنيون كثيرا في الحرب الاّ ارادتهم ، وربحوا استقلالهم.

سيكون اليمن مستقبلاً ، المرشّح الاول للدخول باتفاقية استراتيجية مع الصين ،وعلى غرار الاتفاقية الايرانية الصينية ، سيغري اليمن الصين بموقعه الاستراتيجي ، وبموانئه و بثرواته و بتوجهه السياسي و بحاجته الى بنى تحتيّة وتنمية، كما انَّ وجود الشركات الصينية في ايران سيسهلّ عليها جغرافياً التمدًد و الانتقال الى اليمن.

لا أظنُّ أَنَّ فكرة شمول اليمن باتفاق استراتيجي مع الصين ،مستقبلاً وعندما تضع الحرب اوزارها، هي غائبة عن الصينيين وعن الايرانيين.

ظنّت امريكا انها ستتفرغ لتطويق الصين او ايقاف تمددها و توسعها ، واذا بالصين تلتف وتستحوذ على مساحات سياسية و اقتصادية مهمة استراتيجياً للنفوذ الامريكي.

* المصدر : رأي اليوم


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
السيد القائد يعزي أسر شهداء رداع ويؤكد : حادثة مدينة رداع مؤسفة ومؤلمة لنا
مواضيع مرتبطة
تصنيع الصراع السنّي الشيعي
الجيل الرابع من الحرب غير المتكافئة
الاتصالات والجهات التابعة لها تسيّر قافلة للمرابطين في جبهة مارب
اليمن: بنك أهدافنا في السعودية مليء وأمامنا استراتيجية
ضربات اليمن تُؤلم السعودية