إدعاءات إماراتية بالإنسحاب من اليمن.. تكذبها الوقائع
الموضوع: أخبار وأنشطة ضد العدوان

السياسية:
تقرير .. نجيب هبة

يستمر نظام أبوظبي الإجرامي في ثنائية الكذب والعمل المفضوحة ، المتمثلة في التصريحات (الدعائية) ومزاعم الانسحاب من اليمن والعمل الدؤوب على الأرض لتحقيق الأطماع والأهداف الاستعمارية التي جاءت من أجلها .

ففي آخر أنشطتها وصلت يوم الخميس باخرة إماراتية إلى ميناء أرخبيل سقطرى وأنزلت عربات عسكرية.. وقال محافظ سقطرى رمزي محروس أن “وصول هذه العربات إلى سقطرى يعد دليلا على ما يجري في الأرخبيل من أنشطة لزعزعة الأمن وإثارة الفوضى ومصادرة قرار المحافظة وسيادتها بدعم خارجي” حسب تعبيره.

ووصف محروس ذلك بأنه “تحد صارخ للحكومة والسلطات المحلية، ومحاولة واضحة لعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض.. متهماً دويلة الإمارات بالاستمرار في دعم الجماعات المسلحة ومليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي وتشجيع الفوضى التي يشهدها الأرخبيل”.

وفي وقت سابق كان مسؤول في حكومة المرتزقة ، نفى إنهاء الإمارات وجودها العسكري في اليمن وذلك رداً على إعلان أبوظبي أنها أنهت تواجدها العسكري في اليمن منذ أكتوبر الماضي.. مطالباً إياها بـ”وقف تسليح المليشيات في الجنوب”.

جاء ذلك في تغريدة لوكيل وزارة الإعلام في حكومة الفار هادي محمد قيزان، أضاف فيها “العالم قرية صغيرة بفضل وسائل الإعلام والجميع يعرف أنكم مازلتم في ‎اليمن”.

وأضاف: “اسحبوا جنودكم من ‎سقطرى ، ‎وبلحاف (في محافظة شبوة)، ‎وجزيرة ميون (في باب المندب)، وأوقفوا تسليح المليشيات”.

وأعلن نظام أبوظبي الإجرامي في أكتوبر الماضي، أنه أنهى تدخله العسكري في بلادنا ، ولكن بعد مرور أربعة أشهر من ذلك الإعلان، يتبين العكس تماماً.

وباتت الأهداف الخبيثة لدويلة الإمارات المارقة مكشوفة لحلفاءها قبل أعدائها ، وتأتي في مقدمتها السعي إلى تقسيم اليمن، والسيطرة على جنوبه من أجل التحكم بثرواته وبسط النفوذ على الموانئ الحيوية، وإنشاء ميليشيات مسلحة خارجة عن النظام والقانون ، وليس آخرها التعاون مع العدو الصهيوني وتحقيق أهدافه بالتواجد في المنطقة الاستراتيجية.

 

تحقيق بريطاني: الإمارات لاتزال تعقد الوضع اليمني بشدة

وفي ذات السياق، كشف تحقيق بريطاني، أن الإمارات ترتكب جرائم مباشرة ضد المدنيين في اليمن، وذلك رغم مزاعم الانسحاب التي تسوقها لوسائل الإعلام منذ أشهر.

وقال تحقيق نشره موقع “ميدل ايست آي”، البريطاني، “إنه في حين أن السعودية قد تلقت الجزء الأكبر من الانتقادات لدورها في البلد الذي مزقته الحرب، يؤكد الخبراء أن الإمارات، التي تدعي الانسحاب، لا تزال تعقد الوضع اليمني بشدة”.

وحسب الموقع، فإن الإمارات تنشط بشكل كبير في الجزر الاستراتيجية، والموانئ البحرية والمطارات، والقواعد العسكرية والميليشيات.

وأكد جاستن راسل، رئيس مركز نيويورك للشؤون السياسية الخارجية ، الذي رفع دعوى قضائية ضد وزارة الخارجية الأمريكية بشأن صفقة أسلحة متوقفة الآن إلى الإمارات، أن منظمته وثقت استمرار تدخلات أبوظبي في اليمن.

وقال راسل “الإمارات، سواء في العلن أو في السر، لا تزال تمارس الاعتداءات في المنطقة”.. مضيفاً “صرف إعلان انسحاب الإمارات الانتباه الدولي بعيداً، وأبعد بقية العالم عن رائحة ما يفعلونه بالفعل في المنطقة.. ولكن تأكد لنا أن الإمارات لا تزال تمول وتدعم أدواتها ميدانياً في اليمن بشكل منتظم”.

