شكراً سلمان - فاروق مريش: شكراً سلمان - فاروق مريش
الموضوع: أخبار وأنشطة ضد العدوان

شُكراً سلمان


فاروق مريش



قرِّبْ أذنك سلمان حبيبي ، يا ملك .. لا بصراحة كبيرة كلمة مَلِك بل يا " بيبي " ، لأصرخ في أذنك ولن أهمس .. فلو كان الهمس ينفع مع أمثالك لكنتَ استمعت لهمسِ ناصحيك من قبل .
قرِّب أذُنَك لأقرصها لك كالأطفال، ولأقودك منها نحو غياهب التاريخ وبداية الحضارة التي لا تعرف عنها شيئاً ولتشاهد بعينك قوم ثمود والأحقاف والمعافر وهمدان وإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ، ولتسمع بأذنيك المغشيتين بالصَّمم أننا ندرك منذ أكثر من ثلاثة ألف عام ( أن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها ) ولكنا أولوا قوةٍ وبأسٍ شديد .
تعال يا بطل لكهوف شبام كوكبان حيث ستجد هنالك أول الجثث المحنطة في التاريخ لتجهز جثمانك لتكون آخرها .. تعال يا مُدلل عبد العزيز وعنقوده الأخير لتعرف أن عناقيد الحضارة والإباء والشجاعة وأنصار الحبيب وفاتحي المشارق والمغارب ليس لعنقودهم نهاية ، ألقِ نظرة على شموخنا وقممنا العالية التي نستلهمها من جبالنا وأرضنا الغالية لتدرك أنك مجرد ذرة رمل يهدهدها النسيم بين كثبان الرمل المترامية في صحراءك .. 
أرأيت وسمعت كم أنت بليد ومنحرف عن الفطرة وكم أنت شاذ فكرياً ولديك إعاقة حضارية وجهل مُرَكب بحقيقة التاريخ والجغرافيا يا ولد مملكة القرن الواحد ومملكة قرن الشيطان ٌ؟؟
لن أطيل عليك فأنا أعرف أن قدميك خاوية ، وأن ظهرك قد انحنى من ليالي باريس الحمراء ، وذاكرتك قد دمرتها حبوب الفياجرا ونظرك لم يعد يبعث النور من بؤبؤيه وإنما كل الدمار والظلام .
تعال لأخبرَك بحقيقة ربما أن البعض قد انطلت عليه وهي أنك زعيم وحازم ولديك شجاعة في اتخاذ القرارات وعلاقاتك واسعة الطيف وغيرها من الصفات التي تحاول أن تبثها في إعلامك المزيف مثل قناعك ، فمن يتحدث عن نفسه كثيراً فاعلم أن ليس لديه منجزات تتحدث عنه .
ندرك حقيقتك وأسلوب تربيتك وهمومك التي عشت لأجلها متنقلاً بين المغرب والمكسيك وكالفيورنيا وبارات الغرب كللها تعرفك وإخوانك الأشاوس والدهاة في كرم سعادتكم ونجدة الملهوف والمحتاج .
أعرف أن تركيزك يقِل مع هذه الصدمات والكلمات لكن سأحاول أن أختصر المسافة وأقرِّب لك وجهة النظر أكثر فأنت ربما إلى الآن لم تفهم قصدي لأنك تعودت على من يغرز عقلك مثلما نغرز نحن للبقر .
عموماً يا رجل العاصفة إلحق مملكتك المتهاوية قبل ما تلحق دول الجوار ، واعلم أن بيضتك تفقس من الداخل وأن الشرقية في القطيف والدمام والإحساء أوشكوا أن يكشفوا سوءتك ، أما عسير ونجران وجيزان وما يسمى بالجنوبية باتجاه حمير وسبأ ومعين وحضرموت وتهامة والرسولية وعدن وكل الأسماء الرنانة في عهد المُكاربة والتبابعة والجمهورية فهي لا تحتاج لتُفقَس ، بل هي جزء لا يتجزأ من مكنوننا وكينونتنا الجغرافية والمذهبية والتركيبة القبلية والعادات الإجتماعية .
سلمان تعجبني فيك أنك مصدق حالك ملك ، والكارثة التي تجهلها أنك لا تملك من صفات الملوك شيئاً ، أهم خاصية ينبغي أن يتمتع بها أصغر ملك أن يمتلك رعية وقوة يوجه لها أوامره ، لكن أنت التفت يميناً ويساراً لتجد نفسك أنك محاط بقوى إماراتية وقطرية تمص أبو عود بعد الغداء ، ومصرية تمتصك كالأنيميا ، وجنود سودانيين يعلمونك طرق الإنسحاب وقواعد اللغة العربية ، وقوات شرسة من باكستان والبنجال يصنعون المطبق والشوارما لقادتك الجالسين على الأرائك والمكيفات .. أما الجندي اليمني الذي يتدرب بأرضك فاعلم أن كرامته وكبريائه وفطرته لن تستمر في تلقي أوامرها من دنبوع لا يستطيع دخول أرض يحكمها إلا متسللاً كتسلل القطط التي تبحث عن بقايا عظام في سلل النفايات .
