عقوق الوطن وطاعة المحتل
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس

لم يكن طارق عفاش، ولفيف المرتزقة الخونة العملاء ابتداء من الدنبوع هادي وعلي محسن وأولاد الأحمر والبركاني والعليمي واليدومي والزنداني والعيسي وبقية رموز العمالة في حاجة لكي يقبلوا على أنفسهم التحول إلى أحذية ينتعلها السعودي والإماراتي، والوصول إلى ما هم عليه اليوم من ذل وهوان واستحقار، مهما كانت الأسباب والمبررات، فقد كانت أحوالهم وأوضاعهم المادية (فل الفل) وكانت لهم مكانة مرموقة في الوسط السياسي والاجتماعي والقبلي اليمني، فكانت الثروة التي يمتلكونها والشركات والعقارات والاستثمارات التابعة لهم كافية لهم ولأولادهم والأجيال المتعاقبة لهم، حتى وإن غادروا السلطة، فلم يعودوا في حاجة لها، فيكفيهم أن يتفرغوا لإدارة مصالحهم، والعيش دون مسؤوليات ووجع رأس، ولكنها الذنوب وفي مقدمتها عقوقهم وخيانتهم للوطن .

عقوق الوطن جعل من الدنبوع هادي دمية تقبع تحت الإقامة الجبرية في الجناح الفندقي السعودي وتحت رحمتهم، وهو حال بقية مرتزقة الفنادق الذين فضلوا حياة الذل والمهانة، على حياة العزة والكرامة، وقبلوا بالمحتل وسلموا له شؤونهم وأعلنوا لهم الولاء والطاعة، وضاقوا ذرعا تجاه أهلهم وذويهم وأبناء وطنهم وتحالفوا مع المحتل ضدهم، وباعوا أنفسهم وكرامتهم وضمائرهم وإنسانيتهم بثمن بخس، ريالات سعودية مدنسة بعار الخيانة، ودراهم إماراتية ملطخة بدنس العمالة والارتزاق، رغم أن ما بحوزتهم من أموال كانت كفيلة بأن تمنحهم العيش بعزة وكرامة وطمأنينة واستقرار وراحة بال.

كانوا يمتلكون قرارهم، وكانت حريتهم بأيديهم، وكانوا هم أصحاب الجاه والسلطة ومن يوجهون الأوامر ويصدرون القرارات والتوجيهات، واليوم باتوا رهينة أفراد حراسة الفنادق التي يقيمون فيها هناك في الرياض، وباتت تحركاتهم مقيدة، وكأنهم قيد الإقامة الجبرية، ويا له خزي وله من عار الذي هم عليه، اليوم طارق عفاش مقاول المحتل الإماراتي في الساحل الغربي، يتلقى توجيهات من أسياده الإماراتيين بإرسال كتائب من مرتزقته إلى عدن بهدف إسناد مرتزقتهم في المجلس الانتقالي في المعارك التي يخوضونها في أبين وشبوة ضد مليشيات هادي والإصلاح، رغم التباين الحاصل بين طارق عفاش والانتقالي، إلا أن العميل والعبد المطيع لا يستطيع مخالفة توجيه سيده، على الرغم أنه يدرك الخطر الذي يتهددهم من مليشيات الانتقالي، قبل خطر مليشيات هادي والإصلاح .

إلا أن العمالة والارتهان للمحتل الإماراتي والتي تمثل القاسم المشترك بينهما، ستجمعهما في خندق واحد لمواجهة مليشيات هادي والإصلاح، والتي بدورها ترى في تحركات الانتقالي ومشاركة مليشيات طارق عفاش إلى صفهم جاءت من أجل الاستحواذ على السلطة وتمكين ابن عمه أحمد علي عبدالله صالح المقيم في الإمارات من الوصول إلى الحكم بدعم من الإمارات وأمريكا، وهو موقف يتخوف منه حتى الانتقالي الذي يرفع شعار الانفصال ويسعى للسيطرة على الجنوب وإقامة ما يسميه بالدولة الجنوبية، ويبدي حذره من مليشيات طارق عفاش التي قد تنقلب عليه في حال حسمت المواجهات في شبوة وأبين لصالحهم، وخصوصا في ظل الحديث عن تنسيق خفي بين طارق عفاش والسعودية يستهدف الجنوب بشكل خاص، وهو ما يثير الريبة لديه ويسعى لعمل الاحتياطات اللازمة تحسبا لأي طارئ في هذا الجانب .

بالمختصر المفيد، عقوق الوطن خيانة، وطاعة المحتل عمالة، ومن رضي على نفسه بخيانة وطنه وشعبه، والعمالة للمحتل الغازي، فلا يتوقع إلا الذل والهوان، والخزي والاحتقار، والسخرية والامتهان، فهو وأمثاله ومن على شاكلتهم، مجرد أدوات رخيصة، وقطيع من العبيد ينفذون ما يطلبه أسيادهم بدون أي مجال للنقاش حتى ولو كان ذلك على حساب حياتهم وضد توجهاتهم ومواقفهم التي ظلوا يتشدقون ويتغنون بها .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .


في الإثنين 01 يونيو-حزيران 2020 07:35:00 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=2571