مشروع بن سلمان في “نيوم”.. مصلحة إسرائيلية استراتيجية!
الموضوع: أخبار وأنشطة ضد العدوان
 

تتكشف علاقات التطبيع السعوديّة مع إسرائيل من يوم إلى آخر، وما يؤخر هذا الوصال سوى تخوف “بن سلمان” في الإعلان الصريح، لكن جميع الوقائع تشير إلى أن العلاقة بين الصهاينة والمملكة السعوديّة متينة.

ويكشف الكاتب والباحث في القضايا الإقليمية وأُستاذ جامعي، علي دريج، في تقرير موسع له بعنوان “نيوم أول مستعمرة إسرائيلية في العالم العربي” نشره، يوم أمس، أنه  لا يمكن لمشروع “نيوم” الذي يخطط له بن سلمان أن يتحقّق إلا بموافقة الكيان الغاصب، وأن الإسرائيليين يسعون إلى أن يكون هذا المشروع بمثابة  “أول مستعمرة إسرائيلية” في الوطن العربي وفي أكثر الأماكن المقدسة الإسلامية.

ويقول الكاتب: إن محمد بن سلمان أطلق في فبراير 2021 مشروع مدينة مليونيه باسم “ذا لاين” وهي تقع ضمن مدينة “نيوم” والتي قال إنها ستكون صديقة للبيئة، وتضم مجتمعات إدراكية بالذكاء الاصطناعي كدليل على أن بن سلمان ماض وبإصرار على تنفيذ خططه فيما يتعلق “بنيوم” على الرغم من التعثر الذي يواجهه.

ويؤكّـد الباحث أن إسرائيل ستكون بمثابة الركيزة الأَسَاسية في قيام المدينة الذكية، إذ أنه لا يمكن أن يتم هذا المشروع دون الحصول على موافقة الكيان الغاصب؛ لأَنَّه سيكون بمثابة جسر يربط مصر بالسعوديّة، ويجب أن يعبر إلزامياً صحراء النقب “في إسرائيل” وبالتالي هذا غير ممكن دون موافقتها.

وبحسب الكاتب، فَـإنَّ السعوديّة ستحتاج إلى بناء مدينة ذكية بمليارات الدولارات، تعمل بالطاقة المتجددة وتديرها الروبوتات، وقد يكونُ من المستحيل الاعتماد كليًّا على الشركات المحلية السعوديّة، وبالنسبة لإسرائيل، فَـإنَّ هذا المكان يمكنُ للشركات الصهيونية أن تنفذ من خلاله، عبر أبرز رواد صانعي التطبيع على المستوى التكنولوجي بين إسرائيل ودول الخليج، لا سِـيَّـما الإمارات، وهو المستثمر الإسرائيلي ماتي كوتشافي الذي أَدَّى خدمته العسكرية في إحدى وحدات الاستخبارات، غير أن نشاطَه الأبرزَ والأكثرَ أهميّةً على الإطلاق يأتي في مجال الرقابة الإلكترونية.

ويؤكّـد الكاتب أن شركة “كوتشافي” توظف العشرات من الضباط والمجندين السابقين، الذين عملوا سابقًا في مختلف وحدات الاستخبارات، و”الشين بيت” لتقديم الخدمات الأمنية الخَاصَّة للعديد من العملاء.

وينوّه الكاتب إلى أن النظام السعوديّ يتعامل بهدوء مع الشركات الصهيونية، لا سِـيَّـما في المجال الأمني، ففي أعقاب الهجوم الإلكتروني الكبير على نظام الكمبيوتر الخاص بشركة أرامكو السعوديّة في عام 2012، واستعانة الرياض بترسانة من الشركات العالمية لإحباطه، كانت إسرائيل حاضرةً بقوة عبر شركاتها المسجلة في الخارج، وفقاً لتقرير لوكالة بلومبيرغ في 2 فبراير 2017.

ووفقاً لتقرير “رويترز” في عام 2017، عملت الحكومةُ السعوديّة والشركاتُ الإسرائيلية في سرية تامة، وتم الاتّفاق على أنه لا يمكن لأية شركة إسرائيلية الإعلان عن تفاصيل الاتصال بالصندوق السعوديّة لمدينة “نيوم” الحصة الأكبر فيه، الذي يمتلك أصولاً تحت الإدارة تبلغ قيمتها 230 مليار دولار، قد تستثمر جميعها في المشروع.

ويلفت الكاتب إلى أن القادة الصهاينة يجاهرون بثقة مفرطة بأن الاستعانة بخدماتهم التكنولوجية في مشروع “نيوم” يعد من مقومات نجاحه، منوِّهًا إلى أن “نيوم” بالنسبة لإسرائيل هي أكبر من مُجَـرّد صفقات مالية وعلاقات تجارية وسلام اقتصادي، بل هي مصلحة إسرائيلية استراتيجية، لتكون بمثابة أول “مستعمرة إسرائيلية” في قلب العالم العربي، وفي أكثر الأماكن المقدسة للمسلمين.

ويوضح الباحث أن حجمَ الاستثمارات الإسرائيلية التكنولوجية “الذكية” التي تهيئ لها تل أبيب في البنى التحتية للمشروع، والمفتوح كما هو ظاهر على مصراعيه أمام الشركات الصهيونية الرائدة والمتفوقة عالميًّا على الصعيد الرقمي، سيتيح لها السيطرة والتحكم بمفاصل هذه المدينة، كون جميع المعلومات ستصب في نهاية المطاف في قاعدة بيانات تدار من قلب “إسرائيل”، وبالتالي سيمنحها نفوذاً استخباراتياً وأمنيًّا هائلاً، مضافاً إلى العنصر البشري الإسرائيلي (الخبراء، المهندسون، الاستشاريون)، والذين ستوكل إليهم بحكم وظائفهم إدارة المرافق الحيوية “الذكية” للمدينة، مما سيضخم الحضور الإسرائيلي فيها تباعاً، وفقاً لمسار التحالف السعوديّ الإسرائيلي الذي بات إعلانه مسألة وقت، بحسب الباحث.

متابعات - المسيرة نيوز :
الجمعة 18 يونيو-حزيران 2021
أتى هذا الخبر من الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره:
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://cfca-ye.com/news_details.php?sid=6708