"أمريكا" وتصدير تهمة الإرهاب
صلاح الشامي
صلاح الشامي
  • بدأت أمريكا سيطرتها وبسط نفوذها على العالم بأبشع الأعمال الإرهابية عبر التاريخ البشري، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية –عملياً- بإلقاء القنبلة الذرية المصنوعة من البلوتونيوم على (ناجازاكي)، وقنبلة ذرية أخرى مصنوعة من (اليورانيوم 235) ألقتها على (هيروشيما) اليابانيين، كنوع من إجراء التجارب العملية على البشر بعد أن وضعت الحرب أوزارها بالفعل ، والتي لم يعلن عن انتهائها من قبل الأمريكيين إلا بعد تنفيذ هاتين الجريمتين البشعتين في حق البشرية جمعاء، وهو أعظم إرهاب قام به طاغية عبر التاريخ ،لأنه نفذ بأقوى سلاح عرفته البشرية ،ونفذ ضد المدنيين، ففي لحظات زالت مدينتان يابانيتان من الوجود ، ناهيك عن آثار هاتين القنبلتين الإشعاعية التي ما زالت حتى الآن تتجسد بالتشوهات الخلقية في الإنسان والحيوان والنبات وصلاحية التربة للزراعة.

  • * الإرهاب العالمي بقيادة أمريكا ما زال يمارس حتى الآن ، أمريكا لا تزال تعيش الحرب العالمية الثانية ،تعيش نتائجها وتعيش نشوة الانتصار ، ولا تشعر أن عقوداً تفصل بين حاضرنا والحرب العالمية الثانية، لذلك فهي ما زالت تتزعم (حلف شمال الأطلسي) ،وتخشى من تفوق أي دولة خارج الحلف عليها، سواءً في السياسة أو الاقتصاد أو النفوذ ، بل وتخشى تفوق أي دولة عليها ولو من دول الحلفاء ولذلك فقد طغى إرهابها حتى شمل أنحاء العالم .. بدءاً بإبادة الهنود الحمر ثم جرائمها أثناء الحرب العالمية الثانية وجريمتي (هيروشيما) و(ناجازاكي) ، مروراً بما مارسته من إرهاب في (فيتنام)، وتدخلها في غالبية دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية –عسكرياً- من تغيير أنظمة ،وقلب أخرى وتقسيم بلدان ، وإعادة رسم الخارطة العالمية عدة مرات، وانتهاءً بما تمارسه حالياً في العالم العربي، بعد أن مهدت لذلك بإسقاط نظام الحكم في العراق وما مارسته من عبث في (أفغانستان) من إعادة توزيع القوة والنفوذ بما يتناسب مع خططها للتمهيد لحكم العالم باليد الماسونية ، إذ ليست (أمريكا) سوى اليد الطولى للماسونية العالمية التي يخفي قادتها الفعليون وجوههم خلف كواليس السياسات العالمية والصراعات الدولية والأزمات الاقتصادية، ويبدون –فقط- باذرعتهم واخابيطهم متعددة الأطراف والتي في كل أزمة وحرب تتكاثر بشكل أوسع مما قبلها من أزمات وحروب حتى كاد يكون 90 % من العام –أنظمةً سياسية وكيانات اقتصادية بيدها.

  • * إن أمريكا حالياً هي أم الإرهاب ، وهي صانعته ، فلماذا ترمي أمريكا تهمة الإرهاب على الآخرين؟!!
    – عندنا ترمي أمريكا تهمة الإرهاب على حركة أنصارالله في اليمن ، وتفعل ذلك بقرار يصدره (ترامب) كآخر قرار يتخذه قبل طرده من (البيت الأبيض) ،فإن ذلك لكي يتخلى المجتمع الدولي والشعوب عن دعمها ولو بالكلمة والموقف لليمن الذي يتعرض لحرب إبادة منذ (مارس 2015م)، ويريدون أن يخنقوا اليمنيين بزيادة الحصار، ثم يتخذوا الأسلحة والإجراءات والعمليات العسكرية الأكثر حسماً، وهي بالتالي الأكثر إرهاباً والأكثر دموية ،ليتم ذلك في صمت دولي رسمي وشعبي عام ،وفي ظل صمت وحياد المنظمات الإنسانية، وهذا بحد ذاته إرهاب كبير تمارسه (أمريكا) بحق الشعب اليمني واليمن كدولة لها سيادة ومعترف بها دولياً.

  • * إن كل ما تتشدق به (أمريكا) من الحرب والديمقراطية ليس إلا وهما وسرابا، فها هي ترمي اليمن بالإرهاب وهو صفتها وسمتها منذ نشأتها ، وها هي الآن تلاحق المتظاهرين الأمريكيين في الشوارع وتقتلهم وتمارس ضدهم العنف والإرهاب السياسي وإرهاب الدولة ، بينما تلاحق أجهزتها الأمنية السرية قادة المتظاهرين ليلاً في البيوت وتمارس عليهم ما لم تمارسه كثير من الدول النامية التي لا تتشدق بالحرية والديمقراطية كما تفعل أمريكا.

  • * إن صدور قرار من قبل الولايات المتحدة بحق اليمن يصف حركة أنصارالله بالإرهاب لهو الإرهاب بعينه.. إذ أن حركة أنصارالله قادت ثورة وقف معها الشعب اليمني كافة ، وذلك موثق في التصوير التلفزيوني لتلك المسيرات الشعبية التي كانت الفعل الثوري لثورة 21 سبتمبر 2014م ،وهي الحركة التي لها الحق الثوري في قيادة اليمن ، وهي من يقود اليمن في التصدي للإرهاب الأمريكي المتمثل في (العدوان الأمريكي السعودي..) ،لذا فلا يحق لأمريكا ولا لأي دولة شاركت في الحرب والعدوان على اليمن وصم حركة أنصارالله بالإرهاب ، كونها مشاركة في العدوان، وتريد بمثل هذا الاتهام أو القرار تنحية من يقاومها ليخلو لها المجال للاحتلال والسيطرة.

  • * إن كل عاقل على وجه الأرض يعلم علم اليقين من هي أم الإرهاب، من أنشأ الحركات والجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش وباعتراف قادتها.. ويعلم من مارس الإرهاب ضد شعوب العالم في كل قارة وخاصة في كل من (آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية) إنها (أمريكا) أم الإرهاب ، من ترمي بتهمتها على الآخرين لتمارس الإرهاب بشكل أوسع وبتأييد دولي وصمت مجتمعي.

في السبت 23 يناير-كانون الثاني 2021 07:13:21 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3311