"قِلاّيَتي.. والاّ الديك"
صلاح الشامي
صلاح الشامي
  • اندلع العدوان على اليمن تحت ذريعة إعادة الشرعية لمن ليس لهم شرعية، بينما يقول الواقع إعادة اليمن إلى الوصاية للدول العشر التي تآمرت على اليمن أرضاً وشعباً ومقدرات ،وتقاسمت الكعكة فيما بينها، بعد ما شعرت بأن اليمن تذوَّق طعم الحرية الحقيقية بثورة 2014م التي فقدها منذ فقد ثمار وتضحيات ثورة 1962م.

  • * لقد اندلع العدوان على اليمن حاصداً عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ ومدنيين، واستهدفت حتى مراكز المعاقين والمدارس والمستشفيات وصالات الأعراس وصالات التأبين والمصانع والمزارع وكافة البنى التحتية ،وحتى المواقع الأثرية ، وفوق ذلك ضُيِّقَ الخناقُ على كل مصادر الحياة ومنافذ التبادل التجاري ، وضربت المطارات والموانئ والمنافذ الجمركية ، ومنع المرضى من السفر للعلاج، وخُنِقَ الاقتصاد ، وسُرِقَ البنك المركزي لمنع صرف مرتبات الموظفين، وعوقب الشعب اليمن كافة على لا شيء، سوى أنه يمني له حضارة تطأ بأحذيتها تيجان ملوك دول البعير، وهو بثورته المنتصرة بأخلاقها في 21 سبتمبر 2014م استعاد هويته وتنفس نسيم الحرية، ومضى يكسر القيود عن معصميه وساقيه ، فأراد أعداؤه وأعداء العرب والعروبة والإسلام ، أعداء الحرية والإنسانية، أرادوا إعادته إلى سجنه بحجة واهية، وهي إعادة الشرعية لمن ليس لهم شرعية.

  • * إن إعادة عملاء العملاء إلى سدَّة الحكم للانقلاب على ثورة 21 سبتمبر 2014م التي قام بها الشعب اليمني بأكمله، بشهادة تلك الجماهير المتدفقة بالملايين في العاصمة صنعاء وفي صعدة وحجة وذمار والحديدة وإب وتعز وغيرها من المحافظات لا يمكن أن يأتي بالقوة.
    * إن كسر إرادة شعب بأكمله لهو ضربٌ من المحال، وبناءٌ في مآقي الخيال.

  • * ها هي ستة أعوام يكاد ينقضي آخرها، وكل ذرائع العدوان لم تزل كما هي ، والعالم أجمع يعلم علم اليقين ماهيَّة هذا العدوان ، ويعرف أطماع أمريكا في المنطقة العربية بشكل عام ومصالح دول الاستعمار القديم، وتداخل ذلك كله مع خطط الماسونية والصهيونية من إشعال حروب طويلة الأمد في الجزيرة العربية وما حولها، كمقدمة لإشعال الحرب العالمية الثالثة (حسب أدبياتهم في بروتوكولات سفهاء صهيون) والتي لا ينكرها مثقف، لكنها بتهويلها لا تخدع المؤمنين بنصر الله ، ولا تفت في عضد المتآزرين الصابرين في وجه النسخة الجديدة من الاستعمار الذي يستخدم أبناء البلدان المستهدفة لفتح الأبواب أمام المستعمر الغربي، ومن ثم العمل لديه كأجير بالراتب الشهري في أرض كل منهم، على حساب شعبه وأهله وحتى نفسه.. ورحم الله الشاعر العربي الكبير /عبدالله البردوني القائل:
    فظيعٌ جهل ما يجري
    وأفظع منه أن تدري
    وهل تدرين يا صنعاء
    من المستعمر السري؟
    أمير النفط نحن يداكَ
    نحن أحَدُّ أنيابك
    ونحن القادةُ العطشى
    إلى فَضَلاتِ أنخابك
    ومن دمنا على دمنا
    تُمَوْقِعُ جيشَ إرهابك
    فظيع جهلُ ما يجري
    وأفظع منه أن تدري

  • * ستة أعوام ، وعملاء العدوان وأحديته في تشنجهم القديم أن لا سلام حتى يُطْرَدَ أبطالُ ثورة 2014م،وتمحى هذه الثورة من الذاكرة، ويعودوا هم لحكم اليمن، ولا يشاركهم أحد في الحكم، وإلا فلتذهب اليمن إلى الجحيم بأرضها وشعبها وثرواتها وتاريخها ومستقبلها، معيدين إلى الذاكرة ذلك المثل الشعبي القديم ” قِلاّيَتي.. والاّ الديك”.. والمثل على بساطته يشرح الكثير من تَعَنُّتِ الأوغاد إذا ما توهّموا أنهم أصبحوا ذوي نفوذ أو قوة أو سلطة.

  • * والمثل يحكي أن أحدهم كان يأكل (القِلاَّء) وهي حبوب الفاصوليا أو الفول المقطوف حديثاً والمقلي، وبينما هو يأكل سقطت من يده حبة من القِلاَّء (قِلاَّية) فالتقطها ديك بمنقاره وأكلها، فهجم على الديك ، فصاح به صاحبه أن اترك الديك، فأبى متذرعاً بأن الديك أكل (قِلاَّيته) وهو يريد استعادتها ، فقال له الناس إن هذا مستحيل ، فالقلاية في بطن الديك، فأصر على موقفه قائلاً: (قِلاّيَتي.. والاّ الديك).

  • * هذا هو لسان حال هؤلاء الأوغاد من باعوا وطنهم وشعبهم وأمتهم بلا ثمن لأن (قلاّيتهم) أكلها الديك.. ونقول لهم: يا سفهاء العربان قلايتكم أكلها الديك وأنتم هربتم (كالفِراخ).. والديك باقٍ رغم أنوفكم وأنوف سادتكم ومخدوميكم، ولن تنالوا من اليمن مهما فعلتم، وكل جراح أصاب جسد هذا الوطن فسوف يرده إليكم أبناؤه الشرفاء أضعافاً.
  •  (قِلاّيَتي.. والاّ الديك) هو لسان حال دول العدوان الغريبة والعربية أيضاً فإما أن يعود اليمن إلى (البند السابع) وهو الوصاية بكل ما تعنيه من نهب ثرواته ومقدراته واستعباد شعبه وتجويعه وإذلاله، وإلاّ تدمير اليمن، وقتل كل مظاهر الحياة فيه، من قتل شعبه وتدمير مقدراته قبل احتلاله بالكامل، وتسليمه لوكلاء دول الاستعمار ليكونوا أوصياء على هذه الأمة، ومستخدمين لديها، يقدمون ثرواته ومقدراته لها على طبق من ذهب.. وهذا ما تسعى إليه دول الاستعمار الحديث بقيادة أمريكا، وهو ما لن يتحقق لهم ما دام في هذا الشعب أحرار يصنعون المستحيل بإبائهم وإيمانهم، ويذيقون دول الاستعمار والاستكبار الهزائم النكراء في كل ميادين المواجهة، ويصنعون الانتصارات العظيمة في سبيل الانتصار العظيم والشامل الذي تبدو بوارقه جلية، لأنه استحقاق عادل لهذا الشعب الثائر العظيم.

في الثلاثاء 19 يناير-كانون الثاني 2021 07:56:31 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3295