العدو الصهيوني والفشل الذاتي والموضوعي
الخميس 02 يونيو-حزيران 2022 الساعة 07 مساءً / متابعات - أنصار الله نت :

 

يحاول العدو الصهيوني عبثًا بث اليأس في صفوف الشعب الفلسطيني عبر عدة تحركات داخلية تتمثل في فرض الأمر الواقع في القدس المحتلة، وخارجية عبر التطبيع مع الحاضنة العربية والاسلامية للقضية، بهدف تركيع الشعب واستسلامه للأمر الواقع.

إلا أن المتأمل لهذه المحاولات يعلم جيدًا أنها فاشلة ذاتيًا وموضوعيًا.

فمن الجانب الذاتي، هي محاولات فاشلة لأنها تتم تحت حالة تأهب قصوى واستنفار لجميع الأجهزة، وهو وضع يستحيل بقاؤه تحت أي ظرف لأكثر من أسابيع.

ومن الجانب الموضوعي، هي محاولات فاشلة لأنها لم تحقق غرضها، فلا الشعب الفلسطيني تنازل ولا تسرب اليأس لصفوفه، ولا تستطيع حكومات التطبيع حماية العدو أو فرض تنازل على الشعب الفلسطيني لا بالترغيب ولا الترهيب.

ولا شك أن هذا الاستنفار الصهيوني يصب في خانة شعوره العميق باقتراب الزوال، بدليل أنه استنفر كامل طاقته وجيشه وشرطته لتمرير مسيرة ليثبت أمام شعبه المستوطن المغتصب أنه قوي، وربما ليثبت لذاته أنه لا يزال على قيد الحياة!

جميع التقارير الصهيونية تبث تقديرات متشائمة، وفوجئ العدو بتحليلات اعلامية صهيونية داخلية تجهض ما حاولت الحكومة تسويقه كإنجاز.

والنقطة اللافتة هنا والتي ينبغي تأملها هي أن معضلة العدو الاستراتيجية والتي تبثها تقاريره الأمنية والاستراتيجية تتعلق بطرفين حصرًا، وهما الشعب الفلسطيني تحت مسمى “الإرهاب الداخلي”، ومحور المقاومة.

بينما لا تفيد التقديرات والتقارير بخشية من الدول المحيطة، وهو ما يعني أن التطبيع لا يعد انجازًا استراتيجيًا، بل مجرد انجازات سياسية شكلية لا ترقى لمرتبة الانجاز اذا ما وضع في الاعتبار طبيعة الحكومات المطبعة وعدم تمثيلها لشعوبها، وهو ما يعني غياب البعد الشعبي لهذه الانجازات الوهمية، كما أنها انجازات غير مستقرة بلحاظ عدم استقرار الانظمة التي اقدمت على عار التطبيع.

أحدث التقارير الصهيونية تفوح منها رائحة الرعب من تطوير إيران لعشرات المسيرات، والتي يصعب رصدها وتتبعها واسقاطها، اضافة الى امتلاكها تقنية المقذوفات من بعد 200 كلم، وهو تهديد غير مسبوق للكيان، ويعلم امتلاك حزب الله لمثيلاتها، وتمثل حادثة فشله في تتبع المسيرة “حسان” وإسقاطها في ذاكرته.

كما تفيد أحدث تقاريره بامتلاك حزب الله لصواريخ بحرية تستطيع فرض حصار بحري على الكيان واستهداف كافة موانئه، في ظل غموض بناء من حزب الله يربك حساباته أكثر وأكثر.

كما تبدي تقارير العدو انزعاجًا من تموضعات الجيش العربي السوري وفصائل المقاومة حول الجولان، ولا يستطيع تقدير الخطوات التالية.

المفاجأة الأكبر للعدو ربما تكمن في عدم فقدان ثقة الشعب الفلسطيني والجماهير في المقاومة وفصائلها، وربما راهن على تركيعها، إلا أنه فوجئ بتجديد العهد لها بل والرفض الشديد حتى لمحاولات انتقادها، وهو فشل استراتيجي يفقد العدو جدوى تأهبه واستنفاره وكلفته.

 

العهد الاخباري/ إيهاب شوقي


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
السيد القائد يعزي أسر شهداء رداع ويؤكد : حادثة مدينة رداع مؤسفة ومؤلمة لنا
مواضيع مرتبطة
بعد شيرين أبوعاقلة..قوات صهيونية تهاجم جنازة صحفية استشهدت برصاص جيش الاحتلال
«الفرصة الأخيرة» في عمّان: إلحاحٌ أممي على فتح الطرقات
النفط اليمني في خدمة واشنطن: أكبر حقول شبوة بيد الإمارات
وصول 145 راكباً إلى مطار صنعاء الدولي من القاهرة
المجلس السياسي الأعلى: الجمهورية اليمنية ستمضي لانتزاع حقوق الشعب اليمني بقوة في حال فشلت في الحصول عليها بالسلام