تعلم من صفات الملوك أنك تبني بين وبين خصومك " ردماً " وتجعل شعبك الذين لا يكادون يفقهون قولاً أن يأتوك بزبر الحديد وتحرك فيهم الإيجابية والحرية بدلاً من هذا الإنبطاح وسراويل طيحني وأنوثة القرن الواحد والعشرين إلا من رحم ربي .
لا تعادي أمك ياصغيري وأبناءها بالملايين ينسابون في رقعتك .
كل بيت يمني بسبب شرودك وطيشك ومراهقتك تحمل لعنةً لك بين حيطانها ، وتباً لك بين شعورها ، وسُخطاً لك بين أنينها .
لا تكذب علينا بلعبة الروافض والدواعش وتحاول أن تبرر لنفسك وتقنعنا أنك المسيحُ المُخَلص لأمتنا ، فأنتم تحكمون اليمن منذ فجر ثورة الأجداد وتتحكمون بكل متناقضاتها وتستطيعون بأساليبكم الطفولية المعروفة إيقاف كل أدواتكن المغروسة في خاصرتنا .. هذا إن أردتم يوماً لكننا والله ولست بحانث يا سلومي أنكم لا زلتم تفقدون الإرادة والقدرة على إتخاذ القرار التي سُلِبَت منكم منذ بابا زيزو الذي باع الحال والمال والعيال.
إنتبه .. لشماغك ووجه أوامرك لتحسين كوايته ، وانتبه .. للبِشت الملكي واعتني بجودة قماشه وحسن لونه فأنت ملك وكل العدسات حولك .
إياك أن تلتفت إلينا بشفقة فنحن اليمانيون نشفق عليك ، إياك أن تظن أنك ستحرمنا ابتسامة العيد بدمارك ، فبالونات الأطفال سترد عليك ، إياك أن تحدث نفسك أنك قد أحدثت فينا ذعراً وأن الدماء ستجعل حياتنا تتوقف ، فيا سعودي يا حفيد قينقاع نحن نرقص " البرَع " حين تقصفون ، وحين تطلقون على المدنيين والآمنين ونخرجهم من تحت الأنقاض نحتفل ونحن نزفهم إلى الخلود ، نغني المهاجل ونحن نازحون ، نتسامر بالشرحِ ونحن مشردون ، نرتل الآيات ونحن في طوابير النفط .. نتذكر أحاديث المصطفى فينا وهو يقول هم مني وأنا منهم فتهون علينا غيبوبتكم وهمجيتكم .. نأكل الآيسكريم ، أسواقنا مكتظة بمظاهر السعادة ، نمارس طقوس الزبيب واللوز رغم الأشلاء المتناثرة والأرواح الطاهرة .
هكذا نحن اليمانيون يا هذا فمن أنتم ؟
هكذا نحن ملوكاً يا جلالة الملك ببساطتنا وأمراء بتكافلنا ، وأرق قلوباً وأطيب أفئدة فيما بيننا .
هكذا نحن يا خادم الحرمين دائماً نُيمم وجوهنا شطر مكة داعيين المولى وملبيين لنداء الإنسانية مدركين أن خلاص أمتنا حين نتخلص من عيال الحرام المسيطرين على المسجد الحرام.
أعتذر لأني آذيت أذنك لكني أخيراً سأخبرك بسر ، أكثر شئ يطمئنني ويسعدني وأدرك أننا الحقيقة، أيها الوهم حين أرى في تحالفك الإمارات والسيسي والأردني ، والسلاح والطيران أمريكي وروسي ، أكاد أنفطر من الضحك حين يجتمع حولك حثالة القوم وخلاصة العمالة في العالم وأنت مصدق أنك زعيم عروبي وقومي وإسلامي ، حينها أمد رجلي وأخزن القات مكيفاً ومطمئنا على دولتي وجمهوريتي وأستعد للسحور بعدها، لأقف بروحي فوق رأسك في عرفة وأردد في نفسي صاخباً ( شكراً .. سلمان )

* من صفحته الفيسبوكية 
فاروق أحمد علي مريش*
الجمعة 25 سبتمبر-أيلول 2015
أتى هذا الخبر من الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره:
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://cfca-ye.com/news_details.php?sid=14