بيان مثقفي اليمن وأدبائه وأكاديمييه بخصوص إحراق نسخة من المصحف الشريف على يد متطرف سويدي
بسم الله الرحمن الرحيم القائل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله القائل: (...كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين).
بداية يتوجب علينا التذكر والتفكر أن القران الكريم لا يحتاجنا بل نحن نحتاجه لندافع عن أنفسنا هوية ومقدسات، ونعلن لمن يجترأ علينا أننا مازلنا أحياء تحركنا الكرامة وتقودنا العزة حيث ينبغي أن نكون.
هذا ما يجب أن نكونه، ونكون عليه، حين يقترف العالم الذي يدعي احترام حقوق الإنسان كل هذا الانحطاط بحق مقدسات مليار ونصف إنسان مسلم، وتحرس سلطته وأمنه ويصور إعلامه يدا قذرة لمتطرف سويدي امتدت آثمة لتحرق نسخة من كتاب الله الكريم
تلك اليد النجسة مست الكتاب المطهر وتطاولت فأحرقته في فعل لا معنى له سوى الاستفزاز وإثارة شعور جميع المسلمين واحتقارهم: الحكومات والأنظمة، والأفراد والجماعات وهو فعل يحض على العنف، وبث مشاعر الكراهية ..
إن إحراق المتطرف السويدي بجانب حكومته المدافعة عنه صفحات القرآن الكريم يدمي قلوب كل المواطنين المسلمين، ولم يصل الحريق إلى الأنظمة التي خدرتها حفلات التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي، وقد اكتفت كالعادة بعبارات باردة من الشجب والتنديد دون أن تتخذ مواقف فعلية تحمي بها المقدس وتقاطع فيها العدو على طريق الحرب الاقتصادية وأن تسحب سفراءها على طريق حرب الديبلوماسية وتعلن معاداتها لكل الجهات التي حمت وتحمي هذا الفعل الملعون واتخاذ كل مايلزم وينبغي في تعبير عن غضب حقيقي ومشاعر استياء جارفة وإدانة لها أبعادها العملية ضد فعل كهذا تجاوز ذلك الذي يسمونه ادعاء الحق في التعبير إلى الحث على الكراهية وممارسة الإرهاب والتطرف وازدراء الأديان والإساءة إلى مشاعر المسلمين ومقدساتهم.
إن النار التي اشتعلت في السويد ليست بمعزل عن نار أحقادهم وعن مخططات الصهيونية ولوبياتها ضد هذه الأمة وقرآنها. تلك قد أوصلت آلام الحريق، وحرائق القهر إلى سويداء قلوبنا جميعا ، وأوصلت رسالة العداء ملطخة بعار الصمت، إن صمتنا، وسواد الذلة، إن لم نثر مدافعين عن قرآننا وديننا.
إن تلك الممارسات المسيئة ضد الإسلام والمسلمين قد تكررت في عواصم الغرب المتصهين محمية بحكومات تحاربنا على تمسكنا بديننا، وتمنع عنا حرية اختيار طريقة حياتنا وكتابنا؛ في حين تمارس الإساءة الينا، وإهانة مقدساتنا، باسم ما تحاربنا تحت عناوينه وتمنعنا منه.
إن هذه الحادثة في دلالاتها الكارثية تذكرنا بسابقات لها تعمد أعداؤنا فيها النيل من مقدساتنا واطمأنوا إلى هواننا على أنفسنا وعلى حكوماتنا المحسوبة على أمتنا فأوغلوا في استهدافنا قرآنا ونبيا وشعائر ومشاعر، وهو ما يتطلب منا القيام بأفعال تعبر عن حياتنا وحبنا وانتمائنا وكرامتنا وقوتنا، وإلا فلا خير فينا، ولا خوف منا، ولا عزاء لنا. أما القران فإنه لا يحتاجنا بقدر ما نحتاجه نحن لنكون خير أمة، ما لم إن تركناه فلا خير فينا، ولا خير لنا، والاختيار سنة ربانية يقتضيها عدل الله فلنختر أين نقف، ومع من، والمعركة التي نحارب فيها، ولمن ننتصر، وأي جزاء نستحق.
صادر عن مثقفي اليمن وأدبائه وأكاديمييه
صنعاء غرة رجب 1444
الموافق 23 يناير 2023