وأضاف التحقيق أن “مصالح الإمارات في اليمن تتنوع ، لكن الهدف الرئيسي للدولة الخليجية الصغيرة – التي لا تشترك في حدود مع اليمن – هو الحفاظ على النفوذ على مضيق باب المندب، الذي يمر عبره حوالي 9% من النفط الخام والبترول المكرر المنقول بحراً إلى العالم”.

ونقل التحقيق عن شيرين الأديمي، الأكاديمية في جامعة ميشيغان قولها “من الواضح جدًا بالنسبة لي كيمنية فهم لعبة الإمارات، وهي إنشاء سلطة موالية في اليمن تسهل مرور نفطهم عبر باب المندب”.. مضيفةً أن “موقع اليمن استراتيجي ومهم. ولهذا السبب شهدت اليمن منذ عقود تدخلات من قبل السعودية والولايات المتحدة، بسبب موقعها فقط”.

ويبلغ عرض المضيق في أضيق نقطة له 18 ميلاً، ولا تستطيع الناقلات المرور خلاله إلا عبر ممر بعرض أربعة أميال فقط، مما يجعل التحكم فيه سهلاً جداً. لذلك عملت الإمارات طوال السنوات الماضية على احتلال مناطق استراتيجية حول هذا الممر المائي.

وأشار تحقيق ميدل ايست آي إلى أن “الإمارات تراوغ من جزيرة سقطرى، عند مصب خليج عدن، إلى جزيرة ميون، في قلب باب المندب، على أمل الحفاظ على هيمنتها على الموانئ وحركة المرور البحرية في المنطقة”.

وأكد الموقع البريطاني أن الإمارات “رفضت إعادة فتح مطار الريان في المكلا، والذي حولته إلى قاعدة عسكرية لقواتها مع بداية الحرب.. ووجهت للقوات الإماراتية اتهامات باستخدام المطار كسجن غير قانوني لارتكاب أشكال شنيعة من التعذيب ضد اليمنيين”.

وفيما أشار التحقيق إلى أن الإمارات تسحب بعض قواتها، مستشهداً بما أظهرته مؤخراً صور الأقمار الصناعية من قيام الإمارات بتفكيك قاعدتها العسكرية في ميناء عصب الإريتري، على بعد 40 ميلاً غرب اليمن، قبالة باب المندب ، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد على سعي نظام أبوظبي إلى استبدال ميناء عصب بجزيرة ميون في باب المندب كمكان بديل للقاعدة العسكرية.

حيث حذرت شيرين الأديمي من أن “الإمارات من المحتمل أن تبقي قوات أجنبية دربتها ومولتها في المناطق التي تنسحب منها”.. مضيفةً “في وقت ما من العام الماضي أعلنوا أنهم ينسحبون.. لكنهم لم يذكروا حقيقة أنهم تركوا وراءهم مرتزقة مدربين بعد سحب قواتهم البرية الرسمية”.

وتابعت قائلة “هنا يأتي دور العلاقات العامة: يجعلون الأمر يبدو وكأنهم انسحبوا من اليمن، في حين أن كل ما فعلوه هو مجرد سحب وجودهم المادي الرسمي”.

وأصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قبل أيام تقريراً أشار إلى أن دولتي العدوان الإمارات والسعودية “تنفقان المليارات على شركات العلاقات العامة لتبييض سجلاتهما الحقوقية السوداء”.

وقالت ميدل ايست آي أن ماوصفتها ب”استراتيجية القوة الناعمة الإماراتية، التي أُطلقت في عام 2017، سعت إلى تلميع سمعة الدولة عالمياً، على الرغم من سلسلة الاتهامات بارتكاب جرائم حرب إنسانية في اليمن وليبيا وأماكن أخرى”.

منظمة “هيومن رايتس ووتش” من جانبها حثت الولايات المتحدة على “إنهاء دعمها للسعودية والإمارات بشكل كامل وفرض عقوبات عليهما لضمان عدم امتلاك أي من الدولتين الوسائل لارتكاب المزيد من الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب في العراق واليمن”.

وقالت الأديمي “لقد تمكنت الإمارات من الاستفادة من كون السعوديين هم الواجهة لهذه الحرب، في حين أنهم تمكنوا من التراجع قليلاً والوقوف وراء الكواليس”.

إذن هو استخدام قذر لكل الأساليب المشروعة وغير المشروعة لاستمرار جرائم العدوان السعوإماراتي في حق اليمن وشعبه وأرضه وثرواته.. ولكن التاريخ سيذكرهم وأعمالهم العدوانية في مزبلته ، وستعلم أجيال اليمن القادمة بكل هذه الجرائم التي لن تسقط بالتقادم.

متابعات - السياسية :
الأحد 28 فبراير-شباط 2021
أتى هذا الخبر من الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره:
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://cfca-ye.com/news_details.php?sid=6081