وجوهُ الشبه
معاذ الجنيد
معاذ الجنيد


أيشبهُ القوم من كانوا هنا لَمَما!

وحَدُّ سيفِكَ قد أروى يداً وفما؟

أيشبهُ الحال -لا حولاً- حويتَ بنا

وحلَّ حولكَ لا بحرٌ لنا وسما!

أيشبهُ الآن وجهَ الأمس، إذ عصفت

رياحُ خيلِك تُهدينا الرَّدَى حِمَما!

أتشبهُ الأرض ما أبليتَ تبلعُها

فأثقلَ الصدرَ ما غصّت به أمما!

أتشبهُ الشمس وعد الله، إذ خسفت

بأعين الخلق إلا من به اعتصما!

وقد حشدن الدُّنا ما فوق طاقتنا

ها نحن نحيا، فسَل ماذا وكيف وما؟!

* * *

ها نحن روحاً من التأريخ ما أفلَت

مبادئاً عُودُها ما مسَّهُ هرما

نلينُ بالآي، إذ جادت بحكمتِنا

نَرِقُّ للهِ ما ألقى بنا عَلَما

عهودُنا من ذُرَى طه وشائجُها

سرنا على البحر أَو عُدنا بما قسما∆

فما استجدَّ جديدٌ غير ما حملت

نجدٌ من الفكر أغواها إلى عدما!

* * *

ها نحن نحيا ومُــرُّ الدهرِ أطعمنا

صنوفَ كفيهِ، ما أحنى لنا همما

ها نحن نلقاك باروداً تُلَوِّنُهُ

جراحَ جارٍ وأجراها هواك دما

ها نحنُ في محشرِ الأرواحِ يسمعُها

أهلُ السماء، وغَشّى أرضنا صمما!

فما استبانَ جديدٌ غيرُ ما حملت

نجدٌ من الحقد أرداها بنا وعمى

* * *

ها نحن والدهرُ ما أوهى عزائمَنا

يطولُ والحالُ ما أفنى إلى عَدَما!

ونشبهُ الكون كيفاً في تلوُّنِنا

على الظروف، فما زَلّت لنا قَدَما

ومنطقُ الحقِّ يُشقَى في بدايتهِ

ويُبقهِ الصبرُ والتُّكلانُ والعُظَمَا

حتى إذَا شبَّ ألقى كُـلَّ زاهقةٍ

دوناً وجَفَّ على أعتابهِ القلما

* * *

ها نحن أوعى.. وقد بانت حبائلُها

وحَولَ كفَّيكَ مَن أغرى ومَن خدما!

وفاح مما أتيتم كُـلّ غائلةٍ

تُخفَى بلونٍ لتلقى منطقاً ودُمَى!

ونحن أمضى.. وقد خطّت مخالبُنا

معالمَ السِّلم واختطَّت بنا قُدُما

ما أمكنَ الآن.. ما كانت حقائقُهُ

تقوى على الفهمِ حتى أمكنَ الألما!

ونحن أجنى.. وقد ظلَّت مدائنُنا

سحائبُ الله، إذ أهدى بما رسما

بها أوينا فما أضنى، وإن عجفت

سَبعٌ سيعقبُ ما نلقى بها نِعَمَا!

* 26 مارس 2021م (بمناسبة اليوم الوطني للصمود)

∆ إشارة لمواقف الأنصار قبل بدر وبعد حنين على التوالي


في الجمعة 09 إبريل-نيسان 2021 08:06:58 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3639