التكفيريون درع جديد للعليمي
الثلاثاء 31 يناير-كانون الثاني 2023 الساعة 06 مساءً / متابعات - موقع لا الإخباري :
 
تقرير / لا ميديا -
تشكيلة جديدة قديمة لمرتزقة احتلال هم هم، وإن اختلفت التسميات. وليس مهما ما إذا كان اسمها «درع الجزيرة» أو «درع الوطن»، بعد أن استنفد المحتل كافة تسمياته السابقة من «حراس الجمهورية» إلى «ألوية سبأ» إلى «اليمن السعيد»... الخ. الفارق هذه المرة هو أن التشكيلة الجديدة لا تعترف بحدود جغرافية ولا تدين بولاء سوى للرياض وحدها باعتبارها «ولية الأمر»، وكذلك أنها تضم تكفيريين تم اختيارهم بعناية من أكثـر الجماعات تشددا وتطرفا، وأشرف الاحتلال السعودي بنفسه على تدريبهم وتأهيلهم منذ سنوات على يد خبراء أمريكيين، ليأتي اليوم الذي يصدر العليمي قرارا باعتبارهم قوات رسمية «خاضعة له»، أو بحسب القرار خاضعة لـ«القائد الأعلى».
سرعان ما تبدت ملامح المسرحية الجديدة التي تم إعدادها في العاصمة السعودية الرياض. فبمجرد عودة المرتزق رشاد العليمي إلى عدن، بادر إلى إصدار قرار بتشكيل قوات جديدة تحت مسمى «درع الوطن»، وهي التسمية التي كانت قد جهزت منذ وقت طويل وتم على ضوئها تشكيل مجاميع وألوية من أشد الجماعات تطرفا.
كان لقاء سفير الولايات المتحدة ستيفن فاغن بالتكفيري أبو زرعة المحرمي في عدن، وسفر الأخير بعدها إلى الرياض، ثم عودته بمعية العليمي، يحوي الكثير من التفاصيل المهمة حول ما تعده واشنطن والرياض من مشهد جنوبي جديد، يقصي أدوات الاحتلال السابقة بأدوات جديدة.
سارعت الرياض إلى مباركة القرار الذي أصدره العليمي بتشكيل ما تسمى قوات «درع الوطن»، وأعلنت، اليوم، عبر صحفيين وخبراء سعوديين، أبرزهم عبدالله آل هتيلة وزيد العمري، تأييدها للخطوة التي اعتبرتها» تدعم الجمهورية اليمنية».
لكن تشكيل «قوات درع الوطن» هذه ليس جديدا، فهذه القوات أشرف على تشكيلها الاحتلال السعودي على مدى العامين الماضيين، كقوة عسكرية موازية لتلك التابعة للاحتلال لإمارات، خصوصا مع قرار الرياض التخلي عن فصائل الخونج، تابعها التاريخي في اليمن، فاستدعت التكفيري بشير المضربي لهذا الأمر وتم إسناده بقوات تم اختيارها من الجماعات الأكثر تطرفا وأيديولوجية، بالإضافة إلى إسنادها بعتاد غير مسبوق.
الجديد في «درع الوطن» هو قرار العليمي اعتمادها وإخضاعها مباشرة لقيادته باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة وهي خطوة ستعزز صلاحياته داخل سلطة الرئاسي وتمكنه من فرض واقع جديد على الأرض يتمثل بإخراج خصومه داخل المجلس من المشهد تدريجيا وتقليص نفوذهم سياسيا وعسكريا خصوصا في ظل الترتيبات السعودية لتقليص أعضاء المجلس من 8 إلى 3 فقط.
تمتلك مجاميع وفصائل درع الوطن التي تتبع قياداتها الاحتلال السعودي بشكل مباشر قرابة 21 لواء منتشرة في عدد من المحافظات المحتلة، أبرزها لحج، مركز هذه القوة في قاعدة العند، إلى جانب أبين وحضرموت والضالع.
وبحسب مراقبين، ترتكز هذه القوات على دافع ما تسميه ولي الأمر في الرياض، كما تلقت تدريبها وتسليحها على أيدي خبراء أمريكيين وسعوديين.
التكفيري بشير المضربي
التكفيري بشير المضربي الصبيحي كان هو المعد الأبرز لتولي قيادة هذه القوات.
المضربي كان أبرز طلاب مركز الحديث التكفيري بدماج قبل انتقاله إلى الصبيحة، مسقط رأسه في لحج، حيث شارك بمعية التكفيري حمدي الصبيحي في تشكيل تكتل باسم «العمالقة في الساحل الغربي».
يعد المضربي واحدا من القيادات التكفيرية داخل «العمالقة» المناهضة لأبو زرعة المحرمي الذي كان محسوبا على الإمارات، قبل أن تضمه السعودية إلى جناحها، وخاض صراعات ضد انتقالي الإمارات وصلت حد اقتحام منزله في عدن ونهبه واعتقاله مرات عدة.
