«القاعدة» في جبهات مأرب: مشاركة نوعية دفاعاً عن «المعقل»
الثلاثاء 30 مارس - آذار 2021 الساعة 07 مساءً / متابعات - موقع أنصار الله :

لم يكن انخراط تنظيم “القاعدة” في معارك محافظة مأرب الأخيرة، إلى جانب القوات المدعومة من السعودية، الأوّل من نوعه، فقد شارك التنظيم ــــ ولا يزال ــــ في مختلف جبهات القتال منذ اندلاع الحرب قبل ستّ سنوات. غير أن مشاركته هذه المرة كانت مختلفة من ناحيتَين: من حيث نوعيّتها؛ إذ دفع “القاعدة” بأعداد إضافية من عناصره إلى جبهات المحافظة المشتعلة، ومن حيث التنسيق؛ إذ تؤكد المعلومات وجود مستوى عالٍ من التنسيق بينه وبين التحالف السعودي ــــ الإماراتي من جهة، وقادة الجبهات من جهة أخرى. وتأتي هذه المشاركة النوعية للتنظيم في ظلّ تصاعُد مخاوف السعودية وحزب “الإصلاح” من سيطرة قوات صنعاء على مركز المدينة، بعد التقدُّم الكبير الذي حقّقته في أكثر من جبهة خلال الأسابيع الماضية.

يرى التنظيم أنّ القتال إلى جانب «الإخوان» والسلفيين، وأيضاً القتال ضدّ جماعة «أنصار الله»، واجب دينيّ

وإضافة إلى ذلك، تُمثِّل محافظة مأرب معقلاً تاريخياً لـ”القاعدة”، وهو ما تُؤكّده جملة من الأحداث المتعلّقة بملفّ “الحرب على الإرهاب”، وأبرزها العمليات الجوية الأميركية عبر الطائرات المسيَّرة، ومن شأن سيطرة قوات صنعاء على كامل المحافظة أن تحرم التنظيم من أهمّ معاقله، كما حدث في محافظات يمنية أخرى. ومن المهمّ الإشارة هنا، أيضاً، إلى أن وجود “القاعدة” ونشاطه انحصرا، خلال السنوات الماضية، في المدن والمحافظات اليمنية التي تسيطر عليها التشكيلات المسلّحة المدعومة من السعودية والإمارات، بينما أصبح أثراً بعد عين في مناطق خصومها.

 

واجب ديني

وبعيداً عن الأهمّية التي تُمثّلها محافظة مأرب بالنسبة إلى “القاعدة”، يرى التنظيم أن القتال إلى جانب “الإخوان” والسلفيين، وأيضاً القتال ضدّ جماعة “أنصار الله”، واجب دينيّ، وفق تأكيد بعض قادته البارزين. ففي عام 2017، أكد أمير التنظيم السابق، قاسم الريمي، أن عناصره يقاتلون إلى جانب “الإخوان” (حزب الإصلاح) والسلفيين في أكثر من جبهة، معتبراً ذلك نصرة واجبة “لإخوة في العقيدة”. كما أصدر “القاعدة”، عام 2013، بياناً حول أحداث منطقة دماج في محافظة صعدة شمال اليمن، توعّد فيه “أنصار الله” بعمليات انتقامية نصرةً لطلّاب “مركز دار الحديث السلفي” في المنطقة. ومنذ عام 2014، ركَّز التنظيم، في أكثر من مناسبة، على دعوة “أهل السنّة” إلى توحيد الصفوف لمواجهة من سمّاهم “الروافض”، في إشارة إلى “أنصار الله”. وينسجم خطاب التنظيم هذا مع خطاب “الإخوان” والسلفيين الذين يتحدّثون عن الحرب بمفردات دينية وطائفية شبه موحّدة، تؤكد التقاء الجميع عند هدف عام يستدعي لمّ الشمل وتجاوُز الخلافات البينية.

 

مشاركة موثّقة

وليست مشاركة “القاعدة” في جبهات القتال في محافظة مأرب مجرّد استنتاج يستند إلى تصريحات وأدبيات دينية، بل أكّدها التنظيم نفسه عام 2016، من خلال نشره أخباراً شبه يومية عن معارك جبهة صرواح غرب المحافظة، عبر حساب “أنصار الشريعة” على موقع “تويتر”، قبل أن تأتي التعليمات من قيادة السلطة المحلية بالتوقُّف عن النشر، وعدم رفع الأعلام السود؛ على اعتبار أن ذلك سيضع “التحالف” في موقف لا يُحسد عليه أمام “المجتمع الدولي”، الذي لم يُخفِ قلقه من الانعكاسات السلبية للعملية العسكرية السعودية على ملفّ “حرب الإرهاب” في اليمن.

 

الأخبار اللبنانية


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
السيد القائد يعزي أسر شهداء رداع ويؤكد : حادثة مدينة رداع مؤسفة ومؤلمة لنا
مواضيع مرتبطة
الوفد الوطني المفاوض يجدد رفضه القاطع ربط الملف الإنساني بأي قضايا عسكرية وسياسية
عبدالسلام: منع دخول المشتقات النفطية والغذائية والدوائية يعرقل نوايا السلام
فاتورة باهظة يدفعها اليمنيون نتيجة الحصار
بوابة الشرق الجديد.. لماذا اليمن؟
اليمن: معجزة لن ينساها التاريخ