د.أسماء الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.أسماء الشهاري
غزة بين الصهاينة والمتصهينيين
على طريق الأقصى
مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
طوفان الأقصى. فجرُ الانتصار
عاش الأحرار.. ولُعِنَ الأفَّاكون
كما عاد الأسرى سيعود المسرى
شكراً أمريكا..!!
حيَّ على خير اليمن
عندما تتجزأُ الإنسانية
وأخيراً وجدتُها.. معشوقتي الأبدية

بحث

  
الحمدلله أننا في اليمن...
بقلم/ د.أسماء الشهاري
نشر منذ: 7 سنوات و 7 أشهر
الجمعة 26 أغسطس-آب 2016 07:19 م




تحكي سوسن قصتها...
 أنا فتاة في العشرين من عمري و كنت قد التحقت بالجامعة و لكن للأسف لم أعد أذهب إلى جامعتي و قد تلاشت أحلامي و تحولت إلى سراب، ربما ليست أحلامي فقط بل أحلام الكثيرين... و كيف لي أن أذهب إلى جامعتي و مدينتي لم تعد هي تلك المدينة الهادئة و الجميلة بل أصبحت أشبه بغابة موحشة تملأها الحيوانات المفترسة و المخيفة، لقد بتنا نعيش في حياة أشبه بالكابوس نتمنى أن نستيقظ منه في أية لحظة،
هناك من الناس من هربوا إلى الأرياف لكنها لم تسلم هي الأخرى، ها هي شوارع مدينتي قد امتلأت بالقتلة و المجرمين و مصاصي الدماء من إسرائيلين و أمريكان و أثيوبيين و جنجويد و جنسيات مختلفة كثيرة من البلاك وتريين ناهيك عن داعش فكل يوم نسمع تفجيرات هنا و هناك و رائحة الدم تفوح في كل مكان،
لقد تحولت الحياة إلى جحيم، لقد عزف الأهالي عن إرسال أبنائهم و بناتهم إلى المدارس و الجامعات.. لقد أصبحت مهجورة كغيرها من المحلات التجارية و الأسواق،
و الشوارع أصبحت خالية من أصوات الأطفال الذين كانوا يزينونها بضحكاتهم و لعبهم وكثيراً ما نسمع عن مداهمات للمنازل و اقتحامها من قبل الوحوش البشرية بحجة البحث عن الأسلحة و الإرهابيين،
 لكن الدماء تغلي في عروق الشباب و شرايينهم فكل يوم نسمع عن حالات طعن و قتل بصفوف المحتلين.. كما نسمع عن الشهداء بصفوف أبنائنا و كذلك الإعتقالات التي تطال حتى النساء لقد ساؤوا وجوهنا و أصبح الموت أفضل من الحياة بمائة مرة، لقد دمروا حياتنا كما دمروا أرضنا و وطننا، هذا ما أراده العملاء و هذا ما لم يكن يحسب حسابه المتقاعسين و الساكتين عن الدفاع عن وطنهم و شرفهم..

يا إلهي ها هي أصوات المحتلين تتعالى في المنطقة إنهم يداهمون بيوت الجيران، كل من في البيت أصبح مذهولاً و جامداً و قد بلغت القلوب الحناجر، أين نهرب؟ كيف نفعل؟
لقد وصلوا إلى بيتنا.... و هم يطرقون الباب بشدة و يكادون يكسرونه، إن دقات قلبي تكاد تتوقف و أشعر أني لم أعد قادرة على الحركة ولا التنفس،
لقد.. لقد...


لقد استيقظت من الكابوس أخيراً و العرق يتصبب مني و عيناي جاحظتان و إذ بي أسمع صوتاً واثقاً و قوياً من مذياع أمي يقول :في اليمن هذا غير وارد،
كنت أقول : الحمدلله الحمدلله و جثوت بين يدي أمي و سألتها : أمي كنتي تقرأين مصحفا أن ينصر الله المجاهدين،
أمي : نعم يا حبيبتي و قد أكملته بعد الفجر اليوم،
سوسن :و قد امتلأت عيناها بالدموع و كانت تقبل كفي أمها كم أنتي رائعة يا أمي الغالية، شكراً لك
الأم : و لماذا تشكريني هذا أقل واجب لمن يدافعون عن أرضنا و كرامتنا،
ثم توجهت سوسن إلى غرفتها و فتحت الدرج و أخرجت عقدها و توجهت نحو غرفة أخيها و وضعت العقد بين يديه و قالت له : أخي أرجوك أن توصل هذا لأجل المجاهدين،
حسام : بالتأكيد يا أختي، و لكن ما هذا الحماس المفاجئ!!
ثم أسرعت سوسن نحو باب المنزل قبل أن يخرج والدها لشراء ما يلزم من مصاريف،
سوسن :أبي الحبيب ما رأيك ما خصصته لأجل مصروف اليوم فلتشتري بنصف المبلغ و النصف الآخر لأجل المجاهدين من الجيش و اللجان الشعبية،
الوالد: فكرة رائعة يا حبيبتي، بارك الله فيكِ
ثم أخذت سوسن هاتفها الخلوي و تحدثت إلى صديقتها : سحر لن أخرج اليوم معكي إلى السوق لأني سأظل في المنزل لأعد الكعك للمجاهدين و بإمكانكي أن تحظري لمساعدتي إن أردتي ذلك،

كان جميع من في المنزل ينظرون إلى سوسن و قد بدا على وجوههم علامات التعجب و الإندهاش، و أخوها يقول : سبحان الله ياله من حماس شديد و مفاجيء..

قالت لهم سوسن : ماذا بكم؟ لا تنظروا إلي هكذا،
مهما فعلنا فلن نوفيهم من حقهم شيئاً من يباتون في العراء في حرارة الشمس الحارقة و برد الشتاء القارس و يبذلون أرواحهم و دمائهم رخيصة لأجل أرضنا و شرفنا و كرامتنا... هل هو من السهل أن تواجه دول العالم بأجمعها المعتدية منها و المتواطئة و هم يمتلكون أعتى الأسلحة تدميراً و فتكاً و ملايين الدولارات مقابل رجال لا يمتلكون سوى أسلحة خفيفة لكن إيمانهم بالله و ثقتهم به و نخوتهم و صلابتهم و تضحياتهم و عزيمتهم الفولاذية قد حالت دون تحالف الشر العالمي أن يحقق شيئاً من أهدافه، فكيف لنا أن نجازيهم،فعلى كل منا أن يعمل ما بوسعه لأجل وطنه و كرامته..
نعم الحمدلله أننا في اليمن،،
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الجبهة الثقافية
المحرقة الغزاوية و"الهولوكوست" الوهمية
الجبهة الثقافية
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
الجبهة الثقافية
قادمون في العام العاشر.. بين خطة العدوان والنتيجة العكسية
الجبهة الثقافية
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
الجبهة الثقافية
غزة في مواجهة لعنة التهجير
الجبهة الثقافية
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
د.أسماء الشهاري
من زرع الخوف حتى في بيوت الله
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
حوار بريء
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
ورُبَّ قتيلٍ.. لكنه لم يمُت!!
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
رغم الجراح.. اللقاء عند القدس
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
بهجة و تسامح
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
عاشقة الجبال
د.أسماء الشهاري
المزيد