ردا بالمثل.. إيران تحتجز ناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج
السبت 28 مايو 2022 الساعة 07 مساءً / متابعات - سبأ نت :
سبأ: مرزاح العسل

ردا على احتجاز اليونان لناقلة نفط إيرانية بطلب أمريكي والتهديد بتسليم حمولتها لواشنطن.. أعلن الحرس الثوري الإيراني الليلة الماضية، عن احتجاز قواته البحرية لناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج.

وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني نُشر على موقعه الإلكتروني، الجمعة: أن "قواته البحرية أوقفت ناقلتي نفط يونانيتين بسبب مخالفات ارتكبتهما في الخليج الفارسي".

فيما أفادت مصادر مطلعة لوسائل الإعلام الإيرانية: بأن مروحية إيرانية احتجزت الناقلة "دلتا بوسيدون" ترفع العلم اليوناني، وتم اقتيادها نحو سواحل إيران بمرافقة سفينة تابعة لبحريتها.. مشيرة إلى أن السفينة قامت بتحميل شحنة من النفط في ميناء البصرة بالعراق قبل أن يتم احتجازها.. أما الناقلة اليونانية الثانية فقد تم إيقافها من قبل القوات الإيرانية.. بعد أن سلمت اليونان ناقلة النفط الإيرانية التي تم الاستيلاء عليها بالقرب من اليونان إلى الولايات المتحدة.

وبحسب ما أورده موقع "لويد ليست" لأخبار الشحن البحري، فإن القوات الإيرانية صعدت على متن الناقلة "برودينت وريور" التي ترفع علم اليونان، وأجبرتها على الإبحار نحو سواحلها.

وتأتي هذه الخطوة الجريئة من قبل طهران وسط توتر بين البلدين، بعد إعلان أثينا أنها ستسلّم واشنطن حمولة من النفط الإيراني كانت على متن ناقلة أوقفتها.

وكان موقع "نور نيوز" الإيراني قد أفاد الليلة الماضية، بأن طهران قررت اتخاذ "إجراءات عقابية" ضد أثينا بسبب مصادرة شحنة نفط إيرانية قبالة الساحل اليوناني، دون أن يذكر طبيعة هذه الإجراءات.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق أمس عن الخارجية الإيرانية في بيان لها القول: "إيران استدعت مبعوث سويسرا، الممثل للمصالح الأمريكية في طهران، للاحتجاج على مصادرة الولايات المتحدة شحنة نفط إيراني من سفينة تشغلها روسيا قرب اليونان".

وطالبت بالإفراج عن ناقلة واحدة فقط أعلنت اليونان أنها ستسلم حمولتها لأمريكا.. واعتبرت أن ذلك يشكل "انتهاكا" للقوانين الدولية.. مشددة على ضرورة "الرفع الفوري للحجز عن السفينة وشحنتها".

ويشار إلى السلطات اليونانية قامت باحتجاز ناقلة نفط إيرانية في المياه الإقليمية اليونانية، وأمرت جيشها بإفراغ حمولتها ونقلها الى سفينة تحمل علم ليبيريا، لنقل الحمولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تنفيذاً لقوانين أمريكية أحادية الجانب.

وما كانت السلطات اليونانية لتجرؤ على الإقدام على مثل هذه القرصنة وسرقة نفط إيران، في وضح النهار، وتنتهك القوانين والمعايير الدولية لقانون البحار والاتفاقات الدولية، خاصة مبدأ حرية الملاحة والتجارة الدولية الحرة، لولا اطمئنانها من وجود قوة ستحميها من كل مساءلة وهي قوة واشنطن، ولهذا السبب لم تحسب حساب لنتائج فعلتها.

واعتمدت طهران خطابا دبلوماسيا، واستدعت الأربعاء الماضي، القائم بأعمال السفارة اليونانية في طهران، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وأعربت عن رفضها قرار أثينا المتأثر بالضغوط الأمريكية لاحتجاز السفينة خلال توقفها بسبب عطل فني قبالة المياه الساحلية اليونانية.

