|
بعد النجاح المنقطع النظير للاحتفالات المركزية بالمولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وفي الوقت الذي كنت أتابع بارتياح بالغ وسعادة لا توصف تغطية بعض القنوات الفضائية العربية ذات الخط والمسار القومي الممانع والمناهض لمشروع الهيمنة الأمريكو صهيو سعودي المشبع بالصبغة الوهابية اليهودية التي ترى في الاحتفال بالمولد النبوي من البدع المنكرة والتي يجب محاربتها والتحذير من الاحتفال بها كونها لم ترد عن الرسول ولا عن الصحابة على حد زعمهم ، حيث لمست حالة من الدهشة والاستغراب في تغطية هذه القنوات لهذه الاحتفالات ، وكأن لسان حالهم يقول : معقول هذا الشعب المعتدى عليه والمحاصر والذي تشن عليه المؤامرات الواحدة تلو الأخرى ، وتحاك ضده الدسائس ، ويتعرض لأكبر مؤامرة ومظلومية دولية في تاريخ الشعوب والأنظمة ، وفي ظل انقطاع المرتبات وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والتي تسببت في وفاة العشرات من الأطفال والنساء والرجال بسبب المجاعة وسوء التغذية ، وفي ظل حالة النزوح الكبيرة للأسر والمواطنين من مناطقهم نتيجة العدوان والحصار وما ترتب على ذلك من أعباء ومشاكل وتداعيات ، وفي ظل استمرار قصف الطائرات والبوارج ومع تواصل الزحوفات والعمليات العسكرية لقوى العدوان ومرتزقتهم إلا أن اليمنيين تجاوزوا كل ذلك وخرجوا رجالا ونساء كبارا وصغارا للاحتفال بالمولد النبوي ، خرجوا ببطون خاوية وقلوب ممتلئة بالإيمان ومحبة الرسول العدنان بكل ذلكم الزخم المبهر .
وفي مقابل هذا الثناء رصدت تعليقات وآراء وكتابات بعض الأصوات النشاز في الداخل اليمني ، وبعض المعتوهين والمعاقين ذهنيا من قطيع المرتزقة الذين تسابقوا على مهاجمة المولد النبوي والاحتفال به ، وأنكروا ما أسموه بالبذخ في الإنفاق على إقامة فعاليات المولد ، وبأن الأحرى صرفها على المواطنين الذين يعانون من الجوع والفقر على حد زعمهم ، وهؤلاء الأوغاد جانبهم الصواب فالإنفاق الذي تحدثوا عنه محدود وبسيط جدا ، لا يرتقي إلى تكاليف عرس ابن أحد مسؤولينا الأقحاح ، أو تكاليف استضافة وزارة الثقافة في العام 2004م لفنان أو فنانة لإقامة حفلة فنية ، هذا جانب ، وفي الجانب الآخر المتعلق بظروف المواطنين وربط ذلك باحتفالات المولد ، نقول لهؤلاء المعاقين ذهنيا من تسبب في تجويع الشعب ومضاعفة معاناته هم أسيادكم الذين تقيمون لديهم وأعلنتم تأييدكم لعدوانهم على بلدكم ، هم من قطعوا المرتبات ، ونهبوا الإيرادات ، وسيطروا على الثروات وهم من يرفضون رفع الحصار وإيقاف العدوان ، وهم من يقفون ضد أي جهود تبذل لرفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة ، وهم من طبعوا العملة الجديدة دون غطاء بكميات هائلة للقضاء على العملة المحلية وزيادة معاناة الشعب ، فلو كنتم من الحريصين على إنهاء معاناة الشعب ، ولو كنتم تستشعرون معاناة الجوعى والمرضى منهم لكان ظهر ذلك في مواقفكم الميدانية ، ولكنكم تكذبون وتدلسون وتتاجرون بمعاناتهم وتستخدمونها لخدمة أهدافكم وأجندكم الخاصة ، أنتم من يقتل الشعب ، فكيف لقاتل مجرم سفاح أن يتباكى على الضحية التي قتلها واستباح دمها ؟!
بالمختصر المفيد، نجح اليمنيون الشرفاء الأعزاء الكرماء في الاحتفال بالشكل اللائق بمولد الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وخاب وخسر من وقفوا ضد ذلك ، ومن كانت لهم هرطقات وخزعبلات وتعليقات رعناء ومبتذلة ووضيعة ومنتقدة بطريقة سوقية قذرة ، نعرفهم جيدا ، ونعرف ماضيهم ومواقفهم وتوجهاتهم ولحساب من يطرحون مثل هذه المواضيع ، وهؤلاء لا يرد عليهم فهم عبارة عن بيادق وأدوات وأبواق تعمل بنظام الدفع المسبق ، فليموتوا بغيظهم وكرههم وبغضهم وحقدهم فما يصح إلا الصحيح .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآلة .
في الخميس 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 07:52:05 م