ما سُمي بمبادرة كيري ..فخٌ لأمريكا أم فضيحة سياسية !!
وليد الحسام
وليد الحسام


  ما حدث بالضبط هو أن جون كيري التقى بنظرائه الخليجيين (وزراء الخارجية) في جدة السعودية من أجل البحث في خطة إنقاذ لآل سعود وتحالفهم الذين انهزموا سياسياً وعسكرياً،، أما من حيث الجانب السياسي فيتمثل في تشكيل المجلس السياسي الأعلى والتصويت عليه من قبل غالبية أعضاء مجلس النواب ومصادقتهم عليه، وإحراق أكذوبة دعوى شرعية الدنبوع التي أصبح الأمريكيون والمجتمع الدولي يخجلون من هذا الزعم الباطل، وأما من حيث الجانب العسكري فيتمثل في التقدم الكبير لأبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية في العمق السعودي وسيطرتهم على المواقع السعودية ، وانهيار الجيش السعودي .

   لهذا كلّه أدرك التحالف السعودي الأمريكي أن الواقع يفرض عليهم اللجوء إلى خطط بديله تنقذ التحالف وتنقذ آل سعود .. فاجتمع وزارء الخارجية الخليجيون بسيدهم كيري ، وقدموا له خطة إنقاذ سُميت فيما بعد بمبادرة كيري كانوا قد جهزوها له من قبل الاجتماع وأخذها كيري كما هي دون أن يتحقق من تفاصيل حيثياتها وأبعادها..إذن ماسمي بمبادرة كيري هي عبارة عن خطة كانت معدَّة مسبقاً من قبل خليجيين بإشراف سعودي ، وقد أوقعوا كيري في الفخ بهذه الورقة أو الخطة ، والدليل على ذلك هو :
أولاً / أن ال بي بي سي التي تبنت خطة السبق الإعلامي بأن كشفت عن المبادرة تلك ماهي إلا أداة استأجرها آل سعود من أجل التمويه، لذلك جعلوها هي الناقلة للخبر ولم يجعلوا المهمة لقناتي العربية أو الحدث .

ثانياً / ذكر التقرير الخاص بهذه الخطة الذي نقلته القناة ذاتها أن المسؤولين الأمريكيين اعتبروا أن ما قدمه كيري عبارة عن أفكار لحلول تقدم بها كيري ولا تعبر عن السياسة الأمريكية ، وهذا يعني أن السلطات الأمريكية لم تكن على علم أومعرفة بها وهذه فضيحة .

ثالثاً / أن مضمون المبادرة جاء موجهاً في اتجاهٍ أحادي جائر ضيق لم يخرج عن غباء آل سعود بمثقال ذرة ، بل جاء لخدمة غايات آل سعود بصورة مباشرة وسطحية ومن الطبيعي أن تتلقى بالرفض من الشعب اليمني وهذا ما يجب أن تكون أمريكا مدركةً له .. كما أنها جاءت على لسان آل سعود وتحالفهم بدليل تغييب آل سعود وما ارتكبوه من جرائم إبادة وجرائم في حق الإنسانية ، كما أن هذه المبادرة على افتراض صحة أن كيري هو من قدمها لم تتطرق إلى دور السعودية في إعادة الإعمار أو شيء آخر مناط بها أو إلزامها بشيء.

رابعاً/ على اعتبار صحة وضعها من قبل كيري الذي يفترض أن يكون قد استند إلى معلومات دقيقة وقام بإعدادها وفق دراسة متمحصة .. فهذا يعني أن هناك تناسخاً لسياسية الغباء وهمجية التوجهات بين سياسة السعودية وأمريكا أو ربما هي سياسة غباء وعنجية واحدة تحكم الدولتين ، وأن أمريكا لاتقل غباءً في سياستها عن آل سعود .

   هل من المعقول أن تكون أمريكا_ التي تزعم من خلال محاولات فرض هيمنتها على القرار السياسي العالمي _ بهذا الغباء السياسي وأنها تتبنى مشاريع المبادرات الهزيلة كهذه ؟! هذا يعكس للعالم فضيحة أمريكا بأنها تفتقر إلى سياسة منهجية وكوادر سياسية تستند في توجهاتها إلى معلومات اسخباراتية دقيقة تجعل منها معطيات لخطط سياستها، وأنها بتبنيها لهكذا مبادرات حسب ماتناقلته وسائل الإعلام تكشف انتهاجها عبثية السياسة العشوائية ، وبذلك فإن مثل هذه 
المبادرة ستكون إضافة دامغة لاعترافاتها بأنها تقود العدوان على اليمن وأنها تقتل الشعب اليمني وتنفذ جرائم الحرب في المدنيين والأطفال .



في الجمعة 02 سبتمبر-أيلول 2016 08:44:31 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=274