وعلى الرغم من أن القائم بأعمال السفارة اليونانية في طهران، أكد أنه سينقل احتجاج الخارجية الإيرانية واستيائها لحكومة بلاده، إلا أنه على ما يبدو أن حكومة بلاده لم تكن في وارد تصحيح الخطأ الذي وقعت فيه، لاعتقادها أن طهران ستكتفي بالإجراء الدبلوماسي، وتكون اليونان بذلك قدمت خدمة لأمريكا.

واعتبرت طهران الاستحواذ على حمولة سفينتها، بمثابة قرصنة تتحمل اليونان والجهات التي حرضتها، المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب عن تلك القرصنة، لذلك كان لابد من إيصال رسالة لأثينا وإفهام من يقف وراءها، أن القوة المجردة ليست حكرا على أمريكا، وأن إيران تمتلك من القوة ما يجعلها تردع أكبر قوة في العالم.

وأكدت طهران أنها لن تتردد حتى للحظة واحدة في استخدام هذه القوة عندما تتعرض مصالحها للخطر، فإيران ليس بالبلد الذي يمكن مخاطبته بلغة القوة، فمثل هذه اللغة مجهولة الابجدية فيها، وتجربة العقود الـ4 الماضية أثبتت هذه الحقيقة للجميع وخاصة القوى التي تعتبر نفسها كبرى في العالم وعلى رأسها أمريكا.

ويشار إلى أن إيران سمحت بتحميل الحمولات، التي كانت تبلغ 1.8 مليون برميل نفط، على الناقلتين اليونانيتين من بلد المصدر، ومن ثم قامت بإحتجازهما بعد ذلك عند عبورهما مياه الخليج قبالة السواحل الإيرانية.. وفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية.

وعبرت طهران من وراء هذه العملية عن أمنياتها بأن تعود السلطات اليونانية لرشدها، وألا تتعامل مع القوانين الأمريكية على أنها قوانين دولية، وتعرض بذلك سمعتها ومكانتها واقتصادها ومصالحها للخطر، وأن تتعظ بالناقلتين، وأن تبدأ في تصحيح خطأها، فأمريكا لن تعصمها من القوة الإيرانية، وهي القوة التي جعلت من بريطانيا (العظمى) تندم على احتجازها ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق.

وإن كانت رسالة الناقلتين غير واضحة لبعض المسؤولين في اليونان، فعليهم ألا يضطروا طهران لإرسال المزيد من الرسائل اليهم، بحروف أكبر وأكثر وضوحا، حيث أنه يوجد حالياً نحو 17 سفينة يونانية أخرى في مياه الخليج، ومضمون كل الرسائل هو واحد.. فإيران ليس بالبلد الذي يُسرق نفطه ويقف مكتوف الأيادي.

ونقلت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" عن البحرية الأمريكية، القول: إنها "تدرس تقارير تفيد بأن إيران احتجزت ناقلتي نفط يونانيتين".

ويذكر أنه في 19 أبريل احتجزت السلطات اليونانية قبالة جزيرة إيفيا ناقلة النفط الروسية "بيغاس" (تغيّر اسمها بعد أيام إلى "لانا")، وذلك تنفيذاً لعقوبات صادرة من الاتحاد الأوروبي على خلفية العملية الروسية في أوكرانيا.

وجاءت هذه الخطوة تنفيذاً لتشديد العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا جراء العملية التي أطلقتها في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي من جهة، ومن جهة أخرى تماشياً مع العقوبات التي لا تزال تفرضها واشنطن على طهران، لاسيما في ما يتعلق بالنفط، منذ انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي الموقع عام 2018.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
الصرخة في وجه المستكبرين… موقف عملي حصّن الأمة وفضح مكائد الأعداء
سماء اليمن ليست مستباحة لأحد
اللواء الرزامي يؤكد تقديم مبادرات مهمة في مفاوضات عمّان لرفع معاناة المواطنين
المرتضى: مرتزقة العدوان لازالوا يماطلون في تبادل كشوف الأسرى وما وصلنا منها لايتجاوز 20%
العزي يكشف تردد الطرف الآخر بشأن مبادرة صنعاء لفتح طرق تعز والمحافظات