تحرّش جماعي وعُنف شبابي في احتفالات السعودية بعيدها الوطني
الموضوع: أخبار وأنشطة ضد العدوان

“رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

على صعيد الانفتاح، والترفيه، ورؤية 2030 الاقتصاديّة، تتعزّر المشاهد غير المألوفة في العربيّة السعوديّة، وآخرها مشاهد الاحتفال باليوم الوطني بكافّة مُحافظات المملكة، وخُروج المُواطنين حاملين علم بلدهم الأخضر، مُتراقصين فرحاً بأمجاد التوحيد لبلدهم النفطي في الشوارع.

 

 

ويبدو أن القيادة السعوديّة تُريد تعزيز هذا المشهد، فحلّقت أسراب من الطائرات التابعة للقوّات الجويّة السعوديّة في جدة والطائف احتفالاً باليوم الذي يُصادف 23 سبتمبر كل عام، إلى جانب إطلاق الألعاب الناريّة، وهو مشهد كان حُضوره في السّابق ممنوعاً بفِعل رجال الدين ومُؤسّستهم، فللمُسلمين فقط عيد الفطر، وعيد الأضحى، وقد تبدّل مشهد الاحتفال باليوم الوطني السعودي في آخر مراحل عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز الراحل، ووصل إلى صُورته اللّافتة المُزهوّة بالألوان والاحتفاء الكبير، تلك في عهد الملك سلمان، ووليّ عهده الشّاب الأمير محمد بن سلمان.

 

 

فرحة السعوديين الكبيرة هذه، نغصّتها فيما يبدو بعض مشاهد خارجة لبعض المُحتفلين باليوم الوطني، وقد جرى تداول العديد من تلك المقاطع التي أثارت حفيظة الشارع السعودي، وأثارت جدل الضوابط الدينيّة التي كانت تمنع مثل تلك المظاهر (هيئة المعروف والمنكر)، واستبدالها بقوانين مدنيّة، وعُقوبات للمُتحرّشين، والخارجين عن الذّوق العام.

 

 

في المشاهد المُثيرة للجدل، أظهرت مقطع لتجمّع شبابي كثيف حول فتاة “ترتدي العباءة” صار يلتف حولها العديد من الشبّان الذين صاروا يهتفون حولها بشَكلٍ لا أخلاقيّ، وهؤلاء يُفتَرض أنهم يحتفلون بمُناسبةٍ وطنيّة تُعَزِّر القيم، والمبادئ، واحترام الآخر، لكنّ الصورة التي وثّقتها كاميرات الحاضرين أظهرت مشاهد مُؤسفة، قال مُغرّدون سعوديّون إنها لا تُمثّلهم.

 

 

 

مقطع آخر، أظهر فتاة ترتدي عباءة برتقاليّة دون حجاب لشعر الرأس، وقد تعرّضت لتحرّش مباشر من قبل شاب لمس جسدها، وكان في ذات المقطع شاب سعودي حاول الدّفاع عنها، وإبعاد المُلتفّين حولها، وكأنها فريسة لمجموعة “كلاب” بشريّة على حدّ توصيف أحد المُعلّقين.

 

هذه المقاطع وغيرها، أثارت تساؤلات واقعيّة حول مقدرة النساء في المملكة على العيش بحُريّة، وعدم التعرّض لهنّ حال ارتداء عباءة مُلوّنة ودون حجاب، بعد عُقود على فرضه من قبل رجال الدين، وفي مثل تلك التجمّعات الشبابيّة التي وُصِفَت بالهمجيّة، وأين هي فاعليّة القوانين الرّادعة لمِثل هؤلاء التي أعادت للأذهان مشاهد التحرّش الجماعي في مصر، والمُعاناة التي ترويها النساء العربيّات عُموماً في شوارع بعض الدول العربيّة.

 

 

 

ولم يقتصر المشهد على مُضايقة الفتيات، فقد تعدّى شباب مُحتفلون أيضاً على عائلات، وهو ما دفع بالبعض بطرح تساؤلات حول أسباب تلك التصرّفات وعلاجها، وعدم حصرها فقط بتواجد مُحتفلات في الأماكن العامّة، رغم أنّ الحقّ الوطني يقتضي احتفال السعودي الذكر والأنثى بيومهم الوطني.

 

 

  

ستكون السلطات السعوديّة معنيّةً بعدم تكرار هذه المشاهد التي اعتبرها البعض مُسيئةً لليوم الوطني، مُطالبين بعدم الاحتفال به بالشوارع، مع دعوات لمُلاحقة المُتحرّشين، ومُعاقبتهم، لضبط إيقاع الانفلات الذي حضر بأبهى صُوره، وفي يوم “السعوديّة العُظمى” الشّعار الجديد الذي بات يتردّد في المملكة الانفتاحيّة.

متابعات - رأي اليوم :
الجمعة 24 سبتمبر-أيلول 2021
أتى هذا الخبر من الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره:
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://cfca-ye.com/news_details.php?sid=7201