أمركة وتصهين الفيسبوك
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس

للمرة الثالثة التي يتم فيها تهكير حسابي على الفيسبوك رغم قيامي باتخاذ كافة إجراءات الحماية المعتمدة من قبل شركة فيسبوك ، قمت بتوثيق الحساب وربطه بالبريد الإلكتروني وتأكيد الهوية بجواز السفر والبطاقة الشخصية ، وورقة تعريف من عاقل الحارة ، علاوة على الأيمان المغلظة التي حلفت بها للحاج مارك بأني صاحب الحساب ولكن دون جدوى ، حاول البعض محاولات عدة لاستعادة الحسابات الثلاثة تباعا ولكن المحاولات باءت بالفشل لأجد نفسي مضطرا إلى عمل حساب جديد على أمل أن يصمد أمام بلاغات أشباه الرجال الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب .

والملاحظ أن الجهة التي قامت بتهكير الحساب الأخير هي ذاتها التي قامت بتهكير الحسابات السابقة ، ذات الرقم ، وذات الإيميل المموه ، وفيسبوك تظل عاجزة عن حماية حسابات مشتركيها الموثقة لديها ، وهناك مؤشرات تشير إلى تورط فيسبوك في مثل هذه الممارسات غير القانونية والتي دائما ما تتخذ عندما يتم نشر صور تحمل شعار الصرخة والمنشورات المعادية لأمريكا وإسرائيل والمناهضة لسياستهما الاستعمارية الاستغلالية التوسعية الاستبدادية ، والمنشورات المنددة بالعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني على بلادنا وشعبنا ، وكأن فيسبوك على درجة عالية من الحساسية المفرطة تجاه الصور أو المنشورات المعادية لأمريكا وإسرائيل وسياستهما في المنطقة!!

وأعتقد جازما بأن السياسة التي تعتمد عليها إدارة فيسبوك فيما يتعلق بالاعتماد على البلاغات كوسيلة لإيقاف الحسابات وتهكيرها سياسة رعناء وغير متزنة ولا تراعي الخصوصيات ولا تعزز الثقة فيها ، علاوة على كونها تعزز من ثقافة القرصنة وتقييد الحريات ، وتتعارض مع الخصوصيات المكفولة لكل مشترك ، فمن غير المنطقي أن يرتبط مصير حسابات المشتركين في فيسبوك ببلاغات مجموعة من المشتركين الذين يتبعون هذا التيار أو الحزب أو التنظيم أو الجماعة ، فالحسابات الفيسبوكية يجب أن تكون محمية من قبل الشركة ولا يطالها أي تهديد بالتهكير والحذف من أي جهة ، باعتبارها صارت أشبه بملكية خاصة بأصحابها ، ولكن يبدو أن الشركة نفسها باتت خاضعة للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية وباتت حسابات المشتركين فيها عرضة للتجسس ، وبات مقص الرقيب تارة ، ومقصلته تارات عديدة تتهدد الحسابات التي تعري وتفضح أمريكا وإسرائيل والجرائم والمذابح التي ترتكب في حق الأبرياء من أبناء شعبنا رجالا ونساء وأطفالا ، وتلك التي لا تتوافق مضامينها مع سياسة فيسبوك المتأمركة والمتصهينة التي لا تحتاج إلى شواهد وأدلة أكثر من الواقع الذي نلمسه ونعيشه.

بالمختصر المفيد، فيسبوك وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي بقدر الطفرة التي أحدثتها في مجال الإنترنت وتراسل المعطيات والاتصال والتواصل ، بقدر الخطر الذي تشكله ، وخصوصا إذا ما علمنا ارتهانها للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية ، ولذلك ينبغي على المشتركين فيها تفعيلها فيما يخدم الوطن ويعزز من روح الصمود والثبات ، والتصدي للشائعات والأكاذيب التي يروج لها أبواق العدوان والارتزاق عبر ذات وسائل التواصل ، والابتعاد عن الانجرار خلف ثقافة المسخ والإغواء والانحلال والتفسخ التي تلقى رواجا واسعا بلا قيود ودون حظر أو تهكير عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي تندرج في إطار الحرب الناعمة التي تعتمد عليها قوى العدوان لتفكيك المجتمع اليمني ، والنيل من عفته والتزامه وتمسكه بالقيم والأخلاق التي تربى ونشأ عليها .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

في الأحد 24 فبراير-شباط 2019 08:46:47 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=1394