تمركز القوات الجديدة
بحسب المعطيات، فإن هذه القوات لن تتمركز في عدن أو لحج، حيث تتمركز حاليا، فالتقارير تتحدث عن قرار السعودية نقل مقراتها إلى حضرموت مع إبقاء معسكراتها في الضالع وأبين ولحج لتطويق عدن وهو ما يشير إلى أن السعودية التي تعد حاليا 3 ألوية في منطقة «الشرورة» تحت مسمى «درع الوطن»، وفق الصحفي السعودي علي العريشي، تسعى لإحلال هذه القوات كبديل لفصائل الخونج في «العسكرية الأولى» في وادي وصحراء حضرموت على أمل إبقاء المحافظة الثرية بالنفط والغاز تحت نفوذها، تمهيدا لإعلان انفصالها، أما على صعيد الجنوب فإن بقاء هذه القوات التي تم توسيع انتشارها في لحج إلى أطراف عدن الشمالية مع تسليمها قاعدة العند وصولا إلى رأس عباس في البريقة في وضع التأهب يشير إلى أن الاحتلال السعودي يتوقع انفجارا للوضع في عدن خصوصا مع تسليمها أبو زرعة المحرمي مهام تأمين المحافظات الجنوبية كبديل للفصائل التابعة للزبيدي، وسط بروز مؤشرات تمرد بدأ بانتشار «العاصفة» في شوارع عدن.
وفي صعيد ردود الأفعال حول قرار تشكيل تلك القوات، أكد انتقالي الإمارات رفضه للقرار، مهددا باقتحام قصر معاشيق واعتقال العليمي.
وشهدت مدينة عدن المحتلة، اليوم، توترات غير مسبوقة، حيث انتشرت قوات تابعة للاحتلال السعودي وأخرى تابعة لحراسة المرتزق رشاد العليمي، في محيط قصر معاشيق، وقامت بإغلاق جميع الشوارع الرئيسية المؤدية إلى القصر، حيث يقيم العليمي، وسط مخاوف من هجوم مرتقب.
وبالتزامن، بدأت فصائل الانتقالي، التابعة للمرتزق عيدروس الزبيدي، اليوم، الانسحاب من أهم مواقعها في عدن، حيث شوهدت فصائل ما تسمى «العاصفة» تنسحب من مديرية كريتر بالتزامن مع انتشار لمرتزقة «العمالقة» التابعين لأبو زرعة المحرمي، بعد أن تسلم الأخير المواقع الداخلية لقصر معاشيق والمطلة في التباب المجاورة.
ويتوقع أن تشمل عملية انتشار فصائل المحرمي معظم مديريات عدن الرئيسية وأبرزها كريتر وخور مكسر إضافة إلى الطرق الرابطة بين معاشيق ومطار عدن.
وتباينت مواقف قيادات الانتقالي حول تشكيل القوات الجديدة، ففي الوقت الذي سارعت فيه قيادات الصف الأول للارتماء مجددا بحضن السعودية عبر تصريحات لنائب الأمين العام المساعد لهيئة رئاسة «الانتقالي»، المرتزق فضل الجعدي، والتي قلل فيها من الخلافات مع السعودية، كشف آخرون تصاعد مخاوف المجلس من تداعيات تشكيل هذه القوات على فصائله الجنوبية في حين ذهب آخرون وعلى رأسهم صلاح بن لغبر إلى اعتبار القرار بداية النهاية لوجود العليمي في عدن، متوقعا اقتحام قصر معاشيق واعتقاله باعتبار القرار انقلابا على «رئاسي» الاحتلال المخول باتخاذ مثل هكذا قرار.
بدوره، قال القيادي في انتقالي الإمارات بمحافظة حضرموت، المرتزق عبدالله مبارك الغيثي، في تدوينة على «تويتر»، اليوم: «‏ستكون قوات درع الوطن أو بالأصح درع الشرعية البديل لقوات النخبة الحضرمية التي يطالب أبناء حضرموت بانتشارها في صحراء ووادي حضرموت».
وأضاف: «انتظروا فقط وستحل محل قوات المنطقة العسكرية الأولى وسيقولون نفذنا اتفاق الرياض».
«قاعدة البيضاء» تنضم إلى «درع الوطن»
وفي السياق، أعلنت ما تسمى «مقاومة البيضاء»، المشكلة من تنظيمي داعش والقاعدة التكفيريين، اليوم، عن ترتيبات تمت خلال الأشهر الماضية لضم هذا الفصيل إلى قوات ما يعرف بـ«درع الوطن».
وأفاد التكفيري عامر الحميقاني المتحدث باسم تلك الفصائل، في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، أن هناك ترتيبات منذ أشهر لدمج بعض الفصائل الموالية لتحالف الاحتلال بقوات درع الوطن، وأبرزها «مقاومة البيضاء» إلى جانب وحدات من «المنطقة العسكرية الخامسة» المتمركزة في ميدي.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
السيد القائد يعزي أسر شهداء رداع ويؤكد : حادثة مدينة رداع مؤسفة ومؤلمة لنا
مواضيع مرتبطة
​اللجنة العليا لمقاطعة الدول المنتهكة للمقدسات تناقش آليات تنفيذ قرار المقاطعة
السفير صبري يلتقي وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ويبارك عملية القدس
الحراك السياسي المضاد لمساعي السلام العُمانية
مجالاتُ التنمية الزراعية: دورُ الدولة ومسؤوليةُ القطاع الخاص
جمعة رجب.. الإيمان يمان والحكمة يمانية:
التمسك بالهوية الإيمانية سلاح وحصانة