ليتني لم أكبر ..
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري

عندما كنا صغاراً كان منظورنا للأشياء مختلف كثيراً عما هو عليه اليوم... 

حينها كنت أعرف أن جامعة الدول العربية عاجزة لكن لم أكن أعرف أنها متواطئة.. 

كنت أستمع للسديس و مشائخ الحرم المكي و تعجبني قرائتهم و تذكرني بالحرم المكي ، لكن عندما أستمع إليهم اليوم أتذكر الدمار و أنهار من الدماء في اليمن و سوريا والعراق و غيرها من الدول العربية والإسلامية... 
أيضاً كنت أستمع لدعائهم و خطبهم فتعجبني فقط كنت أتساءل لماذا لا يدعون للجهاد في فلسطين في خطبهم!! حينها لم أكن أعرف أن أمر الصهاينة لا يعنيهم و لا يحرك فيهم ساكناً و أن كل ما يهمهم هو تكفير المسلمين و إباحة دمائهم.. 

كانت اللحى شيء مقدس، كنا نرى إطالة اللحى من القداسة و لكني أراها اليوم إلا ما رحم ربي من النجاسة.. 

عندما كنت صغيرة كنت أعشق كلمة تكبير لكنهم أحالوها إلى تكفير و تفجير.. 

حينها كنت أعرف أن السعودية و دول الخليج لا تفعل شيء لتخدم قضايا المسلمين رغم كل ما تملك من ثروة نفطية هائلة... لكن لم أكن أعرف أنها ستبذل كل ما تقدر عليه من ثروة و مؤامرات لتقضي على بلدان المسلمين كما فعلوا في سوريا و ليبيا و العراق و آخرها ما لم يخطر ببال في اليمن... 

كنت أعتقد أن مشائخ السعودية هم أصحاب الفكر النير و لم أكن أعرف أنهم أصحاب الفكر الوهابي المُدمِّر.. 

عندما كنت طفلة كنت أشاهد مع والدي قناة الجزيرة الإخبارية.. حينها لم نكن نعرف بعد أنها أكبر قناة عميلة صهيوأمريكية.. 

لم نكن لنتخيل أن دولة عربية و مسلمة تطلق رصاصة في أرض عربية و مسلمة و تقتل أو تُدمِّر.. لكننا نراهم اليوم أحالوا السماء إلى سواد من أسلحة محرمة و الأرض إلى أنهار من دماء.. 

ليتني لم أكبر يا حزب الإصلاح لِأعرف أن من يفتح مراكز تحفيظ القرآن و المراكز الخيرية هم شياطين بشرية..

 كنت أرى دموع أمي على ما يحصل لأخوتنا في فلسطين وأنام كل يوم و أنا أحلم أن استيقظ على تحرير الأقصى.. لم أكن أتخيل أن الدمار و سفك الدماء سيطال أغلب الدول العربية بهذا الشكل المريع عدا العميلة التي هي مستعدة أن تقمع شعوبها بكل ما أمكن إذا ما بحثوا عن العزة و الحرية كما في البحرين... 

كان وضع العرب يثير الشفقة أم الآن و قد دُمرت دول و جرت أنهار الدماء على يد القتلة و العملاء فلا أعرف أي وصف يمكن أن نطلقه عليها.... 


لقد اختلفت الأشياء كلياً عدا شيء واحد.. هو اليمن و رجال اليمن مدرسة الرجولة و الإباء والعزة والكرامة التي يجب للعالم أن يتعلم منها.. التي كانت منذ قدم التاريخ و لا زالت و ستظل.. 
مهما طال الزمن فهي لم و لن تتغير غير أنها تزداد ألقاً و رونقاً و بهاءاً كل ما طال بها الزمن أو تكالبت عليها الأعداء و المحن... 
بالروح و الدم نفدي ترابك يا يمن..

في الثلاثاء 30 أغسطس-آب 2016 12:24:06 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=261