بيان الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان في نعي فقيد الوطن والثقافة والأدب د.عبدالعزيز المقالح
الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 الساعة 10 مساءً / خاص - الجبهة الثقافية :
بأي حبر سوى الدموع سنكتب؟ وبأي عزاء سوى: إنا لله وإنا إليه راجعون سنفتح (كتاب صنعاء) وسائر مدن اليمن المكلومة هذا النهار؟
كيف سنواسي الكتابة ونربت على كتف العبارة ونشد من أزر الثقافة وكيف كيف بالله سنرى المشهد الثقافي خلوا من واجهته الأنبل ووجهه الأجمل؟
كيف اجترا الموت على الاقتراب من هذا الجبل اليمني الشامخ وكيف باغتنا الفراق وطال قامة ثقافية سامقة حملت اليمن عقودا مضيئة بالفعل الثقافي الموسوعي بكافة تجلياته الابداعية والوطنية والإنسانية؟ فمن أين بالله نستمد القدرة على التماسك والتجلد والفقيد ليس فقيد اليمن فحسب بل هو فقيد الإنسانية التي تخسر اليوم معنا حضور الأديب الكبير د.عبدالعزيز المقالح الاسم اليمني الذي تربينا على قصائده وتعلمنا من كتبه وكتاباته ومحاضراته وكان قدوتنا في العمل الإداري نزاهة وتواضعا جسّد في كل مواقعه قمة العلم والوعي والبساطة. رحل الدكتور هل حقاً؟ ياله من فراغ ليس لنا فيه إلا أن نلوذ براحلنا فنراه في كل ما علم وقدم وكتب وألف وأبدع. رحل د.عبدالعزيز المقالح أستاذ الأجيال ورجل التنوير وشاعر الوطن الذي فضل البقاء فيه حياً رغم كل المغريات خارجه وآثر الخلود في ترابه بعد الرحيل مقدما في سنوات العدوان النموذج الوطني الأرقى الذي ظل يشتغل عليه طيلة حياته منسجما فيه مع نفسه وكتاباته وحسه القومي والإنساني حيث رفض منذ اللحظات الأولى للعدوان هذه الهمجية التي قصفت أحب مدن الأرض إليه وعاصمة الروح كما أطلق عليها ,رفض عاصفة العدو التي تجرأت على اليمن الذي آمن به. ولهذا لا غرابة أن يكون دكتورنا العظيم سباقا إلى الانضمام إلى مؤسسي الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، كيف لا وهو أس الثقافة وأساسها. وتشرفت هذه الجبهة بأن قبل أن يكون الرئيس الفخري لهذه الجبهة منذ أيامها الأولى في بدء العدوان. وأطلق د.المقالح عبارته الشهيرة التي اتخذتها الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان شعارا لها إنها مقولته التي تجسد ذروة الوطنية حين قال: (لو نزلت الملائكة تقاتل في وطني لحاربتها). إن الراحل الكبير مكانا ومكانة وعطاء وأثرا وخصوصا في موقفه من العدوان قد ألهمنا نحن جميعا كيف يكون موقف المثقف ودوره انحيازا إلى وطنه وإلى الإنسان والحياة ضدا على المعتدين والقتلة وحملة رايات الغزو والخراب ودلنا إلى أي وجهة ينبغي أن يصوب الأديب سهام كلماته والكاتب رصاص قلمه وكيف يقود الشاعر قصيدته لتكون في سفينة الوطن ومع الناس حين نشر في ديوان الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان المسمى (فليقصفوا)قصائد سماها واعيا: (قصائد ضد العدوان). إنه الدور الذي نهض به الدكتور منذ مفتتح حياته العملية والعلمية والأدبية وحتى رحيله الموجع بعد أن ثبت في أنصع صفحة في سماء الوطن وعلى جبين التاريخ موقفه ضد العدوان فعاش كبيرا وأدرك كيف يحسن الختام. الوجع كبير والخسارة فادحة والرحيل مُر والفقيد فقيد الوطن وكل محبي الأدب والثقافة عزاؤنا هو خلود روحه وعطاءاته وكتاباته ومواقفه ولا نمل في هذا المصاب الجليل من تكرار: إنا لله وإنا إليه راجعون. رحم الله أ.د. الشاعر عبدالعزيز المقالح وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وألهمنا جميعا الصبر والسلوان.
صادر عن الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان
|
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا