ثورة الوعي والحرب الناعمة
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس

بالوعي تنهض الشعوب ، وتبنى الدول ، وتتجاوز المنعطفات الخطيرة التي تتعرض لها ، والخطوب والمدلهمات التي تواجهها ، وتتجاوز الصعاب والعراقيل التي تعترض مسارها ، وتقف حجر عثرة أمام تطورها وتقدمها وازدهارها ، بالوعي تبنى الدول على أسس وقواعد ومداميك صلبة وقوية ، وترتقي الشعوب في سلوكياتها وتعاملاتها وثقافتها ، وتنهض الدول في اقتصادها واستثماراتها وقدراتها وإمكانياتها .

بالوعي نقطع الطريق أمام تسلل الأفكار الهدامة ، والثقافة المغلوطة ، والعقائد المستوردة ، والأطروحات الفجة ، والسياسات الحمقاء الرعناء السخيفة ، وبالوعي نفشل كافة المؤامرات والمخططات والمشاريع الإفسادية للقيم والأخلاق والمبادئ والثوابت ، وبالوعي تتحصن الشعوب من الانحرافات والسقطات الخطيرة التي تركز على الجانب الأخلاقي وتستهدف شريحة الناشئة والشباب من الجنسين وتشتغل على مسخهم وتقديم الإغراءات التي تجمل السلوكيات والممارسات المنحرفة التي يقومون بها ، والتي تستهدف المجتمع اليمني المحافظ عبر ما يسمى بالحرب الناعمة التي تشتغل عليها قوى العدوان وتقوم بتمويلها وإسنادها لوجستيا ضمن أساليب العدوان على بلادنا الذي شارف على اكتمال عامه الرابع .

الحرب الناعمة التي تعتمد على شبكات التواصل الاجتماعي وتقنيات الاتصال المتطورة وشبكات الدعارة التي تستقطب الشباب من الجنسين إليها وتعمل على تشغيلهم لحسابها في نشر الرذيلة وتسهيل الوصول إليها، كما هو حال الشبكة التي تم إلقاء القبض عليها وكشفها من قبل الأجهزة الأمنية بأمانة العاصمة والتي كشفت حجم المؤامرة التي تحاك ضد أفراد المجتمع اليمني وسعي قوى العدوان الدؤوب من أجل مسخ شبابنا وهويتهم اليمنية والإسلامية التي كانت وما تزال وستظل بتوفيق الله وعونه مضرب المثل في الطهر والاستقامة والشرف والعفة .

يريدون تفكيك النسيج الاجتماعي وإلهاء أبناء المجتمع اليمني عن الدور الهام والمهام والمسؤوليات الواجبة عليهم دينيا ووطنيا وفي مقدمتها الدفاع عن الوطن والذود عن حماه وحماية مكتسباته ، والتصدي لقوى الغزو والاحتلال والارتزاق ، وثبيط الشباب والأحرار من أبناء الوطن عن التوجه لجبهات العزة والكرامة والشرف بوصفهم للقتال في سبيل الله دفاعا عن الوطن فتنة مسلم يقتل مسلم أو يمني يقتل يمني ، رغم أن مرتزقة وطواغيت العالم قد جلبهم السعودي والإماراتي للقتال في بلادنا بالنيابة عنهم ، وتبنيهم مشاريع النفاق والذل والهوان تحت مسميات الحياد والابتعاد عن الفتنة ، وهم أنفسهم من يشعلون فتيل الفتن ويسعون عبر ما تسمى بالحرب الناعمة لإغراق المجتمع اليمني في وحل التفسخ والرذيلة والانحلال الأخلاقي ، يصورون الأشياء بغير مسمياتها ، يزيفون الحقائق ، ويفبركون الأحداث ، وينشرون الشائعات ، ويروجون للأراجيف والهرطقات الكاذبة ، يغرقون في التدليس والتلبيس والدجل والتضليل ويتبنون قضايا ومواضيع هامشية مفتعلة للتشويش على القوى الوطنية وضرب وحدة الجبهة الداخلية التي حاولوا مرارا وتكرارا النيل منها واستهدافها دون جدوى .

بالمختصر المفيد ،بالوعي نقطع الطريق أمام تسلل الأفكار الهدامة والثقافة المغلوطة والمعتقدات المستوردة، والسلوكيات المنحرفة، والممارسات الشاذة ، وهنا لا بد أن نحرص جميعا على أن نتحلى بالوعي والبصيرة والإدراك لما يدور حولنا ، وما يضرنا وما ينفعنا ، وما لنا من واجبات وما علينا من حقوق وخصوصا ونحن نتعرض لعدوان وحصار همجي إجرامي وحشي قذر ، الله الله في الوعي ثم الوعي ثم الوعي لإحباط وإفشال كافة مططات ومؤامرات وحروب قذرة متعددة الأشكال والأوجه .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله

في الأحد 27 يناير-كانون الثاني 2019 07:47:05 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=1329