“جريمة” رداع.. قراءة متأنّية
عبدالفتاح حيدرة
عبدالفتاح حيدرة

تابعت الكثير ممن تحدث بصدق ونَصَحَ بصدق ومن قال وقيل له وقالوا له، ومن هرج ومرج حول ما حدث في مديرية رداع بمحافظة البيضاء، شخصيا أؤكد أن الحادثة بشعة ومؤلمة ومنفذيها نفذوها بدون مسؤولية وبدون أي رجوع للسلطات العليا، لا في المحافظة ولا في العاصمة، وهو دليل على أنه تصرف فردي من فاقدي وعي وبصيرة، كما تابعت رد وتوضيح وإجراءات قيادات السلطات الأمنية وعلى رأسها وزارة الداخلية وعبر ناطقها الرسمي حول الحادثة والتي وضحت كل ما قلناه سابقا، ثم تابعت رد وسائل إعلام الخيانة ورد فعل الناشطين المشبوهين وناشطي الارتزاق والعمالة ومن تفاعل معهم بالحمية أو بالغضب أو لأمور في نفوسهم ومحاولاتهم تفسير الفعل وتحميل المسؤولية حكومة صنعاء عامة وبالأنصار خاصة، وهنا نقول لهم أنه عندما يكذب الإنسان على نفسه لا يمكن أن يتوقع أن يصدقه الآخرون، وكذاب ومنافق وعميل من يحاول إلصاق التهمة على ذلك النحو..
وإلى من ساروا في ركب تلك الأصوات الكاذبة والمضللة، نقول أن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، كيف تكون يمنياً ومسلماً، وفي نفس الوقت تدفعك الخصومة الفكرية، أو الاختلاف المذهبي، أن تدّعي على أحد أشياء معروف عنه أنه لا يقبلها ولا يفعلها ولا هي في نهجه ولا في مسيرته ولا يتضمنها حتى السياق في عمله، و كيف تقتطع أفعال أو إجراءات شخص من سياقها لتهاجم وتتهم به مؤسسات دولة بكلها وجماعة تدافع وتضحي وتتحدى العالم كله وتغلق عليهم البحور نصرة لحق الشعب اليمني كله وحق الشعب الفلسطيني وأبناء غزة من الإجرام الصهيوني والأمريكي، فأيًا كان هدفك، فإن الادّعاء بالباطل على الدولة اليمنية وجماعة أنصارالله ليس أولا من الدين في شيء ولا من الوطنية في شيء ولا من الأخلاق اليمنية في شيء ..
يجب أن نكون كلنا على قدر المسؤولية حين نتخاصم وحين نختلف، ومن المسؤولية ألا تتحدث في شيء لا تعرفه معرفة دقيقة، خاصة حين يتعلق الأمر بالحكم العام من خلال فعل شخص على مؤسسات دولة بأكملها وعلى جزء أصيل من الشعب يدافع بدمه وروحه وماله وحياته من أجل حرية واستقلال اليمن وكرامة وعزة وشرف اليمن والأمة، اعرف أولاً، ثم قل ما للدولة وما عليها وما للعامة ما عليك قوله، لا تجعل الخصومة والتبعية والارتهان لأعداء اليمن وخصوم الأنصار هي محركك، فالأمر الإلهي واضحٌ لا لبس فيه ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، ففي الانعطافات التاريخية الحادة للأمم، وخاصة في مرحلة يقوم فيها الجيش اليمني والأمن اليمني والمخابرات اليمنية بإذلال دول العالم المستبدة التي تقتل أبناء غزة، ففي هذا المعطف تصبح كل أطراف المعادلة السياسية والأنظمة السياسية في العالم كله على المحك وليس في اليمن يا هذا، بل والشعوب بطوائفها المختلفة أيضا، وتأتي أنت بكل أسف لتهاجم النظام الوحيد في العالم والجماعة الوحيدة في العالم التي جعلت العالم المستبد والقاتل والمجرم تحت أقدام الشعب اليمني..
ختاماً: يا سلطة وحكومة صنعاء ويا أنصار الله، كلمة الحق تقول أن الشعوب التي تُلدغ من نفس جحر الأدوات الفاسدة والمفسدة والمستبدة والجاهلة عدة مرات ليست ضحية، بل أحياناً يعطون الفرصة للناعقين أن يجعلوا منهم شركاء في الجريمة، وخالص عزائنا لذوي القتلى وتمنايتنا بالشفاء للجرحى..

*نقلا عن :الثورة نت


في الجمعة 22 مارس - آذار 2024 02:02:36 